ذكرى رحيل أمي مع ذكرى هدم الخلافة

اليوم 11/6/2014 الذكرى الثالثة لرحيل أمي رحمها المولى تعالى .
قبل أيام تباكت الأمة على خلافتها بعد فقد استمر 93 عام....
ومن يرى أننا نخالف في التشبيه بين الأم والخلافة نقول له : والله كانت أمي ليست ككل الأمهات -مع التقدير لكل الأمهات- كانت كاظمة لغيظها، عافيه عمن أساء، محسنة له، محبّة لمن حولها، مربّية على الاعتزاز بالله، مُقسمة على قدوم الفرج ليل نهار، ومن كرم المولى تعالى عليها أن أكرمها قبل الموت ( بالدعاء على الظالمين هنا... النظام بمخابراته وديوانه) ولا غرابة في ذلك وهي التي نالت من سياط المخابرات ما نالت... لكنها ما خافت ولا مالت ... ولبيان أن أمي ليست ككل الأمهات أقول لكم عندما عزمت على الاعتصام والإضراب عن الطعام بدأتُ الترتيب أولاً مع أمي قبل الموعد في أسابيع، ومنذ بداية الإضراب عن الطعام كان الجميع في كفه وهي في كفه، وآزروني وزاروني مئات خلال شهر الإضراب إلا أنها –رحمها الله تعالى كانت أصمد من الجميع.
لم تأتيني لأنها تحترم عهودها لكنها ودون أن تأتيني علمتني أن أعذر الجميع إلى حد أنني أؤمن تماماً أن إهمالي شهر بلا طعام ليس دليل سوء من حولي بل علمتني أن من حولي هم خيرة الخيرة , وأشهد الله وأُشهدكم أن تحرّك نبلاء ووجهاء ومئات خلال شهر إضرابي المبارك هو مصدر اعتزاز لي ولمن حولي من الشرفاء, ويكفيني شرف واعتزاز أنني كنت أطالب بحقوق فرق وكوادر رسمية , والحمد لله الذي جعلني بفضلة تعالى أَشرف ممن اتهموني (ما كانوا من كانوا ممن كانوا).
وليس العيب أن أطالب بلقاء الملك بل العيب أن تدوس المخابرات على فرق وكوادر دفاعاً عن الديوان.
وقد يقول قائل: ما علاقة أمي -رحمها الله- في ذلك؟.
سأقول له: المخابرات دفاعاً عن الديوان أهملت في وطنك إنسان شهر بلا طعام لكي لا يذكر اسم المستشار الأقرب للملك (يوسف العيسوي) أبا الحسن (وإن كان ذكر الاسم يمنع من النشر لا بأس من حذفه).
عندما قلنا أن الإضراب عن الطعام (جائز شرعاً إن كان به منفعة لجماعة ورفعاً لظلم) قالوا علماء آنذاك أن هذا عمل حرام وصفقت بهم ومعهم إذاعة الخديعة الدولية... في ذلك الزمن كانت أمي –رحمها الله تعالى- تتعجب من الرجل الذي يخاف من قول الحق .
ولما خرجت من شهر الإضراب المبارك وفي لحظة عناق طويلة مع أمي بعد شهر من الاهتراء الصحي تلمستها بيداي أثناء العناق وإذ بها ناحلة...وكانت خسارتي من الوزن 15.5 كغم.... كانت طيلة الإضراب تقتات على السوائل... إلى حد أنني وجدتها أسوأ حالاً مني... وسُحقاً لكل من أوجع قلب أمي!.
اللهم اجمعني بأمي لكي أحدّثها بنفسي أن ثورة الشام ليست ككل الثورات بل هي ثورة لم الشتات!!! اللهم اجمعني بأمي ففي النفس ما يوجب البشارات.
اللهم اجمعني بأمي عندك يا رحمن الأرض والسماوات.
اللهم اجمعني بأمي لأقول لها إنني كنت مؤمناً بأن الأعلام هو السلطة الأولى والله عز وجل القائل :{ يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم } صدق الله العظيم وهذا بيان أن الحرب على الإسلام هي حرب كلمة وإعلام ماكر ناكر وعليةِ فأن السلطة الأولى هي سلطة الإعلام .
وفي الذكرى الثالثة لرحيل أمي –رحمها الله تعالى- أقول لكل من لوّعه غياب الأم ولكل من ينعم بحضور الأم قبل أيام تباكت الأمة على ذكرى هدم الخلافة والجميع يعقل أن ثورة الشام جددت الخلافة، الرئاسة، الإمامة.
مما أزعج كلب الروم وانبروا أعداء الإسلام لمحاربة الإسلام بشتى السُّبل والحقيقة هيهات ... فالإسلام إن حاربته اشتد وإن تركته امتد.
وغرابة كيف نتبع دساتير الشياطين ونترك دستور الرحمن الرحيم؟؟؟ وغرابة أن أبكي أمي وتبكي أنت أمك ولا نبكي (خلافتنا) أم الإسلام والمسلمين؟؟؟ وغرابة احكم الجاهلية تبتغون.


حريتنا في يد المولى تعالى وهي أمانة في أعناق شرفاء الأمة والعالم أجمع.