معان ضحية مؤامرة مزمنة فإلى متى تظلّ جراحها نازفة ؟؟

أخبارالبلد- فلاح أديهم المسلم

لقد تابعنا على مدار ربع قرن نهج هذا النظام الذي يحاول شيطنة هذه المحافظة العريقة الشامخة الصامدة , نسمع عمّا ما يجري , ونتابع ما يتكرر بقلوب تعتصر ألما وتنزف قهرا , وندرك بأنّهم يريدون ايصال رسالة للجميع بأنّ هذه المحافظة حالة شاذّة تختلف عن غيرها في آلامها وآمالها فلذلك تعامل بالقوّة والقهر , وهم في الواقع يريدونها أن تكون عبرة لغيرها في سائر المحافظات الجريحة الذبيحة , وكنّا نؤمن يقينا بأنّهم يفترون على معان , ونؤمن يقينا بأنّ معان المجد والتاريخ والشموخ هي طليعة هذا الشعب , وهي تريد ما يريده هذا الشعب , سمعنا عن معان كثيرا ولكن بعد زيارتنا لها فقد أزرى العيان بالخبر , وصدق من قال " ليس المخبَر كالمعاين , لقد التقينا بنخبة من أخيارها وأحرارها على رأسهم عطوفة رئيس بلديتها في مبنى بلديتها , فسرّنا ما لمسناه منهم من وعي , وحكمة , وعقلانية واتزان على الرغم من أنّ المأسأة التي تعيشها معان منذ أكثر من ثلاثين عاما تفقد الحكيم صوابه , وتخرج الحليم من حلمه , وتيقنا يقينا لا يقبل الشك بأنّ معان لا تريد إلاّ ما يريده هذا الشعب الصامت صمت الحليم الكاظم الغيظ , فمعان تريد وطنا عزيزا قويا , يسوده العدل والحق والخير , وتصلح منظومته التشريعية بما يتفق مع عقيدته , ووجدانه , وارثه الحضاري , ونظومته الأخلاقية , وتفعّل قوانينه ودستوره بعد إصلاحها , ويحافظ على ثرواته ومقدراته , ويحافظ على أمنه واستقراره , وتوفّر الحياة الكريمة لأبنائه ؛ ليفرض حبّه وتقديره على مواطنيه , ويكون مهوى أفئدة العرب والمسلمين , وقبلتهم فلا يدخله إلاّ الطاهرون من طالبي العلم , والأمن , والكرامة , والنصرة , والعلاج , وأصحاب الاستثمار الحقيقي لاعتقاده بأنّه وطن طاهر فلا ينبغي أن يدخله إلاّ الطاهرون ... هذا ما تريده معان وهذا عين ما يريده الشعب في جميع المحافظات , ومعان في ذلك تمثّل ضمير الشعب ووجدانه ,وصوته ولسانه , معان ترفض أن تكون بؤرة للإجرام والخروج على القانون, ولكنّها تؤكد بأنّه ثمّة جهات رسمية تحاول خلق مثل تلك الظواهر الشاذّة , ومعان تعلم بأنّ النظام وأجهزته المختّصة لو أراد القضاء على مثل هذه الظواهر لقضى عليها منذ زمن بعيد , ولكