ارفع راسك انت عربي

 

 ارفــع رأسك أنت عربي   

يعيش الوطن العربي من محيطه الهادر بالثورات لخليجه المطالب بالإصلاح حالة من الاستقلال الثانية انطلت ثورته المباركة من تونس وثم انتقلت إلى مصر وليبيا وها هي دول كثيرة يحكمها الاستبداد السياسي تغلي بالاحتجاجات مثل اليمن والسودان وأرض الجزيرة العربية وعمان والبحرين والأردن والعراق المحتل ، لقد انتقلت أنفلونزا الثورة من تونس لتشمل كل الوطن العربي من محيطه الهادر لخليجه الثائر متجاوزة حدود سايكس بيكو المزعومة والخصوصيات المصطنعة بين أبناء الأمة الواحدة لتؤكد بالحقائق للعالم أجمع أن العرب أمة واحدة والدليل إضافة إلى كل ما هو معروف من عوامل التاريخ والجغرافيا واللغة فهنالك الشعور القومي الكامل في كل قلب عربي والدليل ما نراه من ثورات انطلقت كالنار في الهشيم لتحطم هذه الأصنام المحنطة التي تجاوزها العصر لغير رجعة وأصبحت كأهل الكهف .

لقد أعادت لنا الثورة في تونس ومصر وليبيا واليمن وعمان وغيرهم الثقة في أنفسنا وهذه الأمة العظيمة التي لم  نشك لحظة أنها ستتحرك وتثور مهما طال الزمن لإزالة هؤلاء الطواغيت الذين لا يعرفوا القبلة إلا في اتجاه البيت الأسود في واشنطن الذي لا شك أن هذه الثورات التي انطلقت من تونس لباقي الأقطار قد أربكت صناع القرار الأمريكي وجعلتهم في حيرة في أمرهم ولم يكترث شعبنا العربي الباسل بآلات القتل والإجرام التي ارتكبتها الأنظمة البوليسية في تونس ومصر وليبيا والبحرين وعمان واليمن والأردن الذي حاول أن يقلد النظام المصري المخلوع باستخدام البلطجية وأصحاب السوابق الذين اعتدوا على الأحرار والشرفاء المتظاهرين من أجل الوطن بشكل سلمي وحضاري للأسف أمام رجال الأمن العام الأردني ولا أريد أن أسمع تبريرات كما سمعنا يوم حادثة القويسمه  التي ارتكبتها قوات الدرك .

 

إن هذه الثورات العظيمة قد أعادت للأمة العربية دورها ومكانتها ، لقد قيل في الغرب من خلال الإعلام الصهيوني أو المتصهين أن العرب آخر الأمم التي تثور على الظلم وصوروا أن الكيان الصهيوني هو واحة الديمقراطية الوحيدة في وسط محيط عربي لا يحكم إلا بالقبضة الحديدية ، لقد بدأ الاستقلال الثاني لهذه الأمة بإسقاط عملاء الاستعمار في تونس ومصر والبقية تأتي وثبت للعالم أجمع ازدواجية أمريكا الصهيونية وكيلها بمكيالين وعندما تأتي الديمقراطية لغير صالحها وصالح هذا السرطان المسمى بإسرائيل فإنها تتآمر عليها وتحاول إفراغها من مضمونها كما حدث في تونس ومصر وغيرهم .

 

الوطن العربي اليوم يحتفل حقيقية بثورات الاستقلال الثاني بكنس عملاء الاحتلال المحنطين في عواصمنا العربية ولا شك أن الوحدة العربية التي أعتقد الكثيرون أنها بعيدة ولكنها اليوم أصبحت حقيقية يشعر بها كل مواطن عربي وذلك من خلال الدعم والتأييد لكل تلك الثورات التي انطلقت من كل بلاد العرب وجعلت الأنظمة المحنطة تعيد الكثير من حساباتها خاصة في السياسات الخاطئة التي ليس لها علاقة بمصالح هذه الأمة ، إننا لم نشك لحظة واحدة ان هذه الأمة العظيمة  سوف تتحرك وتثور ضد جلاديها وتعيد من جديد كتابة تاريخها وتوحد صفوفها ضد أعدائها الحقيقيين الصهاينة ومن ورائهم ، لقد قاد الزعيم جمال عبد الناصر الاستقلال الأول وطرد الاستعمار البريطاني والفرنسي من وطننا العربي وإفريقيا وأسقط القواعد الأمريكية في المنطقة وحارب الأحلاف العسكرية لأجل أن يكون للعرب دورهم ومكانتهم بين الأمم والشعوب .

اليوم تأتي هذه الثورات من تونس لثورة 25 يناير المباركة لتعيد الاعتبار لثورة 23 يوليو وما سبقها من ثورات وحركات تحرر والذي تسقط اليوم هي الأنظمة البوليسية التي جعلت الوطن العربي سجنا مفتوحا للصهاينة الأمريكان ، لقد سقط نظام كامب ديفيد كما ستسقط كل ملحقاته من اتفاقيات العار في أوسلو ووادي عربة وأصبحت الكلمة اليوم لأبناء هذه الأمة التي أكدت هذه الثورات وحدتها الوجدانية ، نعم لقد أصبحنا هذا اليوم وبفضل هذه الثورات ودماء شهدائها الأبرار الذين هم أفضل منا جميعا نفخر بأنفسنا وعروبتنا والإنسان العربي اليوم يفخر بانتمائه لهذه الأمة التي تعيد كتابة تاريخها بدماء أبناءها المخلصين ، لقد عانينا طويلا من هذه الأنظمة المتخلفة العميلة ولكننا لم نفقد الثقة بأمتنا وشعبنا وها هي ساعة الفجر قد لاحت لتهزم تراكم عقود طويلة من الظلام والقهر والاستبداد ، منذ الاستقلال الأول الذي انطلق قويا مع ثورة 23 يوليو عام 1952 التي كنست الاستعمار ولكن أبقت أذياله من بني جلدتنا .

اليوم انطلقت الثورة من تونس لتصل إلى مصر أرض الثورة ومن مصر العظيمة مصر الرائدة مصر عبد الناصر ستنطلق الثورة لتكتب تاريخ هذه الأمة وترسل كل العملاء والخونة لمزبلة التاريخ ، لقد قالها جمال عبد الناصر منذ أكثر من خمسون عاما (( يا أخي ارفع راسك فقد حمل الاستعمار عصاه ورحل )) واليوم نلحق به عملائه وأتباعه لمزبلة التاريخ ولا نامت أعين الجبناء .

 

عبد الهادي الراجح

alrajeh66@yahoo.com