من نوادر( جحا) ليبيا (مخرّب) القذافى
لم ير العالم المعاصر شخصية حاكم مثيرة للسخرية مثل المدعو (مخرّب) القذافى !!
فمنذ أن ابتلى الله به الأشقاء المساكين في ليبيا وهو مادة ثابتة للكاريكاتير في كل وسائل الإعلام العالمية ، يتسابق المراسلون الأجانب على كل كلمة أو حركة يأتي بها ( جحا ) ليبيا ، ولسان حالهم يقول هؤلاء هم العرب والمسلمون!!
وقد ارتكب جمال عبد الناصر خطأ فادحا عندما قال للقذافى : انى أرى فيك شبابي !!
وطبعا لم يكذب (صاحبنا خبرا) وعلى الفور تقمص شخصية الزعيم وكانت الطامة الكبرى التي نزلت على رؤوس العرب والعجم أيضا!!
فأنشأ أولا ما سمّاه:( الجماهيرية العربية الوحدوية الاشتراكية اللوبية العظمى )!!
وأناشد القراء الأعزاء أن يدلوني على أية دولة في كل أنحاء المعمورة يكون لها اسم أطول من هذا !!
ولا أظن أن أحدا سوف يجده ، لأن الجهالة والغباء السياسي والتخلف العقلي هو حكر على زعماء العرب العاربة والمستعربة والبين بين !!
وهناك أيضا ثيابه الغريبة فاقعة الألوان التي تثير الضحك في الحال ، وهى تارة عسكرية يضع عليها عددا من (النجوم) والنياشين تزيد أضعافا كثيرة عن كل ما كان لدى هتلر وستالين و موسولينى مجتمعين!!
وتارة يلبس عباءات واسعة مزركشة تكفى الواحدة منها لاحتواء نصف أفراد قبيلته ذات الاسم المثير بدورها !!
ثم هناك الخيمة الشهيرة التي يصر على أصحابها معه في كل مكان في العالم ، ويرفض بإصرار النزول في أي من قصور الضيافة أو الفنادق الفاخرة في أى بلد يذهب إليه ، وقد كان من الممكن أن تحتسب هذه لصالحه لو أنه كان يفعلها تواضعا واعتزازا بالعروبة أو تراثنا الاسلامى ،
غير أنه سرعان ما تبرأ من العرب والعروبة وأعلن أنه لم يعد يطيق بني جلدته واستبدل بهم الأفارقة ، وبدلا من تقمص شخصية الزعيم العربي خلفا لعبد الناصر نصّب نفسه : (ملكا لملوك أفريقيا واّسيا وما وراء النهر وبلاد تركب الأفيال) !!
وثار تساؤل خبيث لم أجد له جوابا أبدا : أين يقضى (الزعيم) حاجته وكيف فى تلك الخيمة التي تقام له على عجل في كل شبر من أرجاء المعمورة؟!!
هل يحفرون له داخلها حفرة ليقضى فيها إربه ، أم يحتفظون له بوعاء لهذا الغرض (قصرية مثلا أو ما شابه )!!
وكل ما سبق (كوم) وكتابه (الأخضر) كوم أخر .. وكاتب هذه السطور يتحدى أي فيلسوف أو سياسي أو مفكّر عالمي أن يقرأ فصلا واحدا من هذا الكتاب ، وأراهن بأخر قرش في جيبي إن استطاع أن يفهم شيئا من هذا (الإفراز القذافى) الذي لا تدرى أين أسفله من أعلاه !!
بل إن مجرد الإجبار على قراءة بضع صفحات منه هو عذاب أليم تصبح الإقامة في معتقلات أخيه (مبارك) نعيما بالقياس إليه!!
ووصل الخبال بالعقيد حدا جعله يطالب العالم كله بدراسة وتطبيق كتابه(الأغبر) بدلا من ميثاق الأمم المتحدة الذي ألقى به في سلة المهملات ذات مرة وهو يؤدى فاصلا هزليا على مسرح المنظمة الدولية وسط قهقهات رؤساء وأعضاء وفود شتى الأمم !!
ومع هذا الهذيان كله لا يجد المخبول حرجا من اتهام شعبه بأنه يتعاطى حبوب الهلوسة !
ويمكننا أن نضيف إلى (مخترعات) الأخ العقيد اقتراحه لحل المشكلة الفلسطينية بمحو كلمة فلسطين و إسرائيل معا لتحل محلهما دولة (اسراطين) ونعطى لليهود المسجد الأقصى ليقيموا عليه حائط المبكى ، ويمكن (طبقا للهلاوس القذافية) إنشاء مسجد أقصى جديد في مكان أخر !!!
وكذلك يثير موكب (جحا) أفريقية السخرية لسبب أخر هو أنه لا يضم طاقما للتأمين سوى الحارسات من الجنس الناعم فقط !!
ولا أدرى السبب حتى الآن ، فهل هو أن الأخ العقيد لديه حساسية (مثلا) من جنس الذكور ؟!! أم أنه لا يثق إلا في ولاء النساء؟!!
أم تراه تعرض لحرمان عاطفي في طفولته ولهذا يحرص على الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من( المرضعات ) والمتخصصات في ( تجفيف البلل) في ثيابه بسرعة عند الضرورة؟!!
وهناك (اللجان الشعبية) التي تحار العقول في محاولات مضنية فاشلة لفهم دورها وكيفية توزيع وظائف الدولة عليها، وموقع أبناء العقيد وزوجتيه وأفراد القبيلة والحاشية والممرضات الأوكرانيات الفاتنات من السلطة أو (السلطة)-بتحريك كل حروف الكلمة!!
ولا سبيل لحصر نوادر (جحا ) القذافى في مقال واحد ، فهي تكفى لملء مجلدات ضخمة ، وأزعم أن مؤلفها سوف يحصد الملايين كحصيلة لبيع كتابه الذي اعتقد أنه سيكون كفيلا بترك القراء صرعى من الضحك على هذا (الكائن المنقرض) أعجوبة الزمان ومسخرة العربان المسمّاة (مخرّب ) القذافى !!
فضحتونا فضحكم الله !!
حمدي شفيق