حالة غريبة عجيبة!!
جنون القذافي حقيقة ثابتة لا تخضع للنقاش ،أثبتها هو نفسه بممارساته وبهلوانياته منذ "الفاتح" من أيلول 1969 وحتى الآن .ولكن يبدو أن الرجل تجاوز الجنون التقليدي الى حالة غريبة عجيبة ، ستبقى ماركة مسجلة يحفظها التاريخ باسمه ،وأشك أن علماء النفس مجتمعين يستطيعون تصنيفها الا بعد حين .هذا ما تأكد لكل مراقب ومتابع لما يجري في ليبيا في هذه المرحلة الفاصلة.فقد خرج القذافي على مجموعة من الناس تم تجميعهم في ما يسمى الساحة الخضراء يوم الجمعة 25 شباط 2011 قائلا فض فوه من جملة ما قال :أيها الشباب ،خذوا راحتكم في الشوارع ،ارقصوا ،وامرحوا ...".مثل هذا الكلام لا يمكن أن يخرج عن انسان سوي ،ولا يمكن أن يكون قائله مجنونا عاديا حسب حدود الجنون التي توافق عليها ،وتوصل اليها الطب النفسي والبشري حتى الآن .ليبيا من أقصاها الى أقصاها تنزف ،والدم يتدفق في كل أنحائها، كثمن لا بد منه للتخلص من رجل معتوه ، حكمها بالتجهيل والحديد والنار 42 عاما ،وهذا المعتوه يدعو شبابها الى الرقص والغناء والطرب،ولا أستبعد أن يطلب من صديقه برلسكوني عددا من الراقصات وبائعات الهوى خلال الأيام ،وربما الساعات المتبقية له !!!.لست خبيرا في علم النفس ،ولكن من الواضح حسب معلوماتي المتواضعة في هذا المجال ، أن هذا المعتوه بلغ به جنون العظمة حدا مخيفا ،جعله متوحدا مع أوهامه وهواجسه فقط لا يرى غيرها،وغير مهيأ للتعامل مع سواها .فهو لا يتخيل مجرد تخيل ما يحدث في ليبيا،ولا علاقة له البتة بما يجري حوله .ولا يتصور مجرد تصور أن عهده الى زوال ،وأن ليبيا بدأت مرحلة جديدة في تاريخها ،وهو ليس مستعدا لادراك حقيقة أنه لم يعد يسيطر الا على حي العزيزية في طرابلس .انه يعيش حالة وهم خطيرة، وأسيرعالم خاص به يزين له كل ما يقوم به من اجرام ، وسفك دماء ،ولا يرى نفسه الا زعيما أكبر حتى من ليبيا ذاتها!.لذا فان التكلفة التي سيدفعها الشعب الليبي ستكون عالية ،ولكن يبدو أن هذا الشعب العظيم مستعد لها في سبيل الانعتاق من حكم هذا المأفون.وأعتقد أن الذين انقلبوا على القذافي من المقربين اليه ،والأعرف بحقيقته ، وانضموا الى صفوف شعبهم ، أصابوا كبد الحقيقة ، عندما أجمعوا في أحاديث لعدد من الفضائيات ، على أن مصير القذافي سيكون واحدا من اثنين لا ثالث لهما :اما القتل ، واما الانتحار .