قداسة البابا.. ضيف الأردن الكبير

بابا.. هذه الكلمة تنطق بها الشفاه مفعمة بالحب، تتجلى فيها أسمى المشاعر وأصدقها، تعبرعن كينونة إرتباط عميق في وجدان كل منا وترسم له صورة جميلة لمثله الأعلى في الحياة.

وحين ترتبط هذه الكلمة بشخص تتجلى في روحه اسمى معاني الابوة التي لم تفرق بين ابناء الشعوب في العطاء والمحبة الابوية الطاهرة تلك المحبة التي ناصرت الحق ووقفت الى جانب الفقير والضعيف والمظلوم والجائع والمنبوذ، وكل الفئات البشرية ناظرة فيها قيمة الانسان كفرد تتجلى فية صورة الخالق بما ابدعه فيه من قيم نبيلة وفكر سامي مبدع سلطه الله على جميع مقدرات الكون لتكون مصدر خير وسعادة، يحقق من خلالها معنى وجوده ليمجد الخالق الذي أبدعه وأبدع الكون.
قداسة البابا يحمل في زيارته المباركة للاردن المحبة التي تقرب خلائق الرب برباط مقدس يسمو فوق النزاعات والخلافات حول الأمور الدنيوية الصغيرة، المحبة للانسان بغض النظر عن عرقه وجنسه ولونه ودينه، يحمل قداسته سلاح السلام، السلام الذي يهزم الحروب وسفك الدماء والقوة الغاشمة التي تستعبد الشعوب وتنهب مقدراتها وتسحق وجودها لتحقق الغلبه للشر والفساد في ظل موت الضمير والاستعباد والطغيان، ينادي قداسته بالسلام الداخلي والمصالحة مع الذات، والتحرر من المسارات الزائفة التي تسلكها الدول وتسحق فيها الشعوب.
يحمل قداسته رسالة الرجاء فعبر مسيرته الكهنوتية كان الأب والكاردينال برجيليو في كل مكان يمر به يهيج امواجا من الرجاء أمام العيون الخائفة والقلوب المنكسرة، إنه كالنور في الليل ينير بوجهه وروحه وفكره مسيرة الاجيال بشعلة الامل الخالدة التي تنير النفوس وتبدد ظلاماتها وانسحاقها وتحييها بالثقة والتجلد والايمان مجسداً بمسيرته مسيرة حياة المسيح له المجد ويعكسها أسلوب حياة وممارسة اخلاقية وإيمانيه.
أيها الزائر العظيم.. الأردن حباه الله بأن يكون مهد الديانات والرسل والانبياء، أرضه تفوح قداسة وطهرا ومحبة وسلاما.. الاردن حمل رسالة المحبة التي تنسجم مع رسالة قداستكم وكان دوماً النصير القوي للحق والسلام والانسانية عبر قيادته الهاشمية المشرفة والتاريخ خير شاهد وحاكم عادل.
يا صاحب القداسة يا من تملك سلطة الحق والايمان الراسخ بعدالة حرية الانسان وحقه في تقرير مصيره، نتطلع اليكم ان تنقل رسالتنا الى العالم اجمع بضرورة الدفاع عن السلام في ارضنا العربية التي شهدت عبر التاريخ صراعات دامية وشردت شعوبها وقتلت اطفالها واقتسموا ارضها اصحاب المطامع وشهوة المال والدم والدمار.
في لقاء صاحب الجلالة مع قداستكم في حاضرة الفاتيكان سلط الضوء على قضايا المنطقة والحرب والشعوب التي تدفع الثمن وهجرة اللاجئين الذين ينشدون السلام والامن والمأوى على تراب وطننا، وركز صاحب الجلالة على اهمية الحفاظ على الوجود المسيحي العربي في المنطقة التي انطلقت منها رسالة المسيح له المجد الى العالم اجمع، وفي ظل هيمنة الحركة الصهيونية على العالم فاننا نخشى تفريغ المنطقة من المكون الاساسي للنسيج الاجتماعي ( العرب المسيحيين ) وعندها يتحول الصراع لا سمح الله الى صراع صهيوني اسلامي وتخسر المنطقة السلام لغياب مكون اساسي يحترمه العالم اجمع، وهنا اذكر قداستكم ما قيمة كنائس الحجر اذا فرغت الارض من اصحاب الرسالة الشرعيين الاقدر على حملها والدفاع عنها، وعندها ياتي اليوم الذي تغيب فيه هوية الارض المقدسة وشعوبها.
ايها الزائر العظيم لقد جمعت بفكرك النير موسوعة الحياة بمختلف ابعادها وكتبت تاريخاً يشهد له التاريخ ويفخر بعظمته وسجله في ذاكرة الزمن ليبقى خالداً تستنير به الشعوب لما به من اشعاعات في مختلف حقول الانسانية وابداعاتها.
ايها الزائر العظيم يفخر الاردن ويزهو ان تلامس روحك الطاهرة ترابه المقدس فتتفتح الزهور وتكتسي ربوعنا ببساط قشيب سندسي مطرز بالحب والفرح يليق بعظمة الزائر ومكانته.
يفخر الاردن ويزهو بان هذه الارض المباركة انبثقت منها الرسائل السماوية لتوحد شعوب العالم في ظل ابوة الله لنا جميعاً وتسمو بنا في الفكر والروح الى العالم الازلي حيث عرش الخالق يوحدنا بمحبته وجلاله.
أيها الزائر العظيم نستقبلك بفرح طفولي، بوداعة، بمحبة فهذا الاردن العظيم يستقبل العظماء بكل ما في كرم الضيافة ومن شهامة ونبل واصالة متجذرة في نفوس مليكه وشعبه.
أطفال الاردن يهتفون اهلاً اهلاً يا بابا يابابا الفرح والطهر والمحبة.
سيكون الاردن محط انظار العالم، فلنحاول ان نعطي الصورة الاجمل ولتكن رسالتنا واضحة للعالم اجمع امام كل المنابر المفتوحة والاعلام الزائر لرصد عظمة الاردن ورسالته المشرفه.
ليكن يوم 24-25/5/2014 يوماً اردنياً نشارك به جميعاً لنعيش رسالة العيش المشترك لشعوب توحدها الارض والمحبة والسلام.