الفساد يطال تسويق الأدوية عالمياً

أكدت احدى الصحف البريطانية المشهورة، مؤخراً تورط شركات ادوية عالمية معروفة ومشهورة بقضايا فساد وان مكتب جرائم الاحتيال في بريطانيا بدأ تحقيقاً جنائياً مع ادارات هذه الشركات حول هذه التهم التي نشرتها هذه الصحيفة ضمن تحقيق استقصائي قامت به.
وتعتمد هذه الشركات على مندوبيها او وكلائها في الدول المختلفة لتسويق سلعها من خلالهم حيث يقوم هؤلاء المندوبون بتقديم رشاوى الى الاطباء او الجهات ذات العلاقة في هذه الدول ويبدو ان اي مواطن يتعامل مع الاطباء يدرك من خلال التجربة ان هذا الطبيب من الممكن ان يكون ممن تلقوا مثل هذه الرشاوى عند اصراره على استخدام دواء يخص شركة بعينها على اعتبار انه الافضل للمريض مع ان الحقيقة تقول انه الافضل الى جيب الطبيب.
بعض الاطباء يستغلون تعلق الانسان المريض بالشفاء على يديه وعلى خبرته وقدراته العلمية فيصدقون ما يصفه لهم من دواء دون الالتفات الى انه قد يكون له اهداف وغايات من التوصية باستخدام هذا الدواء بعينه دون غيره.
وقد اشار التقرير الصحفي الى ان الرشاوى تكون على شكل تقديم مال او خدمات اخرى ولكن هناك من يرى ايضاً ان هذه الشركات تلجأ للدعاية الطيبة لمنتوجاتها بأن تقدم للاطباء المعنيين بأدويتها دعوات لحضور او المشاركة في مؤتمرات طبية على حساب هذه الشركة مقابل ان يتم اعتماد ادويتها وهنا نعتقد ان هناك شركات قد تكون نواياها علمية تسويقية في هذا الجانب وبعضها قد تكون نواياها تسويقية فقط ولا يهمها الجانب الصحي.
الملفت في التقرير هو الاشارة الى ان الاردن من ضمن الدول التي تخضع للرشاوى من هذه الشركات وهذا يقتضي ان نرى رد فعل من نقابة الاطباء خاصة وان هناك تحقيقات ستقوم بها الشرطة البريطانية حول هذا الموضوع وسيكون الاردن من ضمن اطار هذه التحقيقات لان تسويق منتوجات الادوية العالمية تتم على ايدي مندوبين في الدول التي تبيع فيها هذه الشركات ادويتها.
هناك من يرى ان صناعة الادوية عالمياً صناعة مراقبة وعليها رقابة صارمة جداً وتخضع لشروط وتجارب ليتم تأهيلها كي تكون في أحسن صورها ولكن مع سيطرة الجانب التجاري في بعض الاحيان قد يجعل مثل هذه الرقابة ضعيفة هذا اذا استخدمت بعض الشركات العالمية اساليب الرشاوى لتسويق منتجاتها وذلك في ظل التنافس القوي بين الشركات العالمية على مبيعات منتجاتها من الادوية.
وهنا يجب ان نشير الى ان الدواء يعتبر اكبر سلعة تباع في العالم ويأتي في المرتبة الثانية بعد تجارة السلاح والتي قد تصل الى مئات المليارات من الدولارات ان لم يكن اكثر حيث ان هناك تنافساً كبيراً بين الدول في التجارة بهاتين السلعتين على اعتبار ان الارباح منهما تتفوق على اي ارباح اخرى كما ان الاقبال عليهما يتفوق الاقبال ايضا حتى على الغذاء.