انصع بياضا


بين الملابس والإنسان حكاية التشابه ، ولو حاولنا أن نرصد الصفات المتشابهة بين الاثنين لوجدناها تزيد عن مئة صفة ، وأحب هنا أن أضع بعض هذه الصفات بين أيديكم وأترك المجال لمن يريد الإضافة
1 – بعض الملابس عورة ، وبعض البشر فضيحة
2 – بعض الملابس سعرو فيه حتى لو موديلو غلط
3 – بعض الملابس يمكن إصلاحها
4 – بعض الملابس تملها ، وبعضها تعتاد عليها لأنك لا تجد غيرها
5 – كل الملابس لها عمر محدد
قلت : إن صفات التشابه كثيرة ، لكن هناك صفة واحدة يختلفان عندها وهي النظافة ، فالملابس إذا اتسخت من السهل غسلها ، لكن البشر ليس من السهل إعادته كما كان ، كانت تقول أمي رحمها الله : يا ريت الناس مثل الملابس سهل تنظيفهم ، كان خليت كل الناس نظاف ، وكنت يومها أضحك من هذه الجملة ، لكنني حين أفكر بها اليوم أحزن كثيراً فقد أغلقت باب الإصلاح أمي ، سألتها يوماً وما الحل ؟ أجابتني وهي تلاعب شعري عليك يا ولدي أن تزيد من كثرة الناس الطيبين ، وتترك الشريرين وشأنهم ولا تحاول إصلاحهم فالشر طبعهم ، إنهم مثل ضفدع الماء الذي إذا أجلسته على عرش من ذهب قفز عنه وأخذ يبحث عن مستنقع يعيش به ، يا ولدي إن الأشرار سوف ينهزمون كلما زاد عدد الطيبين
ذهبت أمي وتركت خلفها في هذا الوطن الذي نعشقه وزراء ونواب فاسدون ، وتركت طيبين بأعداد قليلة وعلينا أن نزيد هذا العدد قبل مكافحة الفاسدين الضفادع كما أسمتهم أمي ، علينا أن نقدم على أنفسنا الطيبين ، ونساهم في دعمهم وحتماً كما قالت أمي سوف ينهزم الشريرون أمامهم