في عيد النصر على الفاشية

يحتفل العالم يوم غد الجمعة التاسع من ايار بالذكرى التاسعة والستين لانتصار الاتحاد السوفياتي والجيش الاحمرعلى الفاشية الهتلرية البغيضة بعد حرب طويلة استمرت اكثر من خمس سنوات تم خلالها تحرير دول وشعوب اوروبا والعالم باسره من خطر الفاشية الغيضة . بهذه المناسبة العزيزة اتوجه بالتهنئة والتبريك لكل الشعوب السوفياتية والشعوب التي ناضلت معها من اجل الحرية والسلام والشعوب المحبة للسلام في عالمنا المعاصر ، كما اهنىء قيادة الدولة الروسية الوريث للدولة السوفياتية لاقول كل عام والعالم ينعم بالمحبة والسلام.
نعم اكثر من عشرين مليون شهيد قدمت الشعوب السوفياتية في هذه الحرب ومثلهم من المفقودين واصحاب الاعاقات والتشوهات اضافة الى الدمار الهائل الذي طال جمهوريات الاتحاد السوفياتي الاشتراكية السابقة ، نستذكر بهذه المناسبة حصار المدينة البطلة الاسطورة ليننغراد وصمود ستالينغراد التي امتزج ترابها بالدم والحديد جراء القصف البربري الفاشي لها على مدى مئات الايام ، نعم نقف اليوم اجلالا واحتراما لتلك القامات العسكرية مثل جوكوف الذين كسروا الحصار وانطلقت جيوشهم في الزحف العظيم نحو برلين محررة بولندا وفرنسا وباقي الدول الاوروبية في طريقها الى البوندستاغ والرايخ الفاشي بعد ان شارفت قوات الرايخ على ابواب موسكو تتباهى بنصر لم يدم طويلا ليتحول الى هزيمة نكراء لا زال وسيظل العالم يحتفل بذكراها . تحضرني في هذا المقام والعاصمة الروسية موسكو تزهو اليوم ترتدي ثوب الانتصار والفخر تلك القرى والمدن التي مسحها الالمان الفاشيون من على وجه الارض واستذكر الرسائل البطولية التي كان يبعث بها الجنود الى اهلهم يؤكدون فيها النصر الحتمي ، رسائل حملت الثقة والطمأنينة ولكن بنفس الوقت اتذكر ومن خلال لقاءاتي بمن يسمون " الفيتيراني " اي المحاربين القدامى ممن شاركوا في المعارك الذين اتيحت لي فرصة التحدث اليهم خلال سني دراستي في موسكو الاحاديث الطويلة عن البطولات الفردية والانضباط العسكري والمعاناة من قلة المواد الغذائية والطبية يسردون هذه القصص مغمسة بالدموع فينزف القلب حزنا ولكن سرعان ما تعود البسمة الى وجوههم وهم يستذكرون دخول برلين واستسلام الرايخ. نعم سنوات عجاف عاشها الشعب السوفياتي وقدم الملايين ولكنه كان مؤمنا بقيادته الصارمة ستالين هذا القائد الاسطورة الذي رفض مبادلة ولده الجندي بضابط الماني عندما وقع بالاسر ، مؤمنا بحتمية النصر . يفاخر السوفيات بقدرتهم على بناء الدولة ومؤسساتها واعمار المدن والقرى واعادة الزخم الاقتصادي والألق الثقافي والهيبة العسكرية لبلادهم في زمن قياسي ليصبح الاتحاد السوفياتي من جديد القوة الاولى عالميا وها هي روسيا اليوم بقيادتها الجديدة تواصل مسيرة البناء والتقدم على كافة المستويات. واليوم والعالم يحتفل بمناسبة الانتصار والقضاء على الفاشية نشاهد فكرا غريبا يطفو على السطح في الساحة الاوكرانية ، فكر الفاشية يقوده ويروج له مجموعات من الراديكاليين القوميين المتطرفين من الغرب الاوكراني بمسميات مختلفة ابرزها القطاع الايمن حملت الى كراسي الحكم طغمة فاشية تلقى رعاية وتأييد من الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الاوروبية متناسيين جراح الامس التي سببتها الفاشية وراحت تعيث بالبلاد فسادا وقتلا وتنكيلا باساليب يبدو تعلموها من كتاب هتلر ، ينفذون خططا لا شبيه لها الا في خطط الفاشية الهتلرية التي تم الكشف عنها مؤخرا وصلت حد الدعوة من قبل رئيسة وزراء اوكرانيا السابقة تيموشينكو لابادة الروس بالاسلحة النووية ، وكلنا شاهد يوم الثاني من ايار الجريمة الكارثة التي ارتكبتها المجموعات اليمينية الفاشية في مبنى النقابات بمدينة اوديسا بحرق المبنى بمن فيه مما اضطر الكثير للقفز من النوافذ طمعا بالنجاة ، وهؤلاءحتى لم يسلموا من البطش النازي ليتم لقضاء عليهم بالضرب بالعصي والحجارة ، اما الجثث فانتشرت في الشارع متفحمة في منظر لم نشاهده الا في افلام الحرب العالمية الثانية في ممارسات القوات الفاشية الهتلرية ضد اليهود والروس وباقي شعوب الارض ، والغريب في الامر ان كل هذا يحدث اليوم تحت صمت ، لا بل تأييد اميركي واوروبي.
غدا نحتفل مع باقي الشعوب التقدمية بعيد النصر وكلنا امل ورجاء ان لا تتكرر هذه الكارثة الكونية ونشد على الايدي جميعها الداعية الى السلام والمحبة بين الشعوب من اجل التعايش السلمي في مجتمع انساني ينبذ الفاشية والحروب ، مجتمع تسوده المحبة وكل عام والعالم بلا حروب .