النسور والشوبكي

النسور والشوبكي

الخطوة الملكية بالإنعام على رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور بالوسام عالي الشأن في حفل عيد الاستقلال ثم تبعها بخطوة مماثلة مع الباشا الشوبكي مدير المخابرات العامة في يوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى تحمل الكثير من الدلالات فهي لا تتوقف فقط عند تقديم الشخصين لخدمات جليلة للوطن بل تتعدى إلى معان أعمق .

فالتكريم الملكي يأتي لشخصين احدهما يقود السلطة التنفيذية والأخر جهاز المخابرات العامة وهما في عرف الكثير أو القاموس السياسي الأردني ما اصطلح على تسميته بصراع السلطات فجاء التكريم الملكي بالأصل للحكومة ككل وجهاز المخابرات العامة بكافة طواقمه في العمل كخلية واحدة في فترة الربيع العربي والجو الإقليمي الملتهب للحفاظ على الوطن ومكتسباته في ظل عاصفة اكتسحت في طريقها الكثير من دول المنطقة وخلفت نتائج مأساوية لن تمسح من عقول الأجيال الحاضرة لفترة طويلة من الزمن.

الثقة الملكية بالحكومة وجهاز المخابرات قطعت الطريق على الكثير ممن يتبنون نظرية الصراع فكانت إجابة واضحة لهم على مدى التناغم والانسجام بين العقلية السياسية والأمنية في المملكة.

فالعقل السياسي تعامل مع المعطيات على الساحتين الداخلية والخارجية بكل حكمة ومسؤولية مستفيدا من المعلومات الأمنية التي تشخص الواقع وتدعم صانع القرار بأسلوب التعاون لا الاملاءات والمناكفات التي حولت بعض مؤسسات الدولة الأردنية إلى صراع أشخاص والذي بدوره انعكس على تحويل ولاء الموظف في هذه المؤسسات السيادية للأشخاص وليس للدولة الأم .

المهم في النهاية نأمل من الله أن تبقى هذه المؤسسات تضع في قمة أولوياتها مصلحة الوطن والمواطن وان ينأى كل من يتبوأ هرم هذه المؤسسات عن المصلحة الذاتية الضيقة التي أوصلت الكثير من الدول إلى حافة الهاوية.