مهرجان جرش احتمال ما لا يحتمل

مع كل الاحترام للآراء التي تُطرح ـ بحُسن نيّة ـ، حول «آفاق» و»توسيع دائرة» مهرجان جرش، بإضافة «نشاطات وعناوين ثقافية واجتماعية ومن يدري ربما نجد من يُطالب «جرش» بعقد ندوات»سياسية» بخاصة وأننا في الأردن نتوسط»حزام النار»،ومهرجان جرش يُقام في عزّ الصيف وموسم الإجازات وايضا موسم» الابتزازات».
رأيي ـ المتواضع ـ وعادة ما أطرح رأيا وأمضي على طريقة «امضِ قيس»، ولكنني أمضي على»الكيبورد» بعد ما ضاعت الأقلام.
مهرجان جرش مهرجان»فرح» ورغم كل ما فيه من أمسيات شعرية وندوات نقدية فإنه في الأول والآخر، فُسحة اجتماعية شبابية لإراحة العقل من جنون التفكير واللهاث اليومي.
يذهب الناس إليه وغالبيتهم من الطبقة المتوسطة للتمتع بالمكان التاريخي والسياحي وسط كائنات تبحث عن الفرح والبهجة بعيدا عن تعقيدات اليومي ونشرات الأخبار.
ليس هناك مهرجان أو عمل إنساني خالٍ من الهِنَّات، لكن الناس عادة «تجتهد»، وبالطبع هناك» المتربصون» و»حزب أعداء النجاح»، ليس في»جرش» بل في كل المجالات.
القائمون على مهرجان جرش -أحيانا- يجترحون ويضيفون فعاليات، بعضها يلقى جماهيرية، وبعضها يحتفظ بشرف التواجد.
الغناء والباليه والفرق العالمية و»الساحة الرئيسة» وما تحمله وما تقدمه من بهجة للآلاف ممن يأتون من أجل تزجية الوقت والامسيات الجميلة في «شارع الأعمدة»، أو غيرها من المسارح، لا يبحثون عن»الندوات المتخصصة» التي لا تجذبهم ولا تعني شيئا لأبنائهم.
صحيح أن هناك أمسيات وندوات نقدية للمهتمين والمثقفين، لكن الأساس أن مهرجان جرش للبهجة والفرح، وهذا لا يعني البهجة الرخيصة والفرح المجّاني.
لسنا وحدنا في العالم، وكلكم ـ أكثر مني ـ تعرفون المهرجانات العربية والعالمية، وتحديدا الأوروبية، ليس هناك مهرجان لـ»كل» ما يخطر ببال الناس،هناك فضاءات أُخرى يُمكن ان تنوب عن «جرش» في نشاطاتها، ولها جمهورها الذي يذهب خصيصا من أجلها.
اتركوا لنا «جرش» لكي نستمتع، فأرواحنا «يابسة»، ولا تحمّلوا»إليسا» مسؤولية «الهزائم العربية».
دعوها، تُذيب بعضا من «صلابة»حجارة المدرجات. و»قساوة» نفوسنا.
دعوها!!