نتنياهو على خطى هتلر



لم ولن يمل ( المسكين ) جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية حتى الآن من جولاته المكوكية الى المنطقة , حيث يحمل الى ذاكرتنا مباشرة جولات فيليب حبيب المكوكية للمنطقة , ولكن ما في جعبة كيري يختلف بعض الشيئ , ويمكنني أن اتخيل حجم الاحباط الذي اصيب به كيري , حيث يواجه في كل مرة عنادا واصرارا كبيرين على وضع العراقيل امام ما يعتقد كيري انه حلول امريكية لقضايا السلام العالقة بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وربما ايضا يمكننا اضافة بعض الاطراف العربية الى موضع اهتمام جون كيري في توطيد علاقتها بالجانب الاسرائيلي .


في كل مرة يزور بها جون كيري المنطقة العربية - وما اكثر زياراته - يواجه نفس العقبة بل نفس التحدي الذي يضعه في وجهه بينيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي , حيث ظهر ذلك جليا في غير مناسبة , خاصة عندما تكون التوليفة السياسية الامريكية لمواجهة العقبات التي يضعها نتنياهو قد اخذت موافقة الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني مسبقا وقبل قدوم كيري للمنطقة , لكن ما ان تطء قدما كيري ارض القدس لمناقشة وتثبيت الخطط الامريكية حتى يفاجأ من نتنياهو باستفسارات جديدة لم تكن في حسبان الجانبين العربي والامريكي ثم تتطور تلك الاستفسارات خلال لحظات الى عقبات كأداء في طريق الحلول الامريكية . تتصاعد في اروقة المنطق والعرف الدولي اصوات قد تكون باهتة ولكنها متنامية بشكل ملحوظ حول جدية نتنياهو في تعامله مع كيري .


ربما كان على جون كيري بعد كل جهوده ان يصل الى نتيجة مفادها أن نتنياهو ربما يعتمد مقولة أدولف هتلر " الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل " , مما جعل نتنياهو يتبع - وعن قصد - طريقة فاشلة في التخطيط السياسي ليركب قاصدا موجة التخطيط لافشال مهمة كيري في المنطقة , فهل يجول السؤال التالي في خلد السيد جون كيري : لماذا يصر نتنياهو على اعتماد مقولات لشخص يعتبره نتنياهو نفسه قاتلا ؟! بالمحصلة , كثير من الجهود المخلصة - وغير المخلصة - باءت بالفشل الذريع نتيجة التعنت الذي ( يتمتع ) به نتنياهو ... والعقليات السياسية لصناع القرار تختلف وتتباين في اسلوب تناولها لقضية ما , وهذا شيئ طبيعي , ولكن ليس من الصواب بمكان ان يضع ذلك التباين نفسه في بوتقة عنوانها العناد والتعنت .


ان الوصاية الهاشمية على المقدسات حقيقة ملموسة يجب ان لا يتم تحديها اسرائيليا - بأي شكل من الآشكال - ويجب احترامها على جميع المستويات , اضافة لالغاء عقلية الحشد والغزو للمتطرفين الصهاينة للحرم القدسي الشريف ... ولكن السؤال الذي يشغلني الآن : هل سيصل نتنياهو الى قناعة مفادها ان امساك الصهاينة بمفاتيح باب القرار في الغرب (الامريكي والاوروبي ) لن يدوم طويلا ؟ .


** فراس الحمد - كاتب وباحث
farsounifiras@yahoo.com