المسلمين والمسيحيين عيش وتعايش !!!! المخفي أعظم .

 في البداية لن أدخل بموضوع الدين والديانات من الناحية الدينية والعقائدية فالدين لله والوطن للجميع وكلٍ له قناعاته . 

ولكنني سأتكلم عن الوجود المسيحي على هذه البقعة من الأرض وأقصد الشرق الأوسط ، فعمر الديانة المسيحية أكثر من 2000 عام وعمر الديانة الإسلامية أكثر من 1400 عام ، وهذا يدل على أن المسيحيين هم الأقدم سكناً ووجوداً بهذه المناطق وغيرها . 

في زمن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان للمسيحين حضوراً بكل مكان فقد أعطاهم حرية العبادة وحرية الدين ، وعاشوا المسيحيين والمسلمين كأنهم إخوة يأكلون ويشربون مع بعضهم البعض لا يفترقون إلا وقت الصلاة، فهذا يذهب للكنسية وذاك يذهب للمسجد ، والإثنين يصلون ويطلبون ويشكرون إله واحد . 

إستمر هذا النهج وهذه الحياة مئات السنين الى أن وصلنا الى هذا العصر والذي ظهرت به حركات إسلامية متعصبة للدين يكرهون المسحيين ويكرهون بعض المسلمين أيضاً . 

فقد بدأنا بالإخوان المسلمين مروراً بالقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من الأسماء حتى وصلنا الى داعش . 

هذه التنظيمات الإسلامية تكفر كل مسلم لا ينتمي لها ، فما حال المسيحي إذاً !!!! فهو من وجهة نظرهم ووجهة نظر بعض المسلمين هم كفار أصلاً ، طبعاَ هذه الجماعات المتشددة لا تحكم بالدين الإسلامي بل تفسر ما يحلو لها من آيات قرآنية كما ترغب هي وليس بالمقصود بها . 

فالمسيحيون بهذ البقعة من الأرض لا هم محسوبين على الغرب ولا هم محسوبين على الشرق ولكن من وجهة نظر المسلمين المتشددين هم محسوبين على الغرب الكافر . 

وفي الحقيقية أن المسيحيين في الشرق هم مسيحيون بالهوية ولكن ثقافتهم وتعليمهم وعقولهم إسلامية ، ولذلك نجد أن كثيراً من المسيحيين في هذه البلاد إن سنحت لهم الظروف بالهجرة أو السفر لا يترددوا أبداً كذلك بعض المسلمين أيضاً . 

قلت هذه المقدمة حتى أصل الى موضوع هو هش جداً وهي فكرة العيش المشترك والتعايش والذي نتكلم عنه بالإعلام الغربي والشرقي ونتطرق دائماً الى الحالة الأردينة بهذا الموضوع. 

وفي الحقيقة المرة أنه لا يوجد تعايش بل كل طرف مفروض على الأخر فأن سنحت الفرصة لكل طرف يكفر الأخر وهذا هو الواقع الأليم ، فموضوع الإجتماعات التي تحصل هنا وهناك بين رجال دين مسيحيين ومسلمين هي نوع من العرض الإعلامي ليس إلا ، والهدف هو الدعم المادي فقط . 

ففي أي لحظة يمكن أن تثور العاصفة الدينية والتعصب ، وإن كنت صديقاً مع بروفيسور متخصص في الذرة وتحدثت معه بالدين يصبح رجل أمي يصيح ويعربد ، لذلك دائماً أقول أن الدين قناعات وليست مصالح . 

فإذا اقتنع مسيحي بالدين الإسلامي فل يذهب، أقول إقتنع وهذه القناعة لها مقومات ولها شروط وليست مصالح شخصية من اجل حفنة من الدنانير أو للتهرب من قضية ما أو غسل دماغ وغيرها من الأساليب التأثيرية . 

لكن بالمقابل علينا أن نترك للطرف الأخر حرية الإختيار أيضاً ، بالقناعة نفسها وضمن المقومات والقناعات . 

قلنا مراراً وتكراراً أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، فموضوع الدين والتحسس غير مقتصر على متعلم أو مثقف أو غني أو فقير أو كبير أو صغير . 

وقضية الشكوى للسفارة الأمريكية أو المنظمات الأجنبية التي يتحدث عنها البعض بهذه القضايا هي غير مقتصرة على المسيحيين، بل كل شخص أو جماعة تشعر بالإضطهاد تذهب الى هناك إن كانوا مسيحيين أو مسلمين أو غير ذلك أقول هذا لأن المسيحيين متهمين بذلك من قبل هذه الجماعات . 

ما حدث في عجلون أخيراً مع الطالبة المسيحية التي اعتنقت الإسلام ولن أدخل بالأسباب وقام والدها بقتلها ، فبكل بساطة هذا الأب يعاقب على فعلته ما دمنا بدولة قانون والقضاء هو صاحب الإختصاص بإصدار الأحكام ، فلماذا كل هذه الأعمال التخريبية هناك ولمصلحة من ولأجل من ؟؟!! أمن أجل طالبة عمرها 20 عام قضت منهم 19 عام وعشرة اشهر وهي مسيحية وشهرين مسلمة !!!، وهل تستحق هذه الثورة وهذا التخريب ؟؟؟!!! . 

بكل بساطة من يرتكب فعل أو جريمة يعاقبه القانون إن كان جريمة شرف أو تغيير دين أو أي جريمة اخرى ، كان علينا أن نكون أوعى بالتصرف وبردود الفعل ، وإني أدعو الأهالي أن يكونوا قريبين من أبنائهم فلا يمكن أن نحاسبهم على تصرف ونحن أبعد ما يكون عنهم . 

فا والله أقولها بكل صراحة وبكل جرأة لولا هذه القيادة الهاشمية وحكمتها وتوجيهاتها للحكومة والأجهزة الأمنية لما بقي مسيحي واحد بهذا البلد ، رغم أنها بلدهم وهم الأقدم. 

على رجال الدين أن يكونوا حكماء وأن يكونوا قريبين جداً من الشعب ، لا أن يثوروا كل طرف على الأخر ، وعلى الدولة بكل مؤسساتها ودوائرها أن تحترم هذا الوجود وتعاملهم بإحترام وعدل . 

حمى الله هذا الوطن وأبعد عنه الفتنة فالدين لله والوطن للجميع، والانتماء والعطاء وحب الوطن لايقاس بالديانه ابدا .