أردني يكسب معركة قضائية ضد الحكومة الأمريكية
تناولت صحيفة شيكاغو تريبيون قرار محكمة أمريكية بالسماح للمواطن الأردني صبري سميرة بالسماح له دخول الولايات المتحدة بعد إبعاده منها لأسباب أمنية قبل 11 عاما.
وقالت الصحيفة أن القرار مهم جدا للمهاجرين بشكل عام وللجالية الإسلامية بشكل خاص، نظرا لأن سميرة كان ناشطا بارزا في أوساط المسلمين بمدينة شيكاغو، وهو ما يمكن ان يزيد ثقة النشطاء بأن الحكومة الأمريكية ستكون محدودة القدرات فيما يتعلق باستهدافهم وإبعادهم خارج البلاد.
وقضى سميرة 10 سنوات من القتال في المحاكم للعودة إلى الولايات المتحدة بعد منع المسؤولين الاتحاديين له العودة، وتم تصنيفه بأنه خطر على الأمن القومي.
سميرة كان ناشطا في العديد من المنظمات الإسلامية في ضواحي جنوب شيكاغو وكان متحدثا معروفا وصريحا حول العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية إذ وقع الاشتباه عليه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، عندما تم التحقيق مع العديد من المنظمات الإسلامية في الضواحي الجنوبية من قبل السلطات الفدرالية.
في الأثناء زار سميرة والديه في الأردن عام 2002، لكنهم لم يكونوا يعرفون أنه لن يتمكن من العودة مجددا إلى الولايات المتحدة لعقد من الزمان.
في 19 فبراير الماضي نزل سميرة من الطائرة في مطار أوهير الدولي. واستجوب من قبل موظف الجمارك والذي صافحه وسمح له بالدخول.
ويقول " بدا وكأنه بالأمس فقط منذ تركت هذه المدينة "، لم أكن أشعر أنني كنت بعيدا لمدة 11 عاما، وبدا من الطبيعي فقط أن أعود إلى شيكاغو ".
وتشير التريبيون إلى أن سميرة جاء إلى الولايات المتحدة في عام 1987 والتحق في برنامج الماجستير في جامعة دي بول ، حيث درس الاقتصاد . تزوج من سيما سروري وهي مدرسة في مدرسة بريدجيفيو ، واستقر الزوجان في منزل مع ابنائها الثلاثة في أورلاند بارك احدى ضواحي مدينة شيكاغو.
سميرة كان رائدا في المجتمع المحلي المسلم وعمل مع الجمعية الإسلامية والمتوقفة حاليا والتي زعم المحققون الفدراليون أنها متورطة في غسل الأموال لحركة حماس . كما كان سميرة عضوا في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن.
قدم سميرة طلبات مختلفة للحصول على الإقامة القانونية تحت بنود مختلفة من أحكام قانون الهجرة ، و عندما ذهب إلى زيارة الى والدية في عمان كان في طور الاجراءات للحصول على الإقامة المؤقتة "الجرين كارد".
منح سميرة لتلك الرحلة إذن خاص للخروج من الولايات المتحدة ومن ثم العودة، وبينما كان في طريق عودته من الأردن في كانون الثاني 2003، تم ايقافه في إيرلندا حيث تم إبلاغه انه يعتبر "خطرا على الأمن القومي" من قبل الولايات المتحدة والتي كانت قد ألغت إذن الخروج الخاص به. واحتجز في سجن أيرلندي ليوم واحد، وتم إعادته إلى الأردن، وقيل له أنه لن يسمح له دخول الولايات المتحدة مرة أخرى.
هذه الخطوة فصلت بينه وبين زوجته وأطفاله الأمريكيين المولد. وفشل في محاولة قانونية أولية لإعادته بسرعة إلى الولايات المتحدة، واضطرت زوجته وأطفاله للانضمام إليه في عمان.
بعد سنوات من القضايا المعروضة على المحاكم، والتي بنيت على أنه إذا كانت حكومة الولايات المتحدة تملك أسباب لإبعاد سميرة، كان المطلوب منها منحه جلسة استماع في المحكمة لشرح أسباب ترحيله.
خلال تلك السنوات، رفض محامو الحكومة مرارا الكشف عن سبب وصف سميرة خطرا على الأمن القومي.
ورفض مكتب المدعي العام الأميركي في شيكاغو التعليق على الموضوع، وحول الأسئلة، إلى وزارة العدل التي قالت القليل عن سميرة منذ منفاه.
"لم يكن هناك ادعاء واحد موثق عن أي نوع من نشاط غير مشروع أو إرهابي"، يعلق المحامي مارك فليسنير، وهو مدع اتحادي سابق تولى قضية سميرة من دون مقابل في عام 2003.
وأضاف "كانت قضيته ملفقة ببساطة وسواء شخص في الحكومة لفقها، أو جراء غيرة تافهة من جهات معينة في المجتمع مسلم، فنحن لا نعرف، ولكن بالنهاية لا يوجد شيء موثق ".
في ديسمبر 2010، قضت محكمة الدائرة السابعة في الولايات المتحدة بالسماح لسميرة العودة إلى الولايات المتحدة مع احتفاظه بوضع الهجرة نفسه عندما غادر. وقال القاضي ريتشارد بوسنر في حكمه أن الحكومة قد مارست تلاعبا مع سميرة عن طريق الانتظار حتى يخرج من البلاد، ومن ثم منعه من العودة.
وأضاف القاضي "لم يقل لنا أحد ما هو نوع من المخاطر الامنية، ولم تشر الحكومة إلى أية وقائع أو المنطق وراء عدم السماح له بالعودة إلى الولايات المتحدة. "
سميرة قضى أيامه الأولى لعودته إلى شيكاغو بجولة في المدينة المتجمدة في فبراير شباط. حيث نشر صور له على صفحته في الفيس بوك وهو يركب القطار في شيكاغو، ومحتفلا بلقاء أبناءه الذين يدرسون في جامعات أمريكا.
سميرة يبحث عن وظيفة في إحدى الجامعات أو منظمة المجتمع ويقيم حاليا مع أقاربه في ضواحي جنوب غرب شيكاغو، ويقول "أنا لا أريد أن أعود إلى السياسة مرة أخرى، لست في عجلة من أمري للظهور مجددا في المشهد، أنا بحاجة لأن أعيش حياتي مع عائلتي، وأنا لا أريد أن أضيع باقي حياتي في القتال في المحاكم مرة أخرى".
وتقول "الشيكاغو تربيون" أن للمعركة القانونية لسميرة أثرا مضاعفا في المجتمع المحلي المسلم، حيث يخشى العديد من قادة المجتمع المسلم مغادرة الولايات المتحدة وعدم السماح لهم بالعودة.
ويقول فليسنر، كان انتصارا للمهاجرين الذين، استفادوا من حضور شخصية سميرة وتأثيرها في المجتمع وانتصاره في قضيته.