أبطال من صفير في أزمة السفير

ها هي أزمة السفير الأردني في ليبيا قد انتهت بحمد الله بعودة السفير إلى أهله ووطنه سليما معافى ولم يمسس بسوء, مقابل اطلاق سراح (ارهابي) محكوم بالسجن المؤبد في الأردن, بتهمة محاولة تفجير كبرى في المملكة (حسب ما نسمع من وسائل الإعلام المختلفة) وها هو السفير المخطوف يستقبل الارهابي بين أهله وأقاربه في مدينة بنغازي, وبعد استقبال الارهابي يستقل السفير نفس الطائرة للعودة إلى الأردن. 
المعادلة واضحة وضوح الشمس مجموعة ارهابية تختطف سفير دولة لإجراء صفقة تبادل بين دبلوماسي بدرجة سفير وارهابي بدرجة (حقير) وتستجيب الدولة لهذه المجموعة الارهابية وتتم عملية التبادل, ويعود كلا من الدبلوماسي والارهابي إلى أوطانهما ويستقبلان استقبال الأبطال, هذه المعادلة غير الرياضية الشاذة يمكن تبريرها بحجة قوية ولا تقبل التأويل بأن استعادة السفير مهمة جدا ويمكن تقديم أغلى الأثمان في سبيل ذلك هذه كرامة المواطن الأردني الذي يستحق ذلك, حتى لو غضبت كل الدول التي تنادي بضرورة عدم الاستجابة لمطالب الارهابيين حتى لا يتمادى هؤلاء بعمليات الخطف من أجل تنفيذ هكذا صفقات, حجة قد تقبلها الدول نظريا ولكنها صعبة التنفيذ عمليا وقد تقوم حروب من أجل انقاذ مواطن. 
نقطة أول السطر أنتهى الموضوع, اما نراه ونسمعه ونقرأه من وسائل الاعلام المختلفة التي تصنع أبطالا (قيل سابقا من كرتون أو غيره وهي أشياء ملموسة على هشاشتها) ولكننا نسميها اليوم أبطالا من صفير (صوت بدون صورة وغير ملموس) ما هذا التسابق المحموم لتحديد أبطال صفقة إطلاق السفير: رئيس الوزراء, وزير الخارجية, الأجهزة الأمنية, النواب, الأعيان, نجاح منقطع النظير, دبلوماسية فذة, نصر مؤزر, أين هذا؟ لا تستخفوا بذكاء الشعب المعادلة واضحة وقد كان الأجدر بنا استقبال السفير فرحا بعودته سالما والصمت عما غير ذلك, وهذه الصفقة لا تحتاج إلى بطولات كرتونية, الثمن معروف من أول لحظة وتم دفعه من أجل مواطن أردني عزيز على وطنه وأهله. 
وفي هذه المناسبة فأني أدعو الحكومة إطلاق سراح شباب الخلايلة الذين لم يخططوا لتفجير المطار ولم يكونوا في يوما من الأيام ارهابيين, وانما هتفوا منددين بسرقة أراضيهم التي هي من حقهم قبل قيام المملكة الأردنية الهاشمية بمئات السنين, وكذلك تقديم الاعتذار رسميا عن المشاهد التي أساءت للوطن والدين في معرض سوفكس, أين هؤلاء الأبطال؟؟؟؟؟ من هذه المواضيع.