الأجهزة الأمنية شمعة مضيئة في ظلام دامس

تبعد الحدود السورية عن محافظتي الفدين ( المفرق) وعن بلدتي ( رحاب بني حسن) بضع من الكيلومترات، وعلى تلك الحدود تسمع (برهبة) دوي أنفجارات القنابل والاشتباكات المستمره بين التنظيمات والمليشيات المسلحة وازلام النظام السوري ومؤيديه من القطعات العسكرية ،ولا يكاد الشخص يطبق جفنيه ليرقد للنوم الا بصعوبة كبرى، مستبيحة للنفس بالبقاء مستيقظاً لنعرف ما يدور في دار الجوار من أحداث، و يرابط على هذا الشريط الحدودي أشبال الاجهزة الامنية بحزم وصيرورة لحماية بلدنا الاردن من دخول اي أرجل غير نظيفة الى المملكة الحبيبة، فصوت القنابل الرهيب والانفجارات المتتالية لن تثني الاشاوس عن القيام بواجبهم تجاه وطنهم الحبيب.
ان الاجهزة الامنية أعطت مثالاً لا يمكن ان يمحى من الذاكرة، سواء ما عاصرناه او ما روي لنا من الاباء والاجداد، ممن نال شرف الخدمة في هذه التشكيلات الشجاعة.
وفي هذه المرحلة تحديداً وبالضبط المقلقة تمكنت القوات المسلحة من تجاوز الصعوبات التي يمر بها الاردن بثبات وحزم، بالرغم من التهاب المنطقه كاملة ووصول الامر في دول الجوار بأمر لا يليق بها بتاتاً، والتي آثرت ان تصدع بالاردن وببنيته التحتيه،بسبب التدفق الهائل للاجئين السوريين، والتعامل معهم وأستقبالهم وحفظ وجودهم وحمايتهم، بالاضافة الى الواجب الخطير والدقيق هو منع تسلل الارهابيين.
والموضوع لم ولا يقتصر على هذه النقطة فحسب، فهناك السلبيين الذين يحاولون أحباط المجتمع وبضع من جمهورهم الذي يصفق لهم مما ينتجونه في الاستديوهات السياسية وأفلامهم بالابيض والاسود، فتارةً تراهم يشيعون الاحباط بالحديث عن الفساد وتضخيمه واعطاؤه وجها كبيرا والتصيد للاخطاء ،وتارةً أخرى يحاولون نشر اشاعات هدفها التشكيك في الوضع الامني داخل البلاد، فهولاء قلوبهم ملوثة وصل تلويثها الى عمق الصحراء يملها الحقد على الوطن والامن الذي نعيش، وايضاً لا شان لهم ولا عمل لهم الا كما ذكرنا وأزيد من ذلك، فمتابعتهم والانتباه لهم ولتحليلاتهم مضيعة للوقت وأفساد للعقول والافكار، وكل السيناريوهات المقترحة منهم وحوارهم في مزبلة التاريخ.
نقول بحق أن الاجهزة الامنية ترفع المعنوية وتنير الدروب المظلمة ،حقاً لقد ضرب هذا الجيش مثالاً قائماً لا يثنى وفي هذه المرحلة خاصةً بتجاوزه كل هذه المعضلات الكبيرة، أن الجيش الاردني يعتبر من الجيوش المميزة والمحترفة جداً عربياً وعالمياً فهو يصنف بالمرتبة الثانية بعد الجيش المصري بالتنظيم والتدريب والهيبة، والى هذا الوقت منقوش على أكتاف الضباط والافراد والشعار الذي يحملون كلمة الجيش العربي للدلالة أن الجيش مستعد لحماية الاراضي العربية وجيش مكون من جميع أبناء العروبة ككل، بقيادة الملك الشاب الملك عبدالله الثاني بن الحسين المقدر الاول لرفعة هذه المؤسسة العريقة وصيانة كينونتها ,فتحية للقوات المسلحة كلما طلعت شمس الاردن وتكحل غروبها.