مقال بعنوان - هكذا تنهار المؤسسات

سألني صديق قديم اسئلة صعبة وغير متوقعة والسؤال الاول كان كيف تنهار المؤسسات ؟ 
المحطة الاولى - فكرت لفترة معقولة وكان جوابي واضحا وحاسما عندمل يصبح السفيه حاجبا على باب اولياء الامور, واولياء الامورلا يعرفون ذلك او يعرفون ولا يتصرفون ,نعم اصبح هذا الامر يتكرر في مكاتب كبار القادة الاداريين وتفشى في مكاتب القيادات السياسية حتى اصبح الحاجب يوهم الناس انه صانع القرار, فيخاف الناس على مصير المؤسسة ويصرخون واحيانا لا يصل هذا الصراخ الى اذان اولياء الامور ويظنون ان الامور تسير على ما يرام والكارثة تبدأ عندما يثور الناس وتتفاقم الامور ويبدأ ولياء الامور يشعرون بالندم على التقصير . 
المحطة الثانية – عندما يصبح الجاهل مديرا ويتحكم برقاب العباد فسوف تصبح الامور اكثر تعقيدا واكثر ضررا من وضع السفيه حاجبا , وعندما يكون الجاهل مسيطرا على مقاليد المؤسسة فتوقع ان عمر المؤسسة لن يطول وان الانهيار قادم ان لم يكن اليوم فسيكون غدا او بعد حين . 
المحطة الثالثة – عندما يهرب اولياء الامور الى الامام ويتركون القضايا تسير الى المجهول فالانهيار سيكون سريعا وسوف يحدث عاجلا ام اجلا ان لم يعالج اولياء الامور الامور . 
المحطة الرابعة – رفض اولياء الامور للنصيحة واصرارهم انهم كل شيئ يعرفون وهنا تكون الطامة الكبرى ويصبح القرار مسلوقا او غير ناضج او فيه عيب التعسف او يخلوا من الحكمة وبالتالي تنهار الامور . 
المحطة الخامسة – اختيار القيادات يشوبه عيب كبير لا يتحمله احيانا المسؤول الجديد ولكن عندما يجلس لفترة في موقعه عليه واجب التقيم الجدي واختيار قيادات فاعلة وقادرة على العطاء وتملك المعرفة والتجربة لا ان يتردد في التغير نحو الافضل . 
المحطة السادسة – سنة الحياة تفرض على ولي الامر في المؤسسة ان يتبع سياسة المكاشفة والمصارحة لا سياسة الاستقطاب والشللية , والمحسوبية والواسطة اصبحت نهج حياة في كثير من المؤسسات , وهذه السياسة تقتل الابداع بكل معانيه وفي النهاية الانهيار هو النهاية لهذه السياسة الخاطئة , ولا ينفع الندم اذا تأخر الاصلاح . 
المحطة السابعة – انهيار المسؤول او حاجبه او مديره امام المرأ’ الجميلة والقادرة على التلاعب بالمشاعر والغرائز , واقسم ان البعض يبتغل حاجة المرأة احيانا لشبع غرائزه على حسلب الاخلاق والقيم واستغلال الحاجة وتبا لهؤلاء فهم لا يخافون الله . 
المحطة السابعة – هناك ادارات تتبع سياسة الكذب والتضليل , فمثلا يفطر في رمضان ويدعي الصيام , يدحن في الاماكن الممنوعة ولا يسمح لغيره ذلك وامور كثيرة تحت الى اعادة صياغة . 
وقبل ان اختم اقول ان الاصلاح في خطر وان الادارة في خطر مما يجري , ومن حقي ان اكون ناصحا امينا وان اقرع جرس الخطورة عما يجري في المؤسسات , سأجد من يهاجمني وساجد من يطلق عنان اشاعاته ولكني لا اخاف الا الله ولم يعد مقبولا ان نصمت على الفساد والمفسدين , واقول لاولياء الامور في المؤسسات وخاصة الوزراء فتشوا بيوتكم جيدا فستجدوا العجب العجاب , هذه نصيحة خالصة لوجه الله اصلحوا الامور قبل ان يصبح الاصلاح كذبة كبرى يكتشفها الناس فيتصرفون بطريقتهم وعندها سيندم الجميع على تأخير الاصلاح المنشود . 
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والله غالب على امره 
د باسم الكسواني – ناشط نقابي وفي مجال الحريات