النائب حين أنكر دوره في البلطجة
أخبار البلد - أصابتني الدهشة كغيري من المتابعين لأحداث مسيرات الغضب التي تعم الشارع الأردني التي تطالب بالتغيير في نهج الحكم ، ما تناقلته بعض المنابر الإعلامية حول قضية ما سمي بالبلطجة الموجهة نحو المتظاهرين ، وإتهام احد النواب المعروفين ، بدوره في هذا الأمر الذي يرفضه الشارع الأردني جملة وتفصيلاً ، إلا ان الحقيقة تقال بأن هذا النائب الفذ أثبت شجاعته على مواجهة هذه الأقاويل ليخرج على الشارع الأردني الغاضب ليؤكد لهم أنه بريء تماماً من هذه التهمة الملفقة .
وليت النائب الكريم لم يخرج ليبرر ويفند تلك الأقاويل لانه وبكل بساطة إرتكب إثماً أعظم من تهمة البلطجة بالهراوات والعصي ، فهو قدم نفسه كمحارب للمطالبين بالتغيير والإصلاح السياسي والإقتصادي عبر هذه المسيرات ، ليؤسس لنهج البلطجة الآخر ومن النوع الجديد دون إستخدام الهراوات ، ليتهم المتظاهرين بأنهم بلطجية بطريقة تعبيرهم التي يعتبرها غير عقلانية وغير معبرة عن نبض الشارع وزج التهم إليهم بأنهم غير منتمين للوطن وللقيادة .
لعل حديث النائب الممثل للشعب كان مخجلاً جداً في قوله وأجزم تماماً أنه لم يكن موفقاً في رده الذي زاود فيه أبناء جلدته بوطنيتهم وحبهم لهذا الوطن ، فقد اصاب الشعب بالخيبة وهو عضو ممثل لهم ، حين تفوه بعبارات المزاودة والتجارة بالإنتماء والوطنية لهذا البلد ، وهذه بالفعل تعد بلطجة من النوع الذي يمارسه الساسة من بعض الطامحين وراء الحصول على المقاعد في المبنى المقابل للدوار الرابع وما يتفرع منه ، لأنهم يصبون جام غضبهم على كل من قال لا للفساد والخصصة ولعدم وجود العدالة الإجتماعية ، ولرفضهم لقانون الإنتخاب ، ولأسس تعيين الحكومات القائمة على سلطة رأس المال والتوريث ، كل هذه البنود هم يطالبون بعدم الخوض فيها وتنحيتها جانباً ، لعلهم يقدمون الرضا وفروض الطاعة والولاء للاجهزة الأمنية صاحبة القرار في جل ما يتم إتخاذه من تحركات وعطايا .
وأود هنا أن أقدم للنائب الكريم بعض الأسئلة الموجزة التي أتمنى أن يجيبني عليها هو وكل من إتبع نهجه .
أولاً : ألا تعتقد سعادة النائب الأكرم بأن المواطن الخارج ليعبر عن غضبه لم يكن ليحذو هذا الحذو في حالة وجود ممثل حقيقي له في مجلسه الذي يسمى مجلس النواب ، ليكون صوته الذي يشجب ويستنكر ويرفض الظلم والقوانين البالية ؟
ثانياً : هلا اكرمنا النائب العزيز ليبرر لنا منحه وزملائه الثقة بأغلبية ساحقة لحكومة لا تمثل إلا نفسها ودبي كابيتال كوكيل حصري لمص دماء الشعب الأردني ، ألم تدركوا في حينها أن رئيس الحكومة ليس من جلدة أبناء هذا الوطن الكادحين ، وأن والده كان من الذين أسهموا في تدمير إقتصاد وطننا الحزين ؟
ثالثا : ما المبرر من وراء قولك بأن المتظاهرين بلطجية وهم ليسوا إلا طلاب إصلاح وتغيير للأفضل ، هلا أكرمتنا وتحدثت بجرأتهم تحت قبة المجلس بعيداً عن مزاودتهم في حبهم لهذا الوطن ، لأنه كلام ضعيف الحجة وليس إلا محاولة للتسلق على أحلامهم ؟!
أتمنى أن يعلم البعض بان حب الوطن لن يكون علما وصورة ترفع أو سيارات مزينة تدور في الشوارع أو مجرد شوارع مغلقة للإحتفال أو تعطيل للعمل الرسمي للإحتفال لتهدر الألاف من الدنانير في مقابل إثبات الإنتماء !!!
بالفعل الأمر مضحك تماماً ان تكون الوطنية هي بعينها تمثل هذه التصرفات اللامسؤولة ، فالوطنية ليست حبراً على ورق بل منهجية عمل وإنجاز بسواعد أبناءه لأن الخدمة والبناء لهذا الوطن ليست أمراً يرفض عليك من قائد عسكري بل هي غريزة ولد عليها الأردنيون بالفطرة ولن ينتظروا أن يطالبهم أي أحد كان مهما بلغت صفته الرسمية القيام بإثباتها .