هل ينضم سماحته للأئمة المعتصمين..؟

هل ينضم سماحته إلى الأئمة المعتصمين..؟!

 

v         موسى الصبيحي

لو كنت في موقع سماحة الشيخ عبدالرحيم العكور وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية لأعلنت انضمامي إلى الوعاظ والأئمة والخطباء الذين نفذوا اعتصاماً بالأمس في محافظة الكرك مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية، وقد كتبنا أكثر من مرة للمطالبة بالاهتمام بخطباء المساجد والأئمة والوعاظ كقادة تنوير في المجتمع، ونعقتد أن الاهتمام الرسمي بهذه الفئة لا يزال في الحضيض، علماً بأن ما يعوّل عليهم كثير، وعادة ما يتم اللجوء إليهم في الملمات والظروف الصعبة كعامل تهدئة شعبية، ومشاعل نور يُستضاء بهم في عتمة العصبيات والمغالاة والتنطع والتطرف لنشر الوسطية والتسامح والاعتدال..!!

لا يمكن لعقل منصف أن يستوعب بأن تكون رواتب ومكافآت قادة التنوير في المجتمع أقل من رواتب عمال الوطن (مع احترامنا وتقديرنا لدور عمال الوطن الذين أيضاً ندعو إلى تحسين ظروفهم وإيلائهم مزيداً من الاهتمام) فما يتقاضاه إمام المسجد مثلاً لا يزيد في الغالب على (250) ديناراً، علماً بأنه ملتزم بأوقات خمسة، هي أوقات الصلاة التي تنسحب من الفجر إلى ما بعد العشاء، إضافة إلى الدور الوعظي والإفتائي الذي يقوم به هؤلاء الأئمة، وهو دور مهم جداً على الصعيد المجتمعي، دون أن يخفى ما يملكونه من تأثير بين الناس على مختلف الصُعُد، مما يستدعي اهتماماً أكبر بهم وبقضاياهم وشؤونهم الحياتية والمعيشية..

أدعو سماحة الوزير إلى الانضمام إلى الأئمة والوعاظ والخطباء المعتصمين، وأن يتبنى مطالبهم، كونها مطالب عادلة ولا مبالغة فيها، فهؤلاء هم الأكثر خشية لله، والأكثر علماً به (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء) ، ولا يُتوقّع أن يطالِبوا بأكثر من حقوقهم، وعلى الدولة أن تبادر فوراً لإنصافهم بالعدل والحق، فلا يُقبل تحت أي مسوّغ أو ذريعة أن تظل رواتبهم ومكافآتهم في أسفل سلّم الرواتب والأجور في المملكة، فهل من المنطق أن يُعامل قادة الفكر والتنوير والوعي في المجتمع بهذا الشكل، ولا يُنظر إلى تحسين أوضاعهم المادية نظرة إنصاف وعدل..؟!!

لا يجب أبداً على الوزارة والحكومة والدولة أن تقبل بأن يظهر قادة التنوير في المجتمع بمظهر غير لائق بسبب أوضاعهم المادية المتردية، وعليها أن تبادر لرفع مستوى معيشتهم من خلال رفع مكافآتهم ورواتبهم رفعاً عادلاً،  ولا نقول مكافئاً للدور الذي يقومون به، فما يقوم به هؤلاء لا يقدّر بثمن.. فهل تستجيب.. فإن لم تفعل أكرر الدعوة لسماحته بالإنضمام للأئمة المعتصمين فقد كان إماماً وأرجو أن يكون لا يزال..!

 

 

     Subaihi_99@yahoo.com