لوثة العقل العربي


منذ أكثر من عامين تقريبا والمراقب للمشهد العربي والأردن جزء من هذا الوضع يصاب بحالة من الذهول والصعقة وأحيانا الانفصام جراء سرعة الأحداث التي تحمل في مجملها نذير الشؤوم والبؤس فقلما نسمع الأخبار التي تريح البال .

مشاهد الدم والقتل والنهب والسلب أصبحت تلازم الإنسان كالوجبات الثلاث في حياته هذا في البلاد التي غزاها الربيع العربي بشكل رسمي وعمل على قلب بنية النظام فيها أو احدث فوضى مستمرة لغاية ألان .

ونحن الأردنيون وبحمد الله إذا كنا نفاخر العالم بربيعنا الأخضر إلا أن ما يحمل إلى مسامعنا من أخبار يومية
كتزايد حالات الانتحار والآفات الاجتماعية المتعددة الأشكال وحالات الإدمان والسلب وارتفاع نسب الطلاق تحت مسميات جديدة تدعو الجميع إلى مراجعة حقيقية وشاملة تستند في سلم أولوياتها إلى محاربة ظاهرتي الفقر والبطالة وتفعيل القوانين مصحوبة بحملة بالتركيز على المنظومة الأخلاقية عبر منابر المساجد والمدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب ولا نغفل اللبنة الأساسية في التنشئة وهي الأسرة الحاضنة الرسمية للنزوع نحو الخير أو الشر.

وحتى يتحقق ما سبق ولو نسبيا يجب الجنوح نحو ا عادة بناء أو خلق قيادات وطنية نزيهة يكون جل اهتمامها وعنايتها مصلحة الوطن العليا وان تتخلى عن مكتسباتها الشخصية التي أصبحت في عرف الدولة مستحقات مكتسبة.