إصمت يا هذا ... إنها

"إللي بالرجال .. بينعد ... قول مأثور يؤكد حقيقة الرجال الكبار , الذين تبقى سيرتهم الطيبة وبصماتهم الخالدة , نبراسا يُضيئ سجلهم الناصع المشرق .
ونتوقف عند ذاكرة الكبار من رجالات الدولة والوطن , الذين كبرت فيهم المناصب , ولم يكبروا هم بها , لأنهم كبار في مكارمهم واخلاقهم ومواقفهم الشامخة .
نتذكر .. انه وعندما إندلعت احداث معان عام 1989 " هبة نيسان " وخلال جلسة طارئة لمجلس الامن القومي, تنطح احد الوزراء في حكومة زيد الرفاعي في تلك الحقبة بالقول :" سأحرق الاخضر واليابس في معان " ..!
وهنا .. تصدى مدير الامن العام " انذاك " الباشا عبد الهادي المجالي لذلك الوزير الطائش , مخاطبا إياه والباشا المجالي يشير بعصاه العسكرية نحو وجه ذلك الوزير حيث قال المجالي له : " إصمت يا هذا .. انك لا تعرف ماذا تعني معان للوطن والدولة .. إن معان الأهل والعزوة والعشيرة .. فإحفظ عليك كلامك ...
نتأمل باعتزاز مواقف الكبار امثال الباشا الاجودي عبد الهادي المجالي , كيف كان ولا يزال الوطن والشعب في عرفه اكبر من مناصب زائله وعنتريات موثورة .. وكيف كانت حكمة الباشا المجالي في التعامل مع الاحداث بعقلانية ابن عشيرة كبيرة , وبأخلاق تربى عليها في مضارب الزعامة والمكارم .. لذلك بقي الباشا المجالي في وجدان أهل الجنوب والوطن زعيما وطنيا ورمزا من رموز الدولة , سيبقى مشرقا فينا بمواقفه الشامخة ورجولته وشجاعته في الانتصار للشعب الاردني .. ومهما كان الثمن ..
أطال الله تعالى في بقاء الباشا عبد الهادي المجالي ومتعه بموفور الصحة والعافية .. ونقول لمن يريد ان يتعلم ان يقرأ كتاب الباشا عبد الهادي المجالي المكلل دوما بالنور والنوار .. ما بدل ابدا .. عن محبة الاردن وأهله .. تبديلا ..