الكتاب الأخضر تلطخ بدماء أحفاد عمر المختار

 

الكتاب الأخضر تلطخ بدماء أحفاد عمر المختار

 

الكاتب : الشيخ محمد عايد الهدبان

 

خرج قائد ايطالي ليقف احتراما لمقاتل لم يكن صديقا لهم بل كان اشدّ الأعداء له ولدولته .. ولكن بسبب شجاعته وكرامته وقف له احتراما لذلك  المقاتل الذي قاتل الايطاليين في أكثر من 250  معركة خلال اقل من سنتين ذلك المقاتل هو أسد الصحراء عمر المختار الذي أعاد للمواطن الليبي كرامته وعزته وشموخه الذي يتميز به و الشيخ مختار كان شيخه الإمام السنوسي الذي كان حكيما فأهدى للمختار تلك الحكمة  فصقلها بحنكة سياسية وعسكرية عظيمة وعند بلوغه العشرين بدأ الاحتلال الايطالي لدولة ليبيا ولكن الشيخ المجاهد تعلم معنى الرجولة ومعنى الكبرياء  والحفاظ على كرامة العرض والوطن فكان مقتلا شمالا وجنوبا ويعمل على تحفيز الشباب للجهاد ولمقاتلة العدو الغاشم فكان له ما أراد ونشأت  عن طريقه الكثير من مراكز القتال في كل مدينة ، وكل هذا زاده تواضعا حتى  قتل في سبيل الله عام  1350 هــ  وهو يدافع عن كرامة وطنه وعرض نساء ذلك الوطن ...

 

واليوم وللأسف نجد ذاك القذافي قد ورث قلب ( غرتسياني )  ذاك الوحش الايطالي الذي قتل آلاف مؤلفة من الشعب الليبي  ولم يرث قلب الشيخ المجاهد أسد الصحراء عمر المختار الذي ورثّ شعبه الكرامة والعزة  ولكن اليوم نرى رفض تلك الكرامة والعزة التي ورثّها شيخهم المختار .... والعجب وزيادة على ذلك العجب هو اتخاذ كتاب اخضر دستور للبلد بل أصبح كتابا مقدسا ومقدما على كتاب الله وسنة رسول الله ... وأصبح الذي يصلي هو زنديقا وغيره مكرما ومقدما اختلف الزمان واختلف الرجل .... أصبح الكريم لئيما ... واللئيم كريما في نظرهم ..

 

واليوم نجد أن هذا الكتاب الأخضر قد تلوث بدماء أحفاد عمر المختار حتى أصبح لونه احمر  لا يتغير ... ولا أعلم كيف هو بنظرك كتاب مقدس والذي يحتويه عبارة عن فلسفة مضحكة لا غير لا تسمن ولا تغني من جوع .. فإذا كان كتابك يحتوي على اختراع وهو ان المرأة أنثى والرجل ذكر فهذا اكتشاف عظيم لأنه يحتوي على ذلك وليس الأمر من عندي ...

 

أعود وأذكرك مرة أخرى بتقوى الله والعمل على جعل الشعب يحبك فكيف وهو يكرهك بعد ان قتلت أبناء ونساء وشيبا  .... وأنت تقول ان الشعب يحبك حبا كبيرة كيف هذا والشاعر يقول   ( ان المحب لمن يحب مطيع )  هل وجدت تلك الطاعة التي كنت تريدها ؟؟!!

 

فالحاكم الفطن هو الذي يجعل شعبه يلتف حوليه لا ان يلتف عليه ويريد إسقاطه وكل هذا بالمعاملة الطيبة والحسنة  والذكاء في تلك الطريقة التي يتبعها ، دائما وأبدا يذهب الرئيس ويبقى الشعب ، فالدولة لا تكون دولة الا بشعب .

 

أما في ليبيا فلم يكن الشعب حول الرئيس لأن الرئيس جعل حاجزا منذ البداية بينه وبين شعبه .

 

اختم مقالي هذا  بكلمات للمجاهد الكبير عمر المختار رحمه الله الذي اختلط دماء أصدقائه المقاتلين بتراب ليبيا والتي بها أنهى حياته  فقال :

"نحن لا نستسلم. ننتصر أو نموت . وهذه ليست النهاية .  بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه  أما أنا  فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي."

 

الشيخ محمد عايد الهدبان

 

Malhadn2000@yahoo.com