اهلا بالبابا

الكاتب الصحفي زياد البطاينه

بالامس كنا وكان العالم ممثل بممثليه من سفراء ورجال اعمال واعيان ونواب في موقع المغطس المقدس نستمع الى وزير السياحة والاثارالاستاذ الدكتور نضاال مرضي القطامين وهو يعيد لذاكرتنا ويعرفنا بتاريخ الاردن عبرالعصور مرورا بالحضارات والشعوب التي مرت بنا وحلت بيننا بكنوزها بثقافتها برسلها بانبيائها بصحابه وشهداء ليصل الى موقع المغطس حيث عماد المسيح فابهر الجميع بمخزونه المعرفي والفكري الذي تفجر في وقت تزامن مع غمرة الاستعداد لاستقبال البابا فرانسيس الاول وهو الرابع من البابوات من ياتي لهذا الموقع الديني الهام مؤكدا على الموقع واهميته داعيا ومبشرا وحاجا ومقدسا
نعم ايام قلائل و يحل البابا علينا ضيفا وحاجا وداعيا من ارض الاردن جميع المؤمنين في العالم مذكرا برساله المسيح عليه السلام التي ظل الاردن حافظا لها لتحتضنها رساله عمان قولا وعملا والتزاما .. من هذه الارض الطهور التي باركها الله مهد الانبياء ومحط الرسل وارض المقامات والاضرحة التي تنتشر بكل بقعه من بقاعها الطهور هذا وسيقف البابا بموقع المغطس حيث تعمد المسيح عليه السلام ومن وراءه الملايين من المؤمنينالذين جاوا الينا حاجينيطلبون الرحمه والمغفره .. وسيكون الاردن كل الاردن باستقبالهم قادة و حكومة وشعبا
وهنا مسؤوليه الجميع دون استثناء لابراز الاردن المتحف المفتوح لكلحضارات وشعوب العالم الذين تعاقبواعليه والذي يضم رفات الانبياء ومقاماتهم واضرحتهم ومقامات الصحابه والقديسين والشهداء الذين حرصنا على ان تظل شواهد على عظمتهم وقدسيتهم وقدسيه الارض التي تحتضنهم ولابراز الاردن الابهى والاحلى ....
ونحن نامل الكثير الكثير من كل لردني اين كان موقعه وكل عربي او صديق زار الاردن واطلهع على مافيه لابراز دوره وامكاناته وقدراته بتسويق الاردن امنا واستقرارا وطمانينه ومحبه وتعايش الاردن ومواقعه الاثرية والحضارية والدينيه والتعريف بها وربطها بقصص المكان واهميته سيما وان الاردن به مائه الف موقعتجمع الادان والشعوب وحضاراتهم وتروي حكايا وحيث تلنتقي السياحة والسياسه ...

نعم يخطئ من يتصور أنه من السهل الفصل بين السياسة والاقتصاد. فالحقيقة أنهما وجهان لعملة واحدة. والفصل بينهما يكاد يكون مستحيلا.وهكذا السياسة والسياحة باعتبار أن السياحة فى النهاية هى اقتصاد

قبل أن تكون ترفيها وتثقيفا وتواصلا إنسانيا. فلا سياحة بدون سياسة. بمعنى أن السياسة تسبق السياحة أحيانا. فلا يمكن أن تكون هناك سياحة بدون سلام واستقرار سياسى وأمني.
فالسياحة لا توجد ولا تنمو ولاتزدهر إلا مع وجود السلام والأمن.
والسائح لايمكن أن يخرج من بيته ويذهب إلى دولة ما للسياحة قبل أن يضمن عودته سالما إلى بيته وفى الموعد الذى يحدده. ففى النهاية هو يذهب للمتعة والترفيه ولايريد أن يعرض نفسه لأى أخطار أو مفاجآت.
ومادفعني لهذه المقدمه انني كلما استمعت لحديث عن السياحة اسمع سؤالا يحتاج لجواب اين الاردن من وسط ملتهب ودول الجوار بالتحديد
: هل نشهد تحسنا فى حركة السياحة إلى الاردن فى الشهور المقبلة؟

