علماؤنا الاجلاء البرفسور محمد ركان الدغمي

من حقنا كعرب مسلمين ، وأردنيون ان نفخر بعلمائنا الأفاضل الذين كان لهم الدور الرئيس وعبر عقود متتالية من اعمارهم، في تعزيز المسيرة الدينية والبناء وتعزيز البناء الديني، وحمل مشاعل الحرية ونبذ التطرف والغلو، وعبر مسيرة طويلة حافلة بالعلم والدراسات، والابحاث ، والمؤلفات ، والتدريس في عدد من الجامعات، عالمنا هو الاستاذ الدكتور محمد ركان الدغمي، وهو يحمل درجة الدكتوراه من كلية الشريعة والقانون من الازهر الشريف عام 1987، وهو عميد المعهد العالي للدراسات الاسلامية في جامعة ال البيت، وله ما ينوف عن ستة عشر بحثا في الفقه المقارن واخرى ، وثلاث عشر كتابا، وتقلد العديد من المناصب الإدارية والشرعية والاكاديمية منذ ان كان مدرسا في ثانوية المفرق عام 1970. 
خيل الي من حرية فكره ونبالة شيمه وحراصته وانا اتحدث اليه اني ارى احدى المحاربين القدماء والذين ضحوا من اجل اوطانهم بقلمه وبفكره النير، واني اشاهد ابن سيناء او ابن رشد او احدا من اولئك الجهابذة العظام، الذين ظلوا قرونا وهو يعملون على تحرير الانسانية من الإسار..... 
انه الرجل العالم والاستاذ الفاضل والاب الحاني الذي علم القرآن لاجيالنا في سبعينيات القرن المنصرم ، والرجل الذي اوقد الجذوة الاعتدالية وعزز فكرة الوسطية بين اجيالنا، فليس من ثورة فكرية علمية اعتدالية التي اندلعت في عقله جيل السبعينيات في محافظة المفرق الا وتتصل من قريب او بعيد بهذا العالم الجليل، والاستاذ الكبير. 
صرخ في وجه الغلو والتطرف معززا الحق، وعدل الرسالة الاسلامية، وكان يقول وكأنني في تلابيب عقله وفكره: " من متى استخدمتم الغلو والتطرف، فإنكم حملتم ابناءكم سلاحا فتاكا لقتل استقلالكم، ودولتكم وحياتكم ومستقبلكم. 
التقى عللمنا الجليل بكبار علماء الامة من محيطها إلى خليجها، من خلال المؤتمرات الاسلامية وزاده ذلك اصرارا على ان ديننا الحنيف هو دين الوسطية، والاعتدال، السماحة، والحب ، والتفاؤل ، دين يستحق ان نفني انفسنا من اجله ولكن بالاعتدال، والمودة، حمل الفكرة الهاشمية بين يديه وفي تلابيب فكره من خلال رسالة عمان التي نبذت التطرف والغلو، ونشرها بين الاجيال التي يدرسها في الجامعات، فانشأ جيلا قادرا على حمل الرسالة الهاشمية إلى العالم اجمع. 
عرف عالمنا الجليل الأستاذ الدكتور محمد راكان الدغمي سلامة القلب والاحاسيس المرهفة، والمشاعر الدينية الدافئة السمحة، لقد نشأ في بيئة ملأت نفسه بالاحاسيس الحانية السمحة، المعتدلة، انه يسأل ويبحث ثم لا يجد سبيلا الا ان يكون محاربا بعلمه ورسالته المعتدلة التي يحملها بين اضلاعه وبين عينيه، يقاوم المستعمر، الطغاة، ولا يتردد ولا يتراجع، ملئت روح الوحدة او الاستقلال، لبده نفوس الاحرار والمثقفين، والمعتدلين، والعلماء امثاله. 

وللحديث بقية في العدد القادم