السفيرة أليس.. ما الجديد؟

محمد علاونة البعض فسر شهادة السفيرة الأميركية المعينة لدى الأردن أليس جي. ويلز أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بأنها رسالة سياسية جديدة في المنطقة، بل بلغ الحد بمقارنة ما حدث بأسلوب التعيينات في بلادنا على اعتبار أن أسلوبهم ديمقراطي وحضاري يعتمد الكفاءة واشتراط خطة واضحة؛ كون ويلز عرضت برنامج عملها في عمان للسنوات الأربع المقبلة. ما فعلته السفيرة اجراء روتيني لدى الإدارة الأمريكية، ولا يتجاوز حدود المراوغة والإنشاء والروتين، وهو تحصيل حاصل كما هي ممارسات المسؤولين الاسرائيليين على طاولة المفاوضات، فإذا كان الرئيس نفسه باراك أوباما غير مضطر إلى الالتزام ولم يلتزم ببرنامجه الذي عرضه في بداية ولايته، أو بعد الفوز، فمن يلزم السفيرة. سياسات الولايات المتحدة الامريكية لم تستقر يوما، فكل مرة تتغير تبعا للتحولات في المنطقة، وبحسب معادلة سنتها واشنطن منذ عقود مرتبطة بشكل أساس بحلفائها وأوضاعهم، كانت سياسية أم اقتصادية، أما فيما يتعلق بالمساعدات المقدمة، فإن زيادتها أو نقصانها لا يتجاوز حدود مئات قليلة من ملايين الدولارات. السياسة الثابتة لواشنطن دون المبالغة بالقول أنها لا تستطيع الانحراف عنها بما يتعلق بدعمها لـ»إسرائيل» وتوفير سلامها على الدوام حتى لو كان على حساب أهم حلفائها القدماء او الجدد؛ بسبب «غرقها لشوشتها»، أي أنها تنطلق من ضغوط خارجية وداخلية لا تستطيع أمريكا مقاومتها. عادة ما يكمل السفراء الأمريكيون الجدد خطط الراحلين، كما يفعل الرؤساء، باستثناء رتوش تجميل هنا أو لمسات هناك، وهو ما أكدته السفيرة بما يتعلق بالملف السوري، لكن هذه المرة بمكياج جديد يتعلق بالبلدات القريبة من الحدود، ودعمها لمواجهة مزيد من اللجوء؛ أي أن السياسة الاساسية تجاه الملف ما تزال باقية، وهو استبعاد الحل العسكري، وبقاء الحال كما هو عليه. السؤال الأكثر الحاحا هو ترشيح أوباما للمغادر عمان ستيوارت جونز كسفير للولايات المتحدة لدى العراق الذي سيحل محل جونز روبرت ستيفن بيكروفت الذي تم اختياره ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى مصر؛ ما يشي بإعادة ترتيب أوراق على الأقل على مستوى السفراء، دون إغفال ما حدث قبل سنوات عندما تمت مكافأة السفير السابق لدى عمان وليام بيرنز بتعيينه مساعدا لوزير الخارجية الأميركي، والرجل كان يتحدث دومًا عن الطموحات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين، لكنه كان يؤكد في كل مرة الالتزام الأميركي الثابت بحماية أمن «إسرائيل» ورفاهيتها.