الى أين نسير ؟

طعن شاب كان سيحتفل بزفافه الأسبوع القادم في الرصيفة بسبب زامور من سيارة أخرى ، شقيقان يقتلان شقيقتهما رمياً بالرصاص في عمان ، أب مسن يقتل إبنته بتهشيم رأسها بحجر بسبب ترك دينها ، أخ يقتل أخته طعناً لأسباب عائلية في الزرقاء ، مواطن يطلق النار على مصري ويرديه قتيلاً في الشونة الجنوبية ، مشاجرة مسلحة في حي نزال واطلاق للعيارات النارية ، معركة بالأسلحة الأوتوماتيكية لمدة أربع ساعات بين عشيرتين في الرصيفة ، سرقة 280 ألف دولار من مكسيكي في الجاردنز ، هذه حصيلة أحداث بداية الشهر فقط ، أما سرقة السيارات والمحلات والمنازل حدث ولا حرج ولا يكاد يخلو يوم منها ، مناطق غير خاضعة لسيطرة الأمن ، مناطق يزرع فيها الحشيش والمخدرات ، مناطق تستعمل فيها السيارات المسروقة وبدون لوحات وبدون مسائلة ، سرقة سيارات وإبتزاز مالكيها لإعادتها مقابل مبالغ مالية عينك عينك ، ولا أتحدث عن ضحايا حوادث السير حيث توفي نهار أمس فقط ١٢ مواطن بحوادث سير مختلفة . 
الى أين نسير ؟ لو قرأ أحدنا الأخبار التي أوردتها أعلاه قبل سنوات لتبادر لذهنه أنها في مناطق خارج الأردن الذي تميز بأمنه وإستقراره ووداعة أهله وطيبتهم ، ولكننا نقرأها اليوم ونمر عليها مر الكرام ونحن نعلم أنها تحدث داخل الأردن ، ماذا تغير في مجتمعنا ؟ أين هي قيمنا وتقاليدنا وعاداتنا وشهامتنا ؟ أين الأمن الذي كنا نفاخر به الدنيا ؟ 
إذا لم نسرع بمعالجة هذه الظواهر الجرمية الدخيلة علينا فإننا سنخسر ما تبقى من روابطنا وقيمنا الإجتماعية وسيصبح الأردن بلداً غير آمناً . 
لا بد من التوقف وبسرعة عن إشغال الأجهزة الأمنية وإنهاكها بالفعاليات السياسية والمسيرات والإحتجاجات والشغب الجامعي والمشاجرات العشائرية لتتفرغ هذه الأجهزة لواجباتها الأمنية وحماية أرواحنا وممتلكاتنا وإعادة نعمة الأمن والأمان اللتين كنا نتغنى وننعم بهما . 
اللهم أبعد السوء عنا وآمن روعاتنا، وآمنا في أوطاننا، واجعل هذا البلد آمنا سخيا رخيا، وسائر بلاد المسلمين . 
د عصام الغزاوي