يحدث في مستشفى عام!

المشكلة باختصار أنني أعمل ممرضا في مستشفى عاما تابعا لوزارة الصحة تم تعييني قبل 9 سنوات قضيت 6 سنوات في قسم الطوارئ، وأنت تعرف ما حجم الضغط على طوارئ مستشفى رئيس وعام، علما بأنني كنت أعاني من ضعف نظر شديد في العين اليسرى وبعد جهد جهيد ونظرا للتقارير الطبية الكثيرة، تم نقلي الى قسم العيون الذي يعد مقارنة مع قسم الطوارئ اقل جهدا، ولكنني فوجئت أن هذا القسم يوجد به ممرضون لم يعرفوا قسما آخر، وعند سؤالي تبين أنها المحسوبية والواسطة، قلت: «مش مشكلة» المهم بعد ست سنوات انتقلنا!! وبعد مرور عامين تم طلب كادر للانتداب في قسم آخر فتم إرسال ممرضة بكتاب رسمي لكنها في نفس اليوم رجعت إلى العيون، وعند السؤال قيل، ان هاتفا وصل رئيس التمريض في المستشفى، تم بعده إلغاء الانتداب، ثم.. فوجئت بأنه تم تنسيب اسمي مكانها(!) قلت لرئيسي المباشر لماذا اسمي؟ أليس الأصل أن يتم التنسيب بالممرضين الأقدم لأنكم تقولون انها عملية دوران على الأقسام؟ ولم أتلق جوابا شافيا بالطبع.

وللعلم فقد تم تعيين 5 ممرضين جددا وضعوا مباشرة بالعيون، وبالسؤال أيضا وجدنا أن كل واحد منهم جاء بهاتف من رئيس التمريض بأمر مباشر والسبب واسطة معينة!
لو أتيح لي أن انقل لك كمية الفساد وعدم المسؤولية لجعلتك تؤلف مؤلفات، خاصة أننا نتعامل مع صحة البشر ولكن للأسف المهم عند كثير من الإداريين والمسؤولين هو أن يظهروا عند حضور أي مسؤول بأحسن وجه، لكن الحقيقة ان المرضى يعانون نفسيا قبل الألم نتيجة للترهل والبيروقرطية الموجودة في هذا الصرح العظيم!
..........
هذه هي رسالة أحد العاملين، في ذلك «الصرح العظيم» احتفظت باسم صاحبها، واسم المستشفى لدي، خوفا من البطش به، ومعاقبته على لجوئه للصحافة، و»التجرؤ» على البوح بما يجري في أروقته، والهدف هنا ليس التشهير بالمستشفى، ولا تسويد صفحته، بقدر ما نهدف لإعادة الأمور إلى نصابها، ورفع المظالم عمن لا ظهر له لدى المسؤولين، خاصة أن مرسل الرسالة يعاني من ضعف بالبصر، ولا شك أن أمرا كهذا يمكن ان يتسبب بكارثة صحية في قسم الطوارئ، والله ومن راء القصد!
بقيت كلمة..
نعلم أن فيروس الهواتف الخاصة، كل أو جل المؤسسات، خاصة أو عامة تعاني منه، ولكنها محاولة متواضعة لوقف التعدي على مهيضي الجناح من صغار الموظفين، ليس من اجلهم فقط، بل من اجل صحة المرضى، لأن الممرض الذي يشعر بالظلم من الصعب عليه أن يقاوم هذا الشعور، ويتجرد من مرارته، ويؤدي عمله على الوجده الأكمل!