أطباء وميكانيكيون
ليس لدينا إلا قلة من المهنيين الضالعين في المهنة، أما الباقي «فيحزرون». الميكانيكون والأطباء مثلاً، كلاهما ينبغي أن تراجع أكثر من واحد منهم لكي ترتاح الى النتيجة.
حادثتان وقعتا لي أوصلتاني إلى هذه النتيجة، الأولى عارض طرأ على سيارتي الهايبرد، تمثل بـ»رجة» بسيطة عند التشغيل الأول في الصباح، لدرجة أن السيارة توشك ان تنطفئ.
أخذتها طبعا إلى اختصاصي هايبرد، فقرر أن «شوك الصباح» هو السبب، ونظف هذه القطعة ورمى فلتر الهواء وركب مكانه آخر جديداً، ودفعت طبعا اللي فيه النصيب، دون أن تحل المشكلة.
عدت له فقال لي «بيّت السيارة عندي لأفحصها»، وهذا ما فعلته، وعندما جئت في اليوم التالي قال إنه «نظف بخابخات البنزين». وبرضه المشكلة لم تحل.
وحين عدت له أخيرا قال لي إن مضخة البنزين معطلة، وطالبني باستبدالها!
إلى هنا لم أعد أثق بهذه الميكانيكي، وقررت أن أستشير سواه.
استشاراتي لم تفد، فثلاثة من الميكانيكيين «الهايبرد» لم يقترحوا اقتراحات مقنعة، لدرجة أن اعتراني اليأس.
آخر ميكانيكي هايبرد ذهبت اليه، كان ذا رأي سديد، فقد قال لي ببساطة إن هناك تنفيسا في المحرك سببه جلدة، وان الامر لا يحتاج الى ميكانيكي هايبرد ولا فحص على الكمبيوتر، وانما إلى ميكانيكي عادي ليقوم بشد القطعة ووضع الجلدة بطريقة صحيحة.. وهذا ما كان. وحلت المشكلة التي كانت أمام ناظر جميع الميكانيكيين الذين استشرتهم، بسبب أثر التنفيس في المحرك، ولم يستدلوا عليها.
مشكلة مشابهة حدثت معي مع أطباء العظام تحديدا، فأول طبيب راجعته بسبب حدوث مشكلة في ركبتي طلب مني ان أتصور صورة «اكس ري»، وعندما عاينني، أوصى لي بدهون ومسكن وأن أمرن رجلي حتى تقوى العضلة، قائلا إن هناك احتكاكاً بسبب التقدم في العمر.
الطبيب الثاني رمى صورة الأشعة عرض الحائط وقال إنها لا تفيد، وطلب أن أجري صورة رنين مغناطيسي، وهذا ما حدث. وحال رأى الصورة قرر لي عملية في الركبة كان موعدها الثلاثاء الماضي، قائلا إنه لا بد منها.
ولأني أكره العمليات وأبحث دائما عن ذرائع لعدم إجرائها، وفقا لزوجتي! استشرت طبيبا ثانيا، وحين عاين صورة الرنين المغناطيسي سألني عن صورة «الاكس ري»،! وقال انها أفضل في حالتي!.. ثم قال إنني لست بحاجة الى عملية جراحية ويتعين علي فقط أن أمرن رجلي لكي تقوى عضلاتها، وهكذا كفى الله المؤمنين شر القتال.
في حالة السيارة «التحزير» سيء ولكن لا يضر، وفي حالة الأطباء..! فماذا عن حالة الحكومة!