دور اقتصادي للسفارات

هناك ملتقى إقتصادي يعقد سنويا لسفراء الاردن في الخارج , هل لا زال قائما ؟.
ليس مطلوبا أن تتحول السفارة الى مؤسسة لتشجيع الاستثمار وليس مطلوبا أن يتحول السفراء الى مندوبي ترويج أو الى رجال أعمال , لكن يكفي منهم منح معظم وقت العمل في إستقبال المستثمرين وزيارة الشركات, ومتابعة الأحداث الاقتصادية في البلدان التي يعملون فيها.
في فترة ما دب الحماس في عروق وزارتي الخارجية والصناعة والتجارة , لحفز السفراء , على توجيه جهودهم في الترويج للاستثمار في الاردن وتم استثمار الوقت والجهد في تدريبهم وتزويدهم بالمعلومات وفي اساليب التعامل مع المستثمرين , لكن هذا الحماس على ما يبدو قد فتر.
مساندة دور السفراء الاقتصادي سيحتاج الى كوادر تتمتع بخبرة مثل الملحقين التجاريين , وهم في العادة من كوادر الوزارة , لكنهم يفتقدون الى الخبرة في العمل الاقتصادي , ليس بسبب ضعف التدريب , بل لأن إبتعاث بعضهم فيه واسطة.
خذ مثلا بعض السفارات الأجنبية الموجودة في الأردن , الملحق التجاري فيها يكتسب شهرة في أوساط الشركات الأردنية ورجال الأعمال أكثر من السفير نفسه , والدائرة التجارية في هذه السفارات لا تكل ولا تمل من الاتصال بوسائل الاعلام وبالمؤسسات الاقتصادية , ونحن في الصحافة قد مللنا من نشر أخبار هذه الزيارات اليومية لملحق تجاري أو لسفير أجنبي الى غرف التجارة والصناعة وهيئات رجال الاعمال والاستثمار , وبصراحة , تختفي مثل هذه الأخبار عن بعض سفراء الأردن أو المختصين بالعمل التجاري في السفارات في صحف الخليج مثلا , مع أن الأمر قد لا يتطلب سوى إنشاء علاقة , وبالمناسبة معظم الصحفيين العاملين في صحف الخليج هم أردنيون.
ملتقى السفراء الأردنيين الذي يعقد إعتاد أن يبحث في دور السفارات في نشر رسالة الاردن وحماية مصالحه وتعزيز دوره السياسي والاقتصادي في العالم ,واستثمار جهود الملك الاقتصادية و استغلال الرصيد الكبير من الاحترام والسمعة الطيبة التي بناها الاردن لدى دول العالم بحرصه على تفعيل العلاقات الدولية في اطار التعاون والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل من خلال سفاراته في الخارج واحداث تحول في دور هذه السفارات من حيث الاهداف والمهام لمواكبة التحولات الاقليمية والعالمية.
هناك حاجة لإعادة بعث هذا الدور , وهي مناسبة يلتقي فيها السفراء لرفع مستوى التنسيق البيني , لأن الخارطة الاستثمارية التي يقرأونها واحدة.
qadmaniisam@yahoo.com