الشماغ ..

اخبار البلد - المحامي خلدون محمد الرواشدة

زمان كان لابد على الرجل أن يحافظ على شماغه وأن يبقيه على رأسه ، وكان من العار أن يخرج بين الناس بدونه أي مفرع ، أما اليوم فنحن لا نرتديه إلا في مناسبات معينة ومحدودة ، وأحيانا على العكس يكون هناك استهجان أو استغراب من الغير فيما لو ارتديناه على غير عادتنا.

مثلا..... في أيام الشتاء القارصة نلجأ إلى لف الشماغ على وجهنا كي نتلاشى برودة الصقيع وأحيانا يصاحب هذه العملية مسألة أخرى هي ارتداء الفروة للحصول على دفء أكبر ومن الطبيعي وقتها أن يوجه إليك السؤال التالي " علامك مدثر بالفروة والشماغ؟!" الإجابة بكل بساطة تكون : بردان .

في حالة أخرى قد يزدهر عصر الشماغ فيما لو كان هناك مباراة كرة قدم وحبذا لو كانت المباراة مع المنتخب الأردني ... عندها أتخيل بأن الشماغ سيشعر بالنشوة والزهو وسيستعيد مجده.

البعض يحرص على ارتداء الشماغ في الجنائز تعبيرا عن الحزن وأمر طبيعي أن تتحول مسألة "دق اللصمة" – أي الشماغ - من ساحات المعارك إلى ساحات المقابر وعندما يتم السؤال " هل بكى فلان على وفاة والده " ستكون الإجابة وقتها " والله ما بندري كونه داق اللصمة " فيتم حسم الخلاف .. بأنه أكيد بكى أبوه كيف لعاد.

أمس وفي أحد الأعراس شاهدت مجموعة من الشباب يدبكون والظاهر أن أحدهم أنفعل أكثر من اللازم فقام بربط الشماغ على خصره وبدأ يمارس وصلة من الرقص الشرقي ... بصراحة لم أأسى على هذه الرجولة بقدر ما شعرت بالأسى تجاه الشماغ . فقد تحول من عنفوان ورمزية الرجولة إلى قطعة تلف حول الخصر تساعد في عملية الهز.

ليس هذا ما دفعني للكتابة عن الشماغ وحسب .... فقد سمعت قبل أيام وصف لطالما ما سمعته منذ أعوام العبارة تقول "" أنتم هدب الشماغ""" في حين أننا لم نعد نلبس الشمغ إلا في وصلات الهز.


المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com