احمدي نجاد اذ يدعو الزعماء العرب الى احترام المحتجين

 

            

اثار تصريح الرئيس الايراني الذي ادلى به  قبل ايام  والذي يدعو فيه الزعماء العرب الى  احترام المحتجين وعدم استعمال القوه ضدهم موجة من السخريه في انحاء العالم كونه ينطوي على مجموعة من التناقضات الغريبه بين واقع نظام الحكم في ايران وكيفية تعامله مع الشعب الايراني في الداخل بالحديد والنار وبين تصريحات احمدي نجاد ابان الثوره المصريه والليبيه  والذي يدعو الحكام العرب الى ضرورة عدم استعمل القوه المفرطه ضدهم  والقتل الوحشي في الشوارع .

فقد رأى العالم كله كيف تعامل النظام الايراني الذي يرأسه احمدي نجاد  مع الشعب الايراني الذي خرج في العام 2009 للتظاهر محتجا على نتائج الانتخابات الرئاسيه متهما النظام بتزوير النتائج في اعقاب اعلان فوزه بفتره رئاسيه جديده حيث قامت قوات الامن ( الباسيج ) بعمليات قتل واطلاق النار على المحتجين في الشوارع العامه وتم سحق التظاهره بالقوه  ومنعت وسائل الاعلام المحليه والاجنبيه من تغطية احداث التظاهره حتى لا يرى العالم بشاعة النظام مع شعبه الاعزل الا ما سرب بالاجهزه النقاله عبر المواقع الالكترونيه  وايضا راينا قبل ايام عندما خرجت الجماهير الايرانيه بمظاهرات احتجاج ضد النظام وضد القهر والاستبداد وكبت الحريات والمطالبه بالحقوق السياسيه والمدنيه للاقليات وسؤ الاوضاع المعيشيه التي يعاني منها المواطن الايراني مع ان ايران تعتبر  من الدول الرئيسيه المصدره للبترول في العالم  عندما تصدت لهم قوات الامن بالقوة المفرطه  حيث وقع قتلى وجرحى عديدون ناهيك عن قيام النظام بفرض اقامه جبريه على عدد من  المعارضين والشخصيات الاصلاحيه.

لو ان هذا التصريح صدر عن رئيس دوله اوروبيه لصدقناه وكان مقنعا الى حد ما على اعتبار ان  سقف الحريات في تلك الدول مرتفع جدا ولديهم ديمقراطيه حقيقية وليست مزيفه  واحترام حقوق الانسان  وان هذه الدول تحترم شعوبها  اكثر من الدول العربيه ومعهم ايران بالطبع اما ان يخرج هذا التصريح من  الرئيس احمدي نجاد فهذا سيكون بالتأكيد مثارا  للسخريه والضحك  وكما قال المثل الشعبي ( فاقد الشيء لاي  يعطيه ) .

عندما بدأت الثورات الشعبيه في تونس ثم جمهورية مصر العربيه خرج القاده الايرانيين علينا بتصريحات يمتدحون بها هذه الثورات وكان حديث المرشد الاعلى باللغة العربيه  متغنيا مادحا ثورة الشباب التونسي والمصري سامحا لنفسه التدخل بالشأن الداخلي لتلك الدول كذلك فعل الرئيس احمدي نجاد  وعندما طالب الرئيس الامريكي النظام الايراني بالسماح للشعب الايراني بالتعبير عن رأيه بحريه وعدم استعمال القوه المفرطه ضده ثارت حفيظة الرئيس احمدي نجاد وطلب من الرئيس الامريكي عدم التدخل بالشأن الداخلي الايراني،  فعلا قمة التناقض كيف يسمح قادة النظام الايراني لانفسهم بالتدخل بالشؤون الداخليه للدول العربيه  مثل مصر وتونس ولبنان وغيرها ثم يحرمون ذلك على غيرهم .

تحت حكم احمدي نجاد سجلت ايران تدهورا بشكل ملحوظ في مجال حقوق الانسان وفقا لمنظمة هيومن رايتس وتش وخاصة بعد الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسيه في 2009 حيث ظهرت تقارير عن قتل المتظاهرين والتعذيب والاغتصاب وقتل المتظاهرين المعتقلين والمحكمات الجماعيه ونشر عشرات الاعترافات من المتهمين من الشخصيات المعارضه البارزه ، عداك عن تنفيذ النظام لالاف الاعدامات من السجناء السياسيين والمعارضين.

والغريب ايضا  ان وسائل الاعلام والفضائيات وخاصة فضائية الجزيرة والتي تبنت وبشكل كبير جدا الثورات التونسيه والمصريه  وحاليا الثوره الليبيه  واعدت بدقه وعنايه برامج وثائقيه وحواريه والتقت مع العديد من النشطاء السياسيين والمعارضين لتلك الانظمه لم نشاهد او نسمع شيء منها اي الجزيره عن الاوضاع في ايران ولا حتى صوره او لقاء او برنامج حواري او لقاء مع احد النشطاء السياسيين او المعارضين ابان الاحتجاجات الشعبيه قبل ايام او بعد الانتخابات الرئاسيه،  وايضا لم نسمع عن قيام احزاب المعارضه لدينا هنا في الاردن باعتصام  او مسيرة  امام السفاره الايرانيه تندد وتشجب تصرفات النظام الايراني الوحشيه ضد  مواطنيه كما فعلت امام السفاره المصريه والتونسيه وحاليا الليبيه وما تطالب به الحكومه الاردنيه من اصلاحات سياسيه واطلاق الحريات العامه وغيرها،  وفوق هذا وذاك نراهم يلبون  دعوة السفاره الايرانيه  لحضور حفل الاستقبال الذي اقامته السفاره احتفالا بالعيد الوطني للجمهوريه الايرانيه  ، فعلا قمة التناقض.

 

 


.