سوفكس جسد الواقع واحترم الإسلام

نص المقال : معرض سوفكس الذي انطلق منذ عام 1996 ووصل لمستوى انجاز واضح للقوات المسلحة الأردنية على مدى عقدين وخصوصاً في الدورة الاخيرة التي شهدت مشاركة 41 دولة عالمية و371 شركة متخصصة في مجال تصنيع وتطوير معدات العمليات الخاصة والأجهزة الأمنية المختلفة هل أصبح نجاحه شوكة بحلق الحاسدين ؟ لأنني أؤمن ان أي نجاح في الوطن العربي سيشهد مقاومة شرسة لأننا في الوطن العربي نكره النجاح ونكره الإنجاز الوطني وعلينا ان نعترف بهذا ! ، هل لأن التمرين العملياتي المشترك التي نفذته العمليات الخاصة الأردنية وبالتنسيق مع الأجهزة الامنية المختلفة كان واقعياً يعبر عن ما يحدث في المنطقة تماما من تطرف وتشويه لصورة الإسلام السمحة ؟

أكره التحدث بالعاطفة التي تطغى على الكثير من احكامنا المتسرعة الغير منطقية ، وواقعيا ومنطقياً الغرب هو من شوه صورة الإسلام السمحة وادخل التطرف والإنقسام الديني بين المسلمين وادخل مفهوم الإرهاب والعمليات المسلحة المنظمة وربطه بهم ، لكن الواقع الأكبر ان المتطرفين من حملة الدين الإسلامي الحنيف والدين بريء منهم بالطبع لأنهم فهموا الدين بأسلوب مغيب عن رسالته الحقيقية (بغض النظر عم المستوى التعليمي والوضع المعيشي لهذه الفئة )، هم من انجحوا مشروع الإرهاب بصورة الدين الإسلامي ، تمرين العمليات الخاصة المشتركة الذي نفذ في قاعدة الملك عبدالله الأول الجوية كان واقعي لما يجري من احداث في الإقليم الملتهب ، فلو استعرضنا الأحداث والعمليات الإرهابية في السنوات الأخيرة سنجد ، أن من نفذ عملية تفجير الفنادق الأردنية عام 2005 هم تنظيم القاعدة (العراق) والذي يسمي نفسه بالجماعات الإسلامية المسلحة ، لو استعرضنا الإقليم سنجد ان دخول الولايات المتحدة للعراق واحتلالها عام 2003 بغض النظر عن الأسباب والغايات المعلنة للإحتلال ، قد روجت لمشروع الإرهاب والتطرف واوجدت له مأوى في المنطقة وما نشاهده اليوم في الأنبار العراقي هي صورة واقعية مخطط لها ومن الأهداف الغير معلنة التي حققتها الولايات المتحدة ضد الإقليم ، ناهيك عن الأزمة السورية التي انحرفت عن مسارها الذي كان ينادي بإصلاحات سياسية للنظام السوري وأصبح الأن مجرد نزاع بين جبهتين لا تهتم بالأرواح والمدنيين ، لا تهتم سوى بالسيطرة على المناطق السورية وبسط النفوذ وكسب التأييد من جهات دولية متطرفة ، فالنزاع السوري الذي دخل عامه الرابع لم يعد نزاعاً سوريا فالدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) وجدت بيئة خصبة لتنمو فيها وتركز الركائز للعمليات المنظمة في المنطقة ، والتيار السلفي الجهادي وجد فرصة أكبر لإبراز دوره في التطرف وغسل الأدمغة بالجهاد الكاذب الذي يدعى أنه يمارس في سوريا ، والتنسيق مع جبهة النصرة جلي واضح للعيان والتي قتلت احد قادتها قبل ايام لأنه يحارب الجماعات الإسلامية بقراراته وتنسيقاته ، والنظام السوري الذي بدأ يستفيد منهم في محاولة لتصدير الأزمة للخارج وجعلها ازمة اقليمية في الأراضي الإقليمية لتخفيف ضغط المجتمع الدولي على النظام السوري ، كل هذه الصور وغيرها الكثير في عام 2013 تحديداً التي تمارسها (الدولة الإسلامية العراق وسوريا [داعش] – التيار السلفي الجهادي – تنظيم القاعدة – حركة طالبان في افغانستان والتي اعترفت بها دولة اسلامية بحجم المملكة العربية السعودية كحكومة شرعية في افغانستان ) أليست صوراً منطقية تجسد روح التمرين وتؤكد على الغاية منه ؟ .

الأردن وبتوجيهات ملكية حارب الإرهاب الديني ووضح رؤية الأردن لهذه الفئات ، حين أصدر عام 2006 ما يسمى برسالة عمان والتي جاءت لتوضح رسالة الإسلام السمحة وما يتعرض له الإسلام من هجمات تستهدف صورته المشرقة ، الرؤية الملكية في التعاطي مع الازمات بطريقة دبلوماسية سياسية جنبت الأردن الإنجرار في مسالك الإرهاب ، والدولة الأردنية هي أحرص الدول على صورة الإسلام المشرقة لأنها دولة اسلامية سنية متعددة المذاهب تجسد رسالة الإسلام التي تتعايش مع مختلف الأديان ، الإسلام ليست مجرد إلتحاء للرجال فهناك حملة للدين اليهودي ملتحين بلحاء أطول من ذاك الذي عند المسلمين والإسلام ليس مجرد حجاب وخمار ترتديه النساء المسلمات ، الإسلام دين وسطية واعتدال وتسامح وعقيدة غير مغيبة عن ما ورد في القرأن والسنة من احكام توضح مفهوم الجهاد تحديداً وكل المفاهيم التي تبنى عليها المجتمعات الإسلامية التي تقدس الروح البشرية التي اصبحت في زمننا الحاضر وقود الشعوب ، الطلب بمقاضاة دولة رئيس الوزراء د.عبدالله النسور (وزير الدفاع) طلب غير منطقي لمحامين اردنيين يحاولون كسب شعبيات على حساب نسبة كبيرة من اشخاص يتعاطون مع القضايا بعواطف أكثر من الواقع والمنطق .

الأردن قبل اسابيع دمر عن طريق سلاح الجو الأردني 3 سيارات محملة بالأسلحة والمتفجرات كان برفقتها اشخاص ارهابيين من الذين يرتدون اللباس الأفغاني ويلتحون بالإلحاء الذي يعبر عن الإسلام كما تقول العاطفة الشعبية ، والهدف كان مقاومة وتدمير مكافحة الإرهاب ، كان لديهم خطة لذلك ، الأردن تعاطى مع التمرين بمنتهى المنطق والواقع والحل السياسي المستقبلي إذا قسم سوريا سنشهد اقليم خصب للإرهاب والتطرف الديني الذي لا يعبر عن الدين الإسلامي الحنيف سنشهد عودة جماعات غسلت ادمغتها في النزاع وضللت عن الإسلام ، النظرة المنطقية اعم واوسع واشمل من النظرة العاطفية المتقوقعة والدولة الأردنية هي روح الإسلام السمح ولم ولن تمس هذا الدين دين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) جد القائد الهاشمي عبدالله الثاني بن الحسين ، فالتمرين منطقي وواقعي للغاية ولم يمس الإسلام بل وضح الفرق بين الإسلام الوسطي الحنيف وحملة رسالته وبين حملة الإسلام المتشدد الذي يتبرأ منه الدين الإسلامي وتتبرأ منه الأردن .

بقلم الكاتب السياسي قصي حرب