الرقيب عودة الحواتمة
تخيلوا معي لو أن سائحا أجنبيا لدغته أفعى سامة في منطقة وادي الموجب، وأحتاج الى طائرة تقله الى المستشفى كم من الوقت سيحتاج.
الإجابة معروفة ستتحرك كل اجهزة الدولة ولن يملك معالي وزير الداحلية أن يتحجج قائلا: ان الطائرة لا تستطيع الهبوط، ففي علم الانقاذ يمكن للطائرة وهي في الجو انقاذ ما تريد من الناس.
الرقيب الحواتمة لدغ في منطقة وعرة لا تصلها السيارات، فتم نقله الى الشارع بواسطة حمار ومن ثم نقل لمستشفى في ذيبان فلم يجد ما يفيده فرحل الى المدينة الطبية وهنا لم يسعفه الوقت فأدركته الوفاة.
علمونا في إعلامهم الرسمي ان الانسان اغلى ما نملك، وعند التطبيق يضيع الانسان في مهاوي النسيان، ولعمري إن الالم بلغ مبلغا لا يطاق.
مات عودة الحواتمة نتيجة اهمال وتقصير وتردد من الجهات الرسمية، وحين نقرر محاسبة احدهم ستجد الف الف ذريعة يحتمي وراءها ليضيع الحق ويغيب المطالب.
شبابنا ينتشرون في بقاع كثيرة من العالم تحت عناوين الامم المتحدة وقوات حفظ السلام ويعملون على اغاثة الكثيرين تحت عناوين المخاطرة لكنهم يفعلون. لكن وللاسف شاب اردني يحتاج لاغاثة فيقصر صاحب القرار ويتلكأ الوزير ويتردد فيموت المواطن الاردني وأظن أن الامر لو صدر لطار شباب الانقاذ الى الشاب ولتمت المهمة.
مؤسف نظرة المسؤول للمواطن في الاونة الاخيرة إنه ازدراء غير مسبوق لم يكن سابقا، وهنا أذكر ان والدي عام 1971 تعرض لحادث سير في الجفور فأرسل حابس المجالي طائرة تقله لكن الزمن تغير والرجال لم تعد كما كانت.