من هنا حاولت ان اربط مابين السياسة والسياحة بقوة......
فالسياسة كانت لها الكلمة العليا فى في كل حديث ومناسبة ومكان والكلام كله كان يؤكد أن ثورات الربيع العربى قد ألقت بظلالها على حركة السياحة العالمية في الشرق الاوسط وأن السياحة لن تعود إلى سابق عهدها قبل الثورة إلا بعد استقرار السياسة فهنا السياسة والاستقرار قبل السياحة والاقتصا د
!
والأكثر من هذا أن كل شركات السياحة الأجنبية الكبرى كانت ترفع شعار « البحث عن الامن والامان..... . بمعنى أن محاولات الكثير من العرب والاجانب للتعاقد على برامج أو حركة سياحية فى الشهور الماضيه واعتقد المقبلة كانت تقابل بفتور شديد من الأجانب خاصة لأن ماتنقله الفضائيات ووسائل الاعلام عما هو ماحدث ما هو متوقع ان يحدث لايطمئن السائح بل أكثر من ذلك أن اهتمام وسائل الاعلام بنشر السلبيات من مشاكل وفوضى وحوادث تحصل في كل مجتمع .....وعدم قدرة الاعلام الاردني مقرؤ مسموع مرئي
على نقل واقع الاردن كواحة امن وامان واستقرار بين وسط ملتهب وان الاردن مازالت ابوابه مشرعه كحصن امن وملجا للمستغيث ومهوى للافئده وسياحته مميزه منفردة لايوجد لها مثيل بالعالم فلا بحر ميت بالعالم ثان ولا بترا بالعالم ثانيه ولا اضرحه ولامقامات ولا مغطس ولا انسان يوازي انساننا بالكرم والجود والاصاله والشجاعة وحب الضيف ـ

وهذا مافتقدنا ه اعلاما حاضرا امينا صادقا وفيا ل راينا اعلاما أحدث نوعا من القلق أو الخوف عند القاصي والداني ولم يستثني او ينصف وبالتالى فهم يريدون الانتظار إلى أن تتضح الصورة او ان يتفضل اعلامنا بتقديم الصورة الواقعيه لبلد هو الاردن الامن المستقر

المحزن أيضا فى القضية أن حاله الشرق عممت ولم تخصص. وبالتالى يمكن القول إن أالاحداث أضاعت كثيرا من الزخم الايجابى لصالح السياحة
.
ولعل ماحدث فى قمة وزراء السياحة فى العالم والتى عقدتها منظمة السياحة العالمية بالتعاون مع بورصة لندن وحضرها 86 وزيرا للسياحة فى العالم وقادة السياحة والطيران ورغم أن القمة كان موضوعها السياحة فى زمن عدم الاستقرار
وكان الحديث فيها بين الوزراء عن التحديات التى تواجه السياحة العالمية إلا أن الوزراء فوجئوا بوزير الصناعة والسياحة فى النرويج يتحدث عما يحدث فى منطقة الربيع العربى و قال إن دول هذه المنطقة عليها أن تساعد نفسها إذا كانت تريد سياحة وذلك بأن تلتزم بالتسامح وعدم التعصب وأن تعرف شعوبها ذلك
. إن هذا عدم فهم لما يحدث فى الشرق والاعتماد على ماتبثه بعض وسائل الاعلام بغرض الاثارة والمبالغةاو الهدم
.
لقد جاء هذا الحوار فى قمة وزراء السياحة ليؤكد بقوة أن السياسة قبل السياحة أحيانا.
وأن مستقبل السياحة الاردنية سيتوقف على حجوزات الدقيقة الاخيرة وأن شركات السياحة العالمية الكبرى فى انتظار ماسيحدث فى الشرق سياسيا فهل بقدرة اعلامنا ان يقول كلمه حق في بلده وهل بمقدور سفاراتنا وقنصلياتنا ومكاتب السياحة والسفر انيكونا دعاه ومروجين ومسوقين للامانه والواقع و يرسموا الصوره الحقيقية من خلال اماكن تواجدهم.... وهل بامكان مواطننا اين كان ان يدعوا العالم للاردن مستثمرا كل مقومات وعناصر السياحة المميزه سيما وان المغطس اليوم ازدان واستعد لاستقبال البابا و الحجيج من المؤمنين بالعالم.. المغطس الذي تعمد به المسيح هنا على هذه الارض المباركه ...وان البابا سيكون بيننا بعد ايام
ومن هنا وبهذا المقام اقول اهلا بالبابا ومن معه اهلا بالمؤمنين ياتون الينا من كل حدب الى ارض باركها الله
ولايسعني الا ان اتقدم من وزير السياحة والاثار وهيئه تنشيط السياحة ممثله بالوزير الشاب على الدور الكبير الذي قام به من دعوه للسفراء الاصدقاء ورجال الطوئف المسيحيه وشركات السياحة والسفر العالميه والاعلاميين البارزين لوضعه بصوره البلد تاريخا وانجازا واستعدادا هذا الدور الذي نقل العالم الى موقع اختاره الله مثلما اختارنا له
نعم البابا سيكون بيننا بعد ايام
ومن هنا وبهذا المقام اقول اهلا بالبابا ومن معه اهلا بالمؤمنين ياتون الينا من كل حدب الى ارض باركها الله