ماهر ابو طير يكتب : رجال السفارة الأمريكية في عمان

أخبار البلد - للسفارة الامريكية في الاردن ، حضورها وتأثيرها ، ولها ايضا رجالها ، ممن يتطوعون بالمعلومات ، وبالتحليلات في حالات كثيرة.

 

السفارة الامريكية في عمان تكتب التقارير لواشنطن حول الوضع الداخلي الاردني ، وتستمد معلوماتها من مصادر كثيرة ، بعضها من وسائل الاعلام ، والبعض الاخر من الاصدقاء والمريدين والمؤلفة قلوبهم.

 

عمان الرسمية تتأثر بشدة جراء اي ملاحظة تأتي من واشنطن ، لان عنق البلد بيد الولايات المتحدة ، على الصعيد الاقتصادي ، والتلويح بالمساعدات واشياء اخرى يبقى عنصراً حاسماً ، بشأن التأثر بما تريده واشنطن ، او سفارتها في عمان.

 

واشنطن ضربت مثلا حياً على قدرتها على التخلي عن ثلاثة حلفاء في شهرين ، في تونس ومصر وليبيا ، وهذا يقودك الى الاستنتاج الاهم بشأن الداخل الاردني ، الذي يجب ان يدار بحكمة وبعيداً عن ضغوطات واشنطن ووصفاتها السياسية.

 

لعبت السفارة الامريكية في عمان دوراً بارزاً في قضايا كثيرة ، والذي يقرأ برقيات ويكيليكس يعرف ان السفارة تُمطر واشنطن برقيات لا تعد ولا تحصى ، حول البلد ، هذا غير المخفي والمكتوم والسري ، وغير المنشور ايضاً.

 

الملف الداخلي الاردني يجب ان يدار بطريقة تناسب الداخل الاردني ، وبطريقة تثبت التماسك الداخلي ، وترتكز الى عنصر القوة الداخلي والمحلي قبل غيره ، لان واشنطن غير مضمونة ، وتنقلب على اي طرف في اي توقيت.

 

هناك نظرية في عمان تقول لك ان رجال السفارة الامريكية في عمان لا يتركون صغيرة ولا كبيرة الا ويبلغون السفارة بها ، وان صدى هذه المعلومات يعود الى عمان الرسمية التي تتأثر بما يجري ، وعلى هذا تتم مراعاة حسابات واشنطن في خطوات كثيرة.

 

ملف الاصلاحات السياسية تعرض الى لعنات ، فاما تأتينا وصفات جاهزة من واشنطن ينفذها ويطبقها ويروج لها رجالها العاملون او المتقاعدون ، واما نهرع الى الاصلاحات تحت وطأة المخاوف من عين واشنطن التي تراقب كل حركة وسكنة في المنطقة.

 

ما ينبغي قوله هو ان ذهنية القرار السياسي لدينا عليها ان تنفصل عن حسبة واشنطن الى حد ما ، وان تتم قراءة الداخل الاردني على اساس خصوصيته ، وان يتم عزل العنصر الخارجي ، مع تأثيراته ، في اي خطوة يتم الاعلان عنها او اتخاذها.

 

في المعلومات الكثير من الاسرار التي يصعب ان تروى حول متابعة السفارة الامريكية في عمان ، لكل شاردة وواردة ، وكيف يرحب الامريكيون برئيس حكومة ما وبرنامجه ، وينقبض صدرهم من رئيس حكومة اخر ، وعلى هذا قس في قضايا كثيرة.

 

ايضاً في الاسرار ما يقال حول تدخلهم حتى في طلب صياغة قانون ما ، او فرد مطالب محددة تتعلق بالمرأة والاصلاحات السياسية وحقوق فئات محددة ، وغير ذلك من ادخال لرأسهم في كل زاوية.

 

لا احد ضد العلاقات الدبلوماسية القوية ، وما نقوله اليوم هو ان الداخل الاردني بكل حساباته هو الاهم ، لان واشنطن اعطت دليلا على انفصام شخصيتها في تخليها عن دول حليفة ، وتنديدها الخجل والمتأخر بمذابح ليبيا ، وهكذا تتبدى العلاقة في جانبها الوظيفي.

 

السفارة الامريكية في عمان من اكبر سفارات أمريكا في الشرق الاوسط ، وفيها خبراء اعلاميون وسياسيون واقتصاديون ، والعاملون متخصصون بالشأن العربي والاردني ، وهم كأي سفارة في العالم يؤدون ذات الدور الذي يؤديه الدبلوماسيون من اجل دولهم.

 

بعد الذي رأيناه من ادارة واشنطن لموقفها من انظمة عربية ، ومن شعوب عربية ، ما بين السرعة والبطء ، وما بين اللعب بالوقت ، والمراوحة بين التنديد ومحاولة انقاذ الموقف ، يأتي السؤال: الى متى تبقى حسبة واشنطن لها حصة الاسد في دول الاقليم؟.

 

ما يجري حولنا يقول: حسبة الداخل الاردني اولا.