مواطن يتهم مستشفى الزرقاء الحكومي بالتسبب بوفاة توائمه الثلاثة , محافظ الزرقاء يطلب تشكيل لجنة تحقيق ومدير المستشفى ينفي وجود تقصير

   

أخبار البلد- حسان التميمي -الزرقاء - اتهم مواطن زرقاوي مستشفى الزرقاء الحكومي بالتسبب بوفاة اطفاله الثلاثة "توائم" متأثرين بإصابتهم بنزيف حاد وتوقف القلب وجرثومة في الدم، بعد أن امضوا يومين عقب ولادتهم باسبوعين "من دون وضعهم في حواضن خاصة بالخداج او تقديم أي إجراء طبي أو علاجي لهم"، بحسب زعمه.


محمود بني عيسى وهو والد التوائم الثلاثة سجل الاحد الماضي، شكوى لدى محافظ الزرقاء للتحقيق فيما أسماه "تقصيرا وإهمالا"، أفضى الى موت اطفاله، من جانب قسم الخداج في مستشفى الزرقاء الحكومي متوعدا "المقصرين والمهملين" بالملاحقة القانونية لدى المحاكم. 


إلا ان إدارة المستشفى وعلى لسان مديرها الدكتور ياسين الطراونة، نفت وجود تقصير أو إهمال طبي، ولفتت في الوقت ذاته إلى تشكيل لجنة داخلية تضم رئيس قسم الاطفال والاسعاف والطوارئ والباطنية للتحقيق في مزاعم بني عيسى.


وقال الطراونة في اتصال هاتفي مع "الغد" أن المستشفى لا يرد أي حالة ولادة بيد أنه لا يتوفر حواضن كافية، مشيرا إلى أنه عمل على توفير حاضنة في قسم الخداج لاحد التوائم الذي لم يتجاوز وزنه عند الولادة كليو غرام واحد، فيما نقل الاثنان الاخران إلى مستشفى الامير فيصل الحكومي.


واضاف أن الأطباء الذين أشرفوا على عملية الولادة قاموا بتشخيص الحالة بشكل صحيح وإبلاغ والد التوائم بعدم وجود اسرة في الخداج. وتابع الطراونة أن لجنة التحقيق في شكوى الاب باشرت أعمالها بدراسة ملف الحالة وسترفع تقريرا مفصلا بذلك الى محافظ الزرقاء.


ويسوق الرجل الأربعيني الذي ما انفكت عيناه عن الدموع منذ لحظة سماع خبر وفاة اطفاله ما يثبت قوله في ان "المستشفى ماطل في وضع التوائم في حواضن الخداج رغم حاجتهم الماسة لأجهزة التنفس".


ويقول، تراجع زوجتي المستشفى منذ العام الماضي بعد أن اظهرت الفحوص الطبية حملها بثلاثة اجنة، حيث أكد الاطباء حينذاك ضرورة بقاءها تحت الملاحظة الطبية لان حالتها تعد "نادرة" كما يجب أن يوضع التوائم في الخداج لحظة الولادة.


وزعم أن الاطباء أكدوا له مرات عدة توفر اجهزة الخداج في المستشفى عند الطلب "فلا داعي للقلق"، مبينا أن زوجته ادخلت إلى قسم الولادة اواخر الشهر الماضي وامضت ثلاثة اسابيع قبل الولادة وأن "المستشفى كان على علم تام بحالتها الصحية وحاجة التوائم إلى الخداج".


ويروي بني عيسى تفاصيل ما جرى معه قائلا أنه تلقى اتصالا هاتفيا من عاملة التنظيفات في المستشفى لتخبره بأن زوجته ادخلت إلى غرفة العمليات وأنجبت ثلاثة ذكور، مشيرا إلى ان فرحته لم تكد تكتمل حتى افسدها تلكؤ قسم الخداج في المستشفى بوضعهم في الحواضن المخصصة لحديثي الولادة بحجة عدم توفرها و تلكؤ المدير المناوب في تحويلهم إلى مستشفى آخر.


وبين بني عيسى أن توائمه الثلاثة امضوا يومهم الاول في قسم الولادة "من دون عناية طبية خاصة"، وأن الاطباء زعموا بان الاطفال في حالة جيدة على اجهزة التنفس الاصطناعي، زاعما أنه اكتشف بالصدفة "زيف ادعاء الاطباء حين قامت شقيقته بالدخول عليهم فوجدتهم بلا حواضن ولا اجهزة تنفس ولونهم مائل للزرقة".


وروى كيف أنه لاحظ ان احد اطفاله يعاني من النزيف فاخبر احدى الممرضات، لكنها تجاهلت الامر وطلبت منه الانتظار إلى حين قدوم الطبيب في اليوم التالي.


معاناة التوائم استمرت ليومين ولم تكن لتنتهي لولا تدخل اذاعة الامن العام، بعد نداء استغاثة وجهه والداهما حيث قامت الاذاعة بالاتصال مع إدارة المستشفى والتي قامت على الفور بتأمين سرير في الخداج لاحد التوائم ونقل الاثنين الآخرين إلى مستشفى الامير فيصل لوضعهم على اسرة الخداج.


وبحسب بني عيسى فان توائمه الثلاثة امضوا اياما قليلة على اسرة الخداج، قبل أن تزهق ارواحهم على التوالي لأصابتهم بنزيف حاد وتوقف عضلة القلب وجرثومة في الدم.


ورغم إيمانه بقضاء الله وقدره فإن بني عيسى يرى أن "الجزء الأكبر من الفاجعة التي تعرضت لها اسرته يعود إلى "إهمال وتقصير الأطباء"، خاصة وأن الطبيب الذي اشرف على الولادة اخبره بحسب زعمه بأن التوائم ولدوا "مكتملي النمو" وكانوا في حالة صحية جيدة وانهم كانوا بحاجة فقط إلى وضعهم على اجهزة الخداج لاكتمال نمو الرئتين. 


ويطالب بوضع تشريعات طبية صارمة ودقيقة، تجعل من العقوبة التي توقع على الطبيب المخطئ أو المقصر رادعة".