تدعيش الثورة العراقية...



انتهى عصر الإقصاء والتهميش والظلم ولا يمكن للحاكم البقاء في سدة الحكم إذا كان يحكم باسم الطائفية والهوية، ويميّز بين مكونات الشعب الواحد على أسس مبنية على حقد دفين عالق في القلوب منذ زمن قديم أو بتوجيه من دول لازالت لغاية الآن تلعب على دولاب الطائفية لعلها تحقق مكاسب في دولة كانت تحتل المكانة الكبرى من الناحية الاقتصادية والعلمية في سنوات خلت.

فلا يعقل لعاقل أن يصدّق أن مجاميع إرهابية أن صحتّ التسمية تجول وتسرح في المناطق العراقية وتسيطر على المناطق السنية تباعاﹰ بينما جيش الحاكم وليس جيش الدولة يغادر مواقعه بسرعة تفوق سرعة الضوء تاركة العتاد واللباس العسكريّ في صورة تبرهن غياب العقيدة القتالية؛ لأن الجيش لم يبن لعراق موحد بل بني على أسس محاصصية و تدخل مرجعيات دينية ساعدت في تكوين طوائف مسلحة أو ما تسمى بالمليشيات.

فإذا داعش بهذه القوة في البلاد العربية فعلى الجيوش العربية أن تعترف بضعف إمكانياتها القتالية وضعف أجهزتها المخابراتية التي يصرف عليها من ميزانيات دولها الكثير الكثير، وإذا افترضنا أن ما يجري على الأرض العراقية من فوضى مسلحة هي بفعل مجموعات إرهابية وليست ثورة عراقية كاملة الأركان، فلا يعقل أن العشائر السنية العراقية تناظر تلك العصابات الإرهابية لتقيم الدولة الإسلامية المزعومة بدون أن نقاتلها وتوقف جماح تقدمها؛ لأنهم في النهاية جماعات دخيلة لا يعرف لها أسس واضحة أو مبادئ سياسية ودينية نستطيع من خلالها أن نحاورها ونفتح معها أبواب الحوار لعلها تعود لرشدها وتغادر البلاد العربية بلا رجعة.

هل يعقل أن تواجد داعش في سوريا حلال وفي غيرها من الدول حرام؟ والسبب واضح؛ لأنها تقاتل مع النظام السوري ضد ثورة أبناء الشعب السوري بينما تواجدها حرام في العراق بنظر الحكومة الإيرانية وغيرها من دول الغرب، لذلك لم نسمع أن إيران تبعث بجيوشها لتقاتل التنظيم الإسلامي داعش كما يزعمون في سوريا لا بل فرشت لهم السجاد الأحمر على أطراف دمشق وقوبلت بالأحضان؛ لأنهم يدافعون عن النظام بكل بسالة واقتدار وليس عن شعب اعزل كما يروجون لذلك.

لنعترف أن الحكم في العراق خلال السنوات ألثمان السابقة لم يكن توافقياﹰ بل كان طائفياﹰ وأن الكثير من أبناء الشعب العراقي قد عوقبوا؛ لأنهم ينتمون لطائفة معينة لذل مورست عليهم عمليات التهميش والإقصاء، ولذلك أعلنوا ثورتهم ضد التمييز والتهميش، وقد يكون أن هناك جماعات إرهابية قد أنظمت للثورة لكن لا يشكلون رقماﹰ عدادياﹰ كما يهول له في الإعلام، لذلك لا بدّ من تشكيل حكومة عراقية وطنية توافقية تعود بالأمور لنصابها.