الصحافة الاردنية تسأل عن الزعيم العربي المقبل بعد القذافي اول اعتصام في تاريخ 'الرأي' والدعوة للملكية الدستورية انتقلت للشمال

 

 اخبار البلد- من بسام البدارين: بدأت اجواء الانتفاضات في العالم العربي تؤثر على الواقع الاجتماعي والصحافي في الاردن عشية التجيهز الجماعي لانتخابات نقابة الصحافيين التي ستحصل في نيسان المقبل حيث عايشت صحيفة 'الرأي' كبرى صحف البلاد اعتصاما هو الاول من نوعه للمطالبة بامتيازات وظيفية وعدالة في الرواتب وللمطالبة ايضا برفع سقف النشر في هذه الصحيفة وتعزيز الحريات الاعلامية.

وتجمع عشرات من العاملين في 'الرأي' امام بوابتها لرفع هذه المطالب في خطوة تسبق صراعات مراكز القوى بالجسم الصحافي عشية انتخابات نقابة الصحافيين، فيما انتهت بسلام ما سميت بالمسيرة الاضخم في الحراك الاجتماعي وسط العاصمة عمان بحضور مكثف لرجال الامن للفصل بين مسيرتين الاولى تطالب بالاصلاح واسقاط الحكومة والثانية تطالب بوقف المسيرات التي تسيء لصورة البلاد والعودة للحياة الطبيعية.

واستعد عشرات الشبان من قطاع الحراك اليساري الشاب لاقامة اول مخيم اعتصام في تاريخ التظاهر والاعتصامات في البلاد، حيث اقيمت عشر خيام قبالة مقر بلدية العاصمة للتخييم في اعتصام دائم يطالب بالاصلاح والتغيير قبل بروز انتقال شعارات المناداة بالملكية الدستورية الى شمالي المملكة عبر مسيرة شارك بها المئات الجمعة في مدينة اربد.

وشكل الافراج عن رجل اعمال ووزير سابق فيما يعرف بقضية مصفاة البترول خبرا اهتمت به الصحافة طوال اليومين الماضيين فيما لا زالت الصحف تتابع بوضوح آخر نتائج تحقيقات اللجنة التي شكلت برئاسة وزير العدل حسين مجلي للتحقيق في حادثة اعتداء البلطجية الاسبوع الماضي على احدى المسيرات حيث تم ايقاف اثنين من البلطجية، فيما وضعت قائمة تضم 11 اسما اغلبهم من باعة البسطات في سوق السكر وسط العاصمة الذين يرون بان المسيرات المستمرة تعطل ارزاقهم وعملهم.

وعلى صعيد الحكومة ابرزت صحيفة 'الرأي' خبر تشكيل عدة لجان وزارية في وزارة معروف البخيت ستتولى احداها الحوار الوطني لمناقشة تعديلات على قانون الانتخاب وستتابع اخرى ملفات الفساد، فيما يفترض ان تبدأ الحكومة صباح الاحد بالتجهيز لبيانها الوزاري الذي ستنال على ضوئه ثقة البرلمان المتحفز بدوره لتقليص حجم الثقة بوزارة البخيت.

واكد الكاتب في صحيفة 'الغد' محمد ابو رمان بان الاولوية الاقتصادية لا زالت تتصدر اولويات الناس، وقال: الفارق بين الحالة الاردنية والحالات العربية السابقة انّ المواطنين لم يصلوا بعد الى تركيب 'معادلة' الربط بين الظروف الاقتصادية الراهنة الصعبة ومعاناتهم اليومية في التعامل معها وبين ضرورة الاصلاح السياسي وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، ما يساهم في الحدّ من الفساد وتوزيع السلطات، والانفتاح السياسي الذي يخفف من مستوى الاحتقان.

في المقابل، فانّ اولوية الاصلاح السياسي وضرورته ارتفعت لدى قادة الرأي، مقارنة بالاستطلاعات السابقة، وان كان تطورا محدودا وليس كبيرا، لكنه مؤشر على احتمالية كبيرة لانتقاله من النخب السياسية الى الرأي العام، ما يخلق 'المعادلة' التي ما تزال مفقودة الى الآن.

وتابعت الصحافة باهتمام بطبيعة الحال احداث الجماهيرية الليبية ولاحظ رئيس تحرير 'العرب اليوم' فهد الخيطان انه منذ ثورة التونسيين شعر القذافي بالخطر فخرج الى وسائل الاعلام يهاجم من سماهم بالغوغاء ويكيل المديح لرئيس مستبد مثل بن علي، يومها قال ليبيا ليست مثل تونس، وبعد ثورة 25 يناير العظيمة في مصر عاد القذافي ليكرر العبارة نفسها مضافا اليها مصر 'ليبيا ليست تونس او مصر'.

وتساءل الخيطان: ترى من هو الحاكم الذي سيخرج بعد القذافي ليقول 'بلدي ليست تونس او مصر او ليبيا'؟.

وفي 'الدستور' انتقد الكاتب ماهر ابو طير ظاهرة البلطجية الجديدة على الاردنيين وقال: التحقيقات حول من ارتكب كارثة الجمعة الماضية، سرية لكنها يجب ان تخرج بنتائج سريعة، لان الصور موجودة، والوجوه معروفة، حتى لا تذهب القصة الى مدفن لجان التحقيق السابقة، التي شهدنا تشكيلها ولم نسمع نتائجها. 

واضاف الكاتب: 'البلطجة' لا تليق بنا، ولعلنا نراهن للمرة الاخيرة في حياتنا على لجنة التحقيق، وهل ستحاسب من اعتدوا على الناس حقا، ام ان القصة سيتم حلها بتبويس اللحى وصب فناجين القهوة السادة، كما هي عادتنا؟