الهجرة الفلسطينية والكالوتي من جديد

قبل 66 عاما من اليوم قامت في فلسطين دولة اسرائيل بقرار اممي وبوعد بريطاني باقامة دولة لليهود في فلسطين وذلك مباشرة بعد قيام الثورة العربية الكبرى واستبدال الحكم العثماني بآخر بريطاني ، على الرغم ان صفحات التاريخ العالمي تؤكد ان البريطانيين والفرنسيين التقوا واتفقوا قبل قيام ثورة العرب على تقاسم وتقسيم العالم العربي وكانت فلسطين ضمن الحصة البريطانية التي وعدت اليهود فيما بعد بانشاء دولة يهودية خالصة لليهود في ارض اجدادهم وانبيائهم التاريخية فلسطين وتجميع يهود الشتات فيها وفي الوقت نفسه وعدت بتزويد ما عرف فيما بعد بامارة شرق الاردن بالسكان لتغطية المساحة الصحراوية من فلسطين شرقي نهر الاردن .
منذ 66 عاما ولا زال مشهد المسيرات والشعارات الرنانة والكلام الفارغ يتكررفي عمان في الخامس عشر من اياريوم قيام دولة اسرائيل ، حيث يعيش غالبية الفلسطينيين الذين قدموا الى الاردن ، اذ عاش الفلسطينيون ولا زالت القلة القليلة منهم ممن بقوا على قيد الحياة يعيشون على اوهام العودة ومنهم من يحتفظ بمفاتيح بيته ومنهم من يقف على الحدود في مثل هذا اليوم من كل عام ليطل على ارض اسمها فلسطين ، نعم دأب البعض الفلسطيني من البسطاء على احياء ذكرى الهجرة الفلسطينية واقول الهجرة لان هذا ما اطلق عليهم هنا في الاردن حينها " المهاجرين " وعلى الاردنيين " الانصار " ولا زالت هذه المصطلحات تستخدم ويتم التأكيد عليها في كل مناسبة اليوم . وهنا لا بد من الاشارة بانه وعند الحديث في السياسة لا بد من معرفة التاريخ جيدا باعتباره حاضنة الماضي والحاضر والمستقبل ولا يمكن باي حال من الاحوال تغطية الاحداث كما الشمس بغربال. وامام المشهد السياسي القائم منذ الهجرة وحتى اليوم يجب النظر الى الواقع كما هو دون تجميل او انحراف ، اسرد ذلك وانا اقف امس في ساحة مسجد الكالوتي واشاهد ما سمي بالمسيرة او الاعتصام بمناسبة " النكبة " اقول هذا وانا مثل الملايين من الاردنيين نطالع بيانات التنديد والشجب قد ملأت شاشات التلفزة تنطلق من حناجر الاذاعات وتغص بها صفحات الصحف والمواقع الالكترونية وكلها للاسف لا تعدو كونها تمنيات واوهام لا علاقة لها بالواقع القائم منذ 1948 وما هي الا شعارات تتكرر كل عام في مثل هذا اليوم وينساها الناس بانتهاء الفعالية وبعد العصر . تفاجأت بالامس امام الكالوتي بتجمع المئات يرفعون الاعلام الفلسطينية فحسبت للوهلة الاولى اني في رام الله ولولا رؤية قوات درك اردنية لما صدقت باني في الاردن وطبعا هذا لا يجوز لانه لا يجوز رفع اي علم على الارض الاردنية غير الراية الاردنية ولكن ليس هذا المقصود لان حيطنا نحن الاردنيين يبدو للبعض واطيا باعتبارنا الانصار الملزمين بالتحمل ؟؟؟؟؟؟ ولكن ما اثار دهشتي والكثير من الحضور هو عدد الاحزاب والمنظمات ومنها فلسطيني بالاصل في هذه الفعالية وتعالوا نرى على التوالي : 1- جماعة الكالوتي ( جك) وكلنا يعرف الجك كرافعة للسيارة ؟ 2- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الاردني ( واذا ما خاب ظني هو منبثق عن الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين ) 3- رابطة الكتاب الاردنيين 4-جمعية مناهضة الصهيونية 5-الحزب القومي السوري الاجتماعي 6-لائحة القومي العربي 7-جبهة العمل القومي 8-المنتدى العربي الناصري 9-التجمع القومي العربي في الاردن 10-تجمع احفاد كنعان 11-الجبهة الشعبية / القيادة العامة 12-حركة فتح الانتفاضة 13-السياج الشعبي العربي 14-الفعاليات الوطنية في الزرقاء 15- الفعاليات الشعبية في اربد وكلها تصطبغ بالعروبة والقومية لا بالطابع الاردني حقا هالني كل هذا العدد واستوقفتني العديد من الاسماء التي لم تخطر على بال احد ليبرز عندي سؤال : اذا كان لدينا كل هذه الفعاليات الحزبية والسياسية فلماذا لم نتمكن حتى اليوم من انتخاب مجلس نيابي واحد على اساس القوائم الحزبية لانه ما دام يوجد لدينا كل هذه الاحزاب فان ذلك يعني باختصار ان كل الاردنيين منخرطون في العمل السياسي وبالتالي قادرون على تشكيل الحكومات الحزبية ، كما نط سؤال اخر يقول لماذا تحولت القوائم الحزبية التي ارادها جلالة الملك في انتخابات المجلس النيابي الحالي الى قوائم رجالات اعمال وبارونات بزنس وعندنا كل هذه القوى السياسية ؟ طبعا في الخوض في اعماق هذه التنظيمات نلاحظ ان غالبيتها تمثل الشريحة الفلسطينية ، حيث نرى بعلانية فتح الانتفاضة والجبهة الشعبية والديمقراطية ولا ندري من هم احفاد كنعان وغيرهم من رافعي الشعارات وحاملي اليافطات ومن يقف ورائهم ويدفع بهم للاضرار بالاردن وتشويه سياسته وعلاقاته الخارجية؟ . ولنأتي على الشعارات المكررة في كل المناسبات وطرحتها جماعة الاخوان المسلمين من قبل ولا تزال هي نفس الشعارات واقتبس منها : لا سفارة للكيان على ارضك يا عمان .
لا سفارة ولا سفير والرابية بدها تحرير .
شيل العسكر عن الحدود حدود الضفة الغربية واللي بده الارض تعود يحمل البندقية ولا يساوم ع القضية هذان الشعاران استوقفاني متأملا حول نضوج او عدم نضوج عقول رافعيها ، كنت ذكرت قبل قليل بانه لا بد للسياسي من دراسة وفهم التاريخ دون مجاملة او تجميل فهل يدرك اصحاب هذه الشعارات ما يقولون مع الواقع القائم ؟ وهل يريدون لنا في الاردن هجرة على غرار هجرتهم ؟ لان الواقع والمنطق يقول اليوم بان الغلبة للقوة شئنا ام ابينا واسرائيل اذا تركنا الحدود لاعمال الارهاب سترد بالطبع ونحن ننطلق من الواقع بان الرد سيكون دمارا لنا ولاقتصادنا فاي بندقية التي يتحدث عنها هؤلاء ؟ ربما بندقية الماء التي تزودنا بها اسرائيل ؟؟ وحول تحرير الرابية فهذا كلام فيه تجاوز على السيادة الاردنية بشكل فاضح وصريح ولا يجوز القبول به لان ليس لنا ارضا محتلة والاردن يبسط سيادته على كافة اراضية اما السفارة فهي قائمة بناء على مصالح وطنية عليا ووفقا لاتفاقية السلام مع اسرائيل . يشد انتباهي ايضا وجود تنظيمات فلسطينية علانية مشاركة في فعالية على ارض الاردن وهو ما لا نقبله كأردنيين لان العمل السياسي على الارض الاردنية محصور للاردنيين ولاحزاب اردنية ليست دخيلة او تابعة الى منظمات يصنف بعضها عالميا على لائحة الارهاب . كما لا يفوتني استنكار الشعار المطروح لا للتوطين والتعويض ..انها مهزلة والله يلهثون وراء المصالح الشخصية طلبا للهوية البديلة بدءا بالاسرائيلية حتى الاردنية ومن جاء بالامس مهاجرا او لاجئا اخذوا كل شيء ولا زالوا يتسترون بقناع "العودة " واغلبهم لا يعرف عن فلسطين غير الاسم ، حصدوا المناصب واستولوا على المكاسب ويطالبون بحق التعويض ؟ عجبا هذا الامر ولا يحدث الا في الاردن . وفي هذا اليوم يوم الهجرة ادعو كل الفلسطينيين في الاردن العيش كما اراد وتريد لهم القوى العالمية وان يحافظوا على امن واستقرار الاردن لانه لن يسمح لهم الاردنيون العبث بوطنهم الاردن ولا الاستقواء مهما بلغت سلطتهم الاقتصادية في السوق والسياسية في مؤسسات الدولة فالاردن للاردنيين وهذا تاريخنا وشعارنا المطروح منذ 1928 في المؤتمر الوطني رضي من رضي ومن لا يرضى نقول له دربك خضراء.