الضمير بين النائب و الوزير ...

مجلس الأمة مجلس عظيم، يقدم للأمة تشريعات تخدمها وتخدم مصالحها، ولكن باشتراطات معينة يجب أن تكون موجودة بمن يمثلها بهذا المجلس حتى تتحقق الغاية المرجوة وهذا ما ندر وجوده اليوم في بعض النواب , لذا نرى في اجنداتهم البرلمانية موعدا لمقابلة الوزراء في كل صفحة من صفحات اجنداتهم، وهذا ما يقلل من هيبة البرلمان ولهذا نرى ان المجلس مقيد لا يخدم الامة بالشكل الصحيح والمثالي، فكيف يكون هناك مجلس مثالي ؟ وكيف يقوم النائب بدوره التشريعي والرقابي ؟ وكيف نرى أمة تزدهر وتتطور؟ كل هذه الاسئلة تطرح لتحقيق غاية يطمح لها كل مواطن وتطمح لها كل حكومة تتولى دفة ادارة هذا الوطن الذي لا يستحق ما يفعل به، بسبب جهل بعض نوابنا الافاضل. 
المجلس المثالي ينحصر بوجود اعضاء يكونون أهلا للرقابة والتشريع ولا تكون اسماؤهم على قائمة المواعيد في اجندات الوزراء لتخليص معاملة او لتعيين موظفين او للتوسط بمناقصة وغيرها من الامور التي اعتاد المواطن سماعها في الدواوين، ومتى الغيت المحسوبية من حياتنا يلغى معها الفساد، ويكون النائب حرا بالمحاسبة كما هو موجود في البرلمانات الاوروبية والدول المتحضرة، وما سيكون ردة فعل الوزير اذا لم يجد اسم نائب واحد من النواب في قائمة مقابلاته اليومية غير التفكير الف مرة بانه تحت مجهر الرقابة , وبهذا يتقن عمله ويقوم بدوره المطلوب على اكمل وجه. 
كل نصوص الدستور تعطي الحق للنواب ان يساءلوا الحكومة عن جميع اخطائها، ولكن ما اراه اليوم ان بعض نواب مجلس الامة لا يستطيع ان يستخدم هذه الصلاحيات وذلك لتضارب بعض مصالحة وتوقف معاملاته وبهذا يعطي الجرأة لاي مسؤول بأي وزارة كانت ان يتجاوز ويسرح ويمرح كما شاء لانه يعلم ان النائب عاجز عن مساءلته لانه مرر له معاملاته ولهذا تطبق نظريه «طعمي التم، تستحي العين» . 
وفي حال محاربة النائب في البرلمان لذلك المبدأ لن يجرؤ اي مسؤول حكومي على مخالفة القانون وبهذا تدار عجلة التنمية خوفا واستحياء. 
وكذلك عندما نكون نحن المواطنين على قدر المسؤولية ونكون صريحين في طرحنا ومحاسبتنا للنائب الذي يزور دواويننا ونقول له كف عن ايذاء ابناء هذا الوطن وكف عن زياراتك للوزراء وكف عن واسطاتك التي ما انزل الله بها من سلطان، ولكي لنتطور ونزدهر يجب علينا ان نراعي الله في اختيارنا لمن سيمثلنا في البرلمان، فلا نجامل على حساب وطننا الغالي ولا نأخذ مبدأ القرابة والقبلية والمذهبية والمعاملات كأساس نرتكز عليه لاختيار ممثلينا في هذا البرلمان الذي به نحقق مستقبل ابنائنا ونرسم ازدهارنا وتقدمنا . ان تطورنا و ازدهارنا و تأمين مستقبل مشرق و عيش شريف , مرتبط ارتباطا وثيقا بتحكم ضميرنا و تغيير ما بأنفسنا , كما جاء بقوله تعالى في كتابه الكريم بسورة الانفال «ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العلي العظيم.