زوابع العمل السياسي

محبطة جدا متابعة العمل والفعل السياسي في بلادنا، إن كان في ساحة الحكومة وأذرعها، ام في ساحة المعارضة، المحزبة منها، او الشعبية، والبرلمانية رافعتها الرئيسية.

قبل ايام انفعل اعضاء في المبادرة البرلمانية، وبدأوا الهجوم على الحكومة، خاصة في تعاطيها لما تم الاتفاق عليه، والهجوم طال ايضا، الوزراء الذين دعمهتم المبادرة، والمحسوبين عليها.

الاعلام، وهو جزء من الحالة العامة، صدق حالة الانفعال، وحاول ان يطورها سياسيا، من خلال الضخ فيها، لكنه اكتشف سريعا، ان الذكاء الحكومي، خاصة رجالاتها العتقيين، استطاعوا ان ينزعوا فتيل الازمة، من خلال دعوة ولقاء وعشاء سياسي، حتى لو كان «قلاية بندورة».

انتهت الزوبعة سريعا، وسوف يعود النواب في الدورة المقبلة، خاصة نواب المبادرة، اكثر التزاما ودعما للحكومة وبرنامجها.

كل محاولة نيابية لاثبات الوجود تعود للاسف سلبا على العمل البرلماني عموما، وتكسب الحكومة جولات مجانية نتيجة اخطاء تكتيكية يقوم بها النواب، المتكتلون والمبادرون، وحتى المستقلون.

هناك نواب يتهمون الاعلام والكتاب بانهم يشاركون في الموقف السلبي لبعض مراكز صنع القرار في الاردن، من خلال الهجوم الدائم على مجلس النواب، وتشويه صورته، لكن هذا النائب المحترم والمخضرم، يعرف اكثر من غيره ان السلوك والفعل البرلماني، لنواب في المجلس السابع عشر هما اللذان يشوهان العمل البرلماني، ويدفعان للمطالبة بحل البرلمان، وان هذا المجلس لا يمثلنا.

لم نسمع ردا، ولا توضيحا لمجلس النواب على التحقيق المميز للزميل وليد حسني في «العرب اليوم» وكشف خلاله عن عدد السفرات التي قام بها اعضاء في المجلس، والمياومات التي حصلوا عليها، فكيف ندافع عن مجلس النواب، وهو لا يدافع عن نفسه.

طبعا في ساحة المعارضة المحزبة، الحال ليس افضل بكثير، وإن ما يجري في جماعة الاخوان المسلمين، و»الجيب التنظيمي» داخلهم «جماعة زمزم»، يحبط اكثر.

فقيادة الجماعة تعرف بالضبط أن جماعة زمزم، قررت ان تكون خارج التنظيم، ولا مجال للمصالحة من جديد، وهناك بعض القيادات في الجماعة تلعب على الحبلين، قدم في الجماعة، وقدم في زمزم، لكنهم يعرفون واقع العمل الحزبي جيدا، عندهم وعند غيرهم في التيارات الاخرى، ان لا مكان لاي تكتل او جيب او منبر لاحد لا يتناغم مع النهج العام والبرنامج للجماعة او اي حزب اخر، فلماذا اللف والدوران.

قيادات في زمزم، تقاطع العمل الحزبي، منذ الانتخابات النيابية التي شاركت فيها الجماعة، ويعلنون دائما ان قيادات في التنظيم خانتهم في الانتخابات واشتغلوا ضدهم، فكيف ستتم معالجة هذا الواقع من دون خروج طرف ما من التنظــــيم؟.