الجيش العربي

 الجيش المصطفوي...الروح الجعفرية !

عاطف عتمه

أبدا ما كان الهاشميون منذ بزوغ فجر الأمة إلا مع أمتهم وأوطانهم ، ضربوا أروع الأمثلة ، في روحهم الجعفرية ، التي تحلق في مؤتة جعفر الكرك ، الحب ابن الحب ، وحمزة سيد الشهداء ، وعبدا لله الأول على باب الأقصى- فك الله أسره- ، الذي تمناها شهادة صادقة فكانت له كما تمنى غاية الصادقين  ، وهذا الحسين بن علي – رحمه الله – يعيش في منفاه في قبرص ولم يكن يستطع دفع أجرة خادمه ، لان الشيء بالشيء يذكر في ظل استعمار وإطماع في ثروات الأمة من يهود الأمة زعمائها الكبار، بعد أن ذاب الثلج وظهر ماتحته من ثروات الشعوب المنهوبة ،وما فرط الحسين مهما بلغت التضحيات أو غلت أثمانها .

هو الجيش العربي المصطفوي الذي تأسس على الروح الجعفرية ،وهو يعيش في مزاج خاص ، عناد حتى يطلع الفجر أو القبر ،ما تبكيهم الأمهات ، وهم من أوصوا حرائرهم أن لا يبكينهم فالمنايا مقدرة ، والشهداء سيد كتائبهم حمزة ، ولواء الله لواء ستين الجولان وألوية باب ألواد واللطرون وقفين وأسوار القدس والكرامة ، تعرفهم في عناد روحهم وخلقهم الوعر ، يحتسون كأسهم في حومة الوغى في روح خاصة لا تلين قناتها ، ولا تعرف رجوع القهقرى أبدا لا تفاوض .

هي الروح التي غرسها آل البيت –رضوان الله عليهم – الفجر أو القبر ، يمضون طاهري الأثواب.... ، أبدا ما كان الهاشميون طلاب مجد أو حكم ، وقد رفضه صاحب الرسالة يوم فتح مكة العظيم ، وقد قال المنافقون : انظر ملك ابن أخيك يا عباس ، فرد : أنها الرحمة والنبوة ، ثم استذكر زهد من طيب الله ثره  طلال الذي زهد في الحكم ولم يمكث فيه سوى أشهر عدة ، نذر خلالها نفسه لخدمة وطنه الأردن والدفاع عن أمته العربية ، وبنى دستورا قل نظيره في دول العالم قاطبة ، يعتبر نقلة نوعية في أصول الحكم وقيادة الأمة  ، ثم لا يغيب إلا كغياب الشمس التي تتوارى عن الانظارخلف الأفق وهي تشرق في أوطان أخرى . 

قصة الجيش العربي المصطفوي وتعريبه لا تكون إلا في سياق ملحمة  مسيرة  وتغريبه  هاشمية يعز نظيرها من النادر الذي لا حكم له .. وما كانت قصة تعريب قيادة الجيش أيضا إلا استجابة للوجدان الشعبي لتكون قيادة الجيش في أيدي أبناء الأردن عسكر النظام وحماته وسياجه المنيع !

كان القرار الملكي  بالتعريب  المبارك في الأول من آذار عام 1956 بالتنسيق مع حركة الضباط الأحرار الأردنيين بإعفاء قائد الجيش العربي وهو الضابط الانجليزي "غلوب باشا" من منصبه إضافة إلى إعفاء كافة الضباط الانجليز من مهاهم التي منحت لهم في اتفاقية عام 1946.