ستبقى للأردن والملك...
ماذا نَكْتُب في عيد «الرأي».. أنكتب عن «الرأي» المؤسسة العريقة ذات السمعة والأثر والتأثير.. أم عن أولئك الذين أشادوا صرحها على مدى أكثر من أربعة عقود، وسجلوا للأردن مواقف لا تعدّ ولا تحصى من الولاء والمهنية والانتماء للوطن والعرش.. لكننا سنتجاوز كل ذلك للحديث عن «الرأي» نفسها وفي عيدها.
فمن الظلم أن تمرّ المناسبة دون أن يقف الشريط عند المؤسس الأول الشهيد وصفي التل والبناة الأوائل لهذا الهرم الصحفي الأردني: محمود الكايد، سليمان عرار، جمعة حماد، محمد العمد، رجا العيسى، فكلهم مجتمعين وضعوا مداميك بناء هذه الصحيفة التي تقف اليوم في مصاف الوسائل الإعلامية الأولى عربياً ودولياً، وتقدم من خلال مقالاتها وأخبارها وعناوينها وصورها وكاريكاتوراتها وكل حرف فيها درساً وموقفاً مختلفاً عن مثيلاتها من الإعلام من قبل ومن بعد..
«الرأي» منذ الطبعة الأولى كانت صوت الوطن والمواطنين، والتعبير الحقيقي لنبضهم ودمهم ولحمهم وشحمهم وشجرهم ونبتهم وأصالتهم ووحدتهم وجيشهم وأمنهم وكل ما يخطر في البال من أوصاف وتسميات ايجابية يمكن أن نضعها أمام «الرأي» الذي حمل الاسم والمعنى وبجهد كل من سبقونا من أساتذة وزملاء أجلاء نقدر لهم ونستذكرهم اليوم..
قد تكون الأيام والسنون والظروف والأحداث تغيّرت حتى يقال إن ظرفاً محدوداً حصل في التوزيع والإعلان والتسويق والمضمون لكن الحقيقة الرقمية التي يجهلها كثيرون أن «الرأي» ثابتة ثبات الوطن بحكمة وإرادة كل الحريصين على بقائها قوية تستمد العزم من أهل العزم وتسير بخطى وثَّابة نحو العصرنة والتطوير بهدوء وبصبر.
الصحافة الورقية واجهت وما تزال عواصف أتت على الأخضر واليابس، لكن ظلت «الرأي»، لا بل تحدت بمزيد من التطوير الفني والتقني والطباعي رغم ظروف الاقتصاد المُرّة والسهم الجارح ومرور أشخاص «الترانزيت» عليها، وبقيت للوطن وللملك ولكل العاملين فيها من بابها في شارع الملكة رانيا العبدالله وحتى امتدادها ومحرابها في مطابعها المركزية بأم العمد (شارع الملك عبد الله الثاني)..
الحديث عن «الرأي» بمناسبة مرور «43» عاماً من عمرها - حيث كنتُ عاملاً وشاهداً لأكثر من 35 عاماً منها - منذ المبنى العتيق وحتى العمارات المتناثرة اليوم، يطول جداً وفيه من القصص والأسماء المحترمة والأحداث والروايات والأفراح والأتراح، ما يمكن أن يكتب يوماً في غير مناسبة.. لكن ما يُقال في العيد دوماً مختصر بحدود «كل عام وأنتم بخير».
حيّا الله نشامى «الرأي» الذين وقفوا وسجّلوا بمِداد من ذهب وحدة صفهم وموقفهم خلف مؤسستهم في السراء والضراء، ولم ينالوا من هيبتها ومكانتها وظلوا للأردن والملك حُرّاس الكلمة الأُمناء على العهد والأمانة في أعناقهم يسلمون الراية من جيل إلى جيل ومن فارس لآخر لتبقى حصناً منيعاً تدافع عن نظام الوطن وأمنه بكل ما أتاهم الله من قوة، رضي من رضي وغضب من غضب..
كل عام والأردن وسيدنا و»الرأي» وكل الزميلات والزملاء أصدقائي وأحبتي أمناء يحملون المشاعل وينيرون الدرب يدافعون بلا وجل أو كلل وتظل أقلامهم ساهرة في لحظة من أجل المستقبل المُشرِق المليء بالأمل والعطاء مع عبدالله الثاني، الملك القائد والمُربي الإنسان..