ألإستراتيجية الأمريكية لحماية إسرائيل .. 2/2

*عبدالحفيظ ابوقاعود؛
*صحافي وناشط سياسي
أفول نجم"الكابوي الامريكي" في السيطرة على العالم ونهب ثرواته، بإنهيارتحالفه ألاستراتيجي مع منظومة التحالف الامني الاقليمي والمشروع التكفيري في المنطقة والاقليم،وتعاظم عناصرزوال إسرائيل،بالحسم ألاستراتيجي في الميدان العسكري في سورية، ونتائج الصراع الامريكي – الروسي على أوكرانيا، وعلى مناطق نفوذ جديدة حول العالم ،دلالة كبرى،بان مرحلة تاريخية في الكون في طورالتكوين والبناء لصعود الدب الروسي قيادة العالم ،ولولوج الامة الدورة الحضارية الانسانية الثالثة!!!.
الرسائل التي بعث بها القيصر الروسي الجديد الى إدارة اوباما والغرب الاستعماري المتصهين عبر وقوف روسيا بكل أمكانياتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع الرئيس السوري الدكتوربشار الاسد في مواجهة المشروع التكفيري الارهابي،الذي تديره الادارة الامريكية بالتعاون والتنسيق مع حلفائها الدوليين والاقليميين،وأستعادة شبه جزيرة القرم الى حضن الاتحاد الروسي لها دلالات متعددة ،منها؛
- انتهاء عصر القطبية الاحادية في العالم .
- التفاهم على تقاسم مناطق النفوذ الدولي من جديد.
- القوة العسكرية الروسية في خدمة السلام العالمي .
- سورية المتجددة بيكار المعادلة الدولية .
- مجموعة دول البريكس نواة لنظام دولي عادل متعدد الاقطاب .
- محور المقاومة العربي الاسلامي حليف أستراتيجي لروسيا .
"إدارة اوباما" لم تستوعب دروس صعود الشجرة والنزول آلامن منها،ولم تحلل مضامين هذه الرسائل ودلالاتها الى الان،وتمادت في غييها بانها الامبراطورية الامبريالية القائمة بالوصاية على الدول والافراد وصيانة السلام العالمي ،لكنها لم تحفظ الجميل للقيصر بحمايتها من مخاطرصعوده الشجرة السورية،فجأت الضربات الروسية - الصينية الموجعة للولايات المتحدة وحلفائها في التصويت الرابع ضد مشاريع القرارات ضد سورية في مجلس الامن الدولي،وفي اكروانيا ؛ قاتلة بالتلازم مع الحسم الاستراتيجي في سورية.
أن ما يجري في سورية واكروانيا حاليا،وماجرى سابقا في مفاصل جغرافيا أخرى من العالم يعيد الى الاذهان العديد من النظريات الجيو – سياسية أقتصادية حول ألاهمية ألاستراتيجية لبعض المناطق الجغرافيا في أعادة رسم خرائط دول بعينها وتطبيق سياسات دولية كبرى ومدى تأثيرها على السيادة الوطنية والمكونات الاجتماعية في هذه البقع الجغرافيا في بناء نظام دولي عادل متعدد الاقطاب.
هل جاءالتفاهم الامريكي–الايراني على البرنامج النووي الايراني السلمي في سياق تحولات في العالم لتفاهمات دولية لتقاسم مناطق النفوذ؟!!!.أم مقدمة لأحتواء الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحورها المقاوم في اطار الصراع معهما لتحويلها من "دولة ثورة "لها مشروعها النهضوي الى دولة عادية حليفة للولايات المتحدة الامريكية بالقوة الناعمة مدعومة بالقوه الصلبة بالقضاءعلى رأس محورالمقاومة العربي الاسلامي في مواجهة إسرائيل؛سورية نموذجا في المرحلة الاولى ،وحزب الله تاليا.؟!!!.
نتائج الصراع الأميركي ـ الروسي على مناطق نفوذ في الشرق داخل مجموعتين من الدول،جرت تقسيمهما من خلال مدى أهميتهما للجمهوية الاسلامية الايرانية ،ومدى أرتباطاهما في الصراع العربي – الاسرائيلي وهما؛
المجموعة الأولى:- تضم العراق وسوريا ولبنان.
المجموعة الثانية:-تضم مصر،و"الضفةالغربية "وغزة، وأفغانستان ودول مجلس التعاون الخليجي.
إن الهدف المرحلي من هذه الاستراتيجيا ألأمريكية ألخاصة،هو؛ تحويل ألجمهورية الاسلامية الايرانية من" دولة ثورية"الى دولة علمانية عادية ،بألغاء" المرجعية الدينية "ل"ألنظام الثوري ألاسلامي"في إيران ،فيقلص بالنتيجة التهديد الإيراني لاسرائيل بعد دخول الادارة الامريكية عبرعمليات مدروسة لأحتواء سورية الاسد وحزب الله،ويحول ديناميكيات العلاقات بينهما الى تعاون اقتصادي، وبالتالي الى تفاهمات مع مملكة ال سعود .
فالاستراتيجية الامريكية – إلاسرائيلية المشتركة تجاه الدول المناهضة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة؛ تستهدف ثلاثة شروط متلازمةغير معلنة،هي ؛
الاول :- التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة الامريكية.
الثاني :- تجفيف العداء التأريخي مع اسرائيل.
الثالث :- تفاهم مسبق مع مملكة ال سعود حول ترتيبات أمنية في الاقليم والمنطقة.
أدوات ووسائل ألاستراتيجية الامريكية تجاه الدول المناهضة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة في مرحلة الصمود الاسطوري لمحورالمقاومة في التصدي لمؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية تحويلها من قوة صلبة الى قوة ناعمة،فكان التفاهم الايراني مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي الايراني .لكن المنطوق الامريكي الغربي المتصهين لاستكمال هذا التفاهم ،يطالب ايران من تحت الطاولة ان تلبي ثلاثة شروط أمريكيةغير معلنه.
إلاستراتيجية ألاميركية لمواجهةالجمهورية الاسلامية الايرانية، بعد هزيمة مشروعها التكفيري الارهابي في سورية؛تمحورت حول الترويج لمنهج القوة الناعمة وتدعمها في حال الفشل بالقوة الصلبة في أطار سياسة الاحتواء للدول المناهضة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة لضمان أمن إسرائيل.
- جاء في أطرأهداف الاستراتيجية الامريكية- الاسرائيلية المشتركة في الوطن العربي،والتي شكلت أحدى مرتكزاتها ألاساس؛ان تجري الدول المعادية للمشروع الصهيوني مصالحة تأريخية مكشوفة مع إسرائيل مع وقف الحالات العدائية لها،بالاضافة الى الارتهان الاقتصادي للغرب المتصهين بقيادة الولايات المتحدة الامريكية،وان تكون عدوة لايران الثورة الاسلامية،والالتزام بالسياسات الغربية المعادية لمحور المقاومة.
ألاستنتاجات والفرضيات المحتملة؛
- هناك أستراتيجية مشتركة بين الولايات المتحدة الامريكية والدولة العبرية والصهيونية العالمية والدول الموالية للغرب ؛تهدف الى تدميرالمثلث العربي الذهبي ؛العراق وسورية ومصر،وكذلك معها ايران.
- ان ما جرى ويجري من أحداث وصراعات في الدول العربية الثلاث، والتهديدات ألاسرائيلية لايران والموقف من البرنامج النووي ؛يشكل الدليل الواضح بأن أهداف المخططات الامريكية والغربية ألاستعمارية تعمل بهذا الاتجاه.
ان الهدف غيرالمعلن للاستراتيجية الامريكية – الاسرائيلية المشتركة،هو؛ان تجري الدول المعادي للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة ؛مصالحة تأريخية مكشوفة مع إسرائيل مع وقف الحالات العدائية لها.
- فقدان الدول العربية المحورية الثلاث؛العراق وسورية ومصر لقدراتها الاقتصادية والعسكرية في زمن قياسي أراحت إسرائيل لمئة سنة مقبلة وفق محلليين أستراتيجيين!!!.
- المأساة الكبرى من الناحية الجيو- سياسية؛فكانت معاهدة كامب ديفيد وملحقاتها؛اوسلو ووداي عربة ،ومنظومة التحالف الامني الاقليمي،لادامة اسرائيل ككيان قاتل لوحدة بلاد الشام والرافدين،وكحائط يمنع التعاون والتكامل الاستراتيجي في المشرق العربي مع نسيجه الاجتماعي في دولة عملاقة بخروج مصر والاردن من معادلة الصراع العربي الصهيوني الى زمن غير منظور.
- مصيرالمشرق العربي يتعلق بكيفية أستيعاب ومواجهة تداعيات نكبة عرب فلسطين بإقامة إسرائيل ،لاعادة إحياء المحاولات السابقة نحو الوحدة بدل القطرية في منطقة جغرافية فائقة الاهمية الاستراتيجية .
- مواجهة أهداف الاستراتيجية الامريكية الاسرائيلية المشتركة وادواتها الاقليمية "منظومة التحالف الامني الاقليمي"/والمشروع التكفيري/يوجب على قيادة محور المقاومة العربي الاسلامي تبني المشروع الاستراتيجي لاتحاد بلاد الشام والرافدين في مواجهة المشروع التكفيري ،وأحياء الجبهة الشرقية وفق ألاستراتيجية الدفاعية القتالية للمحوربعد أمتلاك السلاح الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل.
- هل تقبل الجمهورية الاسلامية الايرانية بالشروط الامريكية الغربية غير المعلنه للموافقة على التفاهم الايراني مع 5+1حول البرنامج النووي الايراني ؟!!!.وهل جاءت دعوة سعود الفيصل لنظيره الايراني لزيارة الرياض في سياق الشروط الامريكية غيرالمعلنة للتفاهم على تريبات امنية في المنطقة والاقليم ؟!!!.
- هل تفتقر الولايات المتحدة الامريكية لإستراتيجية منتجه في الوقت الراهن بعد الدخول الروسي خط تقاسم النفوذ؟!!!.
- هل تحول"حزب الله" بفعل طبيعة دوره وعمق تأثيره في الحرب الكونية على السورية الى لاعب إقليمي بعدما كان يؤثر في ميزان القوى الإقليمي بطريقة غيرمباشرة من خلال دوره في مقاومة إسرائيل كقوة أحتلال وعدوان على فلسطين ولبنان ، وأحد ألاذرع العسكرية لإيران في مواجهة أسرائيل ؟!!!.
- ماذا غيرت الاستراتيجية الاتحاد الروسي الجديدة في المسار الكوني في الالفية الجديدة؟!!!.
- هل تتبنى الادارة الامريكية أستراتيجية جديدة لاحتواء حزب الله وفق منهج القوة الناعمة وتدعمها في حال الفشل بالقوة الصلبة بعد الصمود الاسطوري للنسق السوري في مواجهة الحرب الكونية على سورية؟!!!.
في ضوء الاجابة عن هذه الاسئلة،فالايام المقبلة حبلى بالمفاجأت على المستوى الدولي والاقليمي والمنطقة،وتحمل في طياتها تغييرات دراماتيكية وتغييرخرائط دول واختفاء انطمة لها وظائف اقليمية في اطارالنظام الدولي القائم .
/للبحث صلة