الاردن: الاخوان المسلمون يستعرضون قوتهم بالشارع ويسعون لحل البرلمان

 

أخبار البلد - بسام البدارين:

يسابق التيار الاسلامي الاردني الزمن حتى يستغل الاحداث الجارية في المنطقة ويحقق مكتسبات 'سياسية' من الصعب تحقيقها في الاحوال العادية فيما تقف المملكة الاردنية على اعتاب تغييرات اصلاحية غامضة.

هذه الاصلاحات المرتقبة يريدها القصر الملكي متسارعة جدا ويعتبرها رئيس الوزراء معروف البخيت 'متدرجة' وهي الكلمة التي تساعده في تجنب كلمة مثيرة للجدل هي 'بطيئة'.

ويمكن بوضوح تلمس مؤشرات التسارع في خطاب التيار الاسلامي الذي اقام مهرجانا ضخما قبل نحو عشرة ايام استعرض فيه قواه الاساسية بالشارع بحشد نحو 20 الفا على الاقل في احدى الساحات الشعبية العامة قبل نزوله للشارع مع قوى الشباب في المسيرة الاخيرة التي كانت الاضخم منذ بدأ الحراك الاجتماعي فقط لان الاخوان المسلمين قرروا ان تكون الاضخم ردا على الاعتداء البلطجي الذي تعرضت له مسيرة صغيرة.

وفي اروقة القرار الاردنية ينظر لاعتداء بلطجية سوق السكر وسط العاصمة عمان قبل اسبوعين على مشاركين في مسيرة يسارية بانه 'خطأ فادح' نتج عنه فورا تقديم المزيد من التنازلات من قبل السلطة ومكن الاسلاميين من البروز كقوة تستطيع ان تحمي شركاءها الصغار في الشارع.

وبصرف النظر عن وجود اصابع 'رسمية' في حادثة الاعتداء تلك كما يشك بعض رموز الحراك الاجتماعي خدمت الواقعة التيار الاسلامي بالتركيز على مرتبته الشعبية كشقيق اكبر لجميع دوائر المعارصة في البلاد.

واستدراكات الخطأ في الحسابات الحكومية هنا انتهت بازالة خيم للاعتصام زرعها بعض النشطاء في ساحة بلدية العاصمة في محاولة لتقليد روح ميدان التحرير او ميدان اللؤلؤة البحريني وحصلت الازالة بعد اقل من 48 ساعة على زرع الخيم واجراء ترتيبات مبيت دائمة حيث تصرفت الشرطة مع رجال البلدية بكل نعومة وازالت الخيم اثر تبادل نصائح داخل الوسط الحكومي بالامر.

في غضون ذلك فجر النجم الابرز للتيار الاخواني هذه الايام الشيخ زكي بني ارشيد مفاجأته التالية عبر احدى وكالات الانباء ملوحا بالاعتصام المفتوح اذا لم تحصل استجابات على مستوى رفيع لمطالب الاصلاح.

وهنا يعرف بني ارشيد بصورة واضحة بان الاعتصام المفتوح مجازفة كبرى بالنسبة للسلطات الاردنية ومن الصعب السماح به لكنه يدشن حملة ضغط عنيفة حتى تخرج جماعته من المولد الحالي بأكبر كمية ممكنة من الحمص قبل فوات الاوان. ففي ديوان رئيس الوزراء يسود الانطباع بأن الاخوان المسلمين مستعجلون على قطف ثمار معارضتهم الراشدة هذه الايام وتحقيق مكتسبات وانهم اذا لم يفعلوا الآن قد لا يحصلون على شيء مستقبلا.

سياسي خبير ومخضرم في الادارة الاردنية عرض امام 'القدس العربي' تقديرا لهذه المسألة حيث قال بان الثمرة المتاحة امام الاسلاميين لقطفها بسرعة مرحليا هي على الاغلب 'حل البرلمان' الحالي واجراء انتخابات حرة بقانون طازج يتيح لهم العودة لمقاعد سلطة الشعب وبالكثافة التي يقررونها.

لكن التجربة اليوم تثبت بأن المعارضة الاسلامية طامحة مرحليا بما هو اكثر من ذلك فالشيخ همام سعيد اعلن امام 'القدس العربي' عن برنامج 'الملكية الدستورية' وفسر الاطار بالاشارة الى حالة دستورية جديدة في البلاد قوامها حكومة منتخبة تمثل الاغلبية وبرلمان حقيقي وامن في خدمة الشعب وليس العكس.

هذه العبارات يرددها الآن الشيخ سعيد في كل مجالساته لكنها تستفز وبقسوة مراكز قوى اساسية في البلاد تتصارع حاليا مع طروحات داخل مؤسسة النظام تجيب على استفسارات حول خيارات الخطوة المقبلة بعبارة على شكل سؤال استفهامي: ملكية دستورية.. لم لا نجرب؟

المثير في الامر ان الملكية الدستورية لم تعد حكرا على الشيخ حمزة منصور وجماعته في عمان فقد ظهرت في اربد والكرك وحملتها يافطة علقت امام دوائر رسمية في محافظة معان جنوبي البلاد.. انها باختصار الآن عبارة تطوف وتتجول في ربوع المملكة ليس فقط على اكتاف الشيخ بني ارشيد لكن ايضا على اكتاف انصار وحلفاء الدولة القدامى ونشطاء اليسار وحتى المتقاعدين العسكريين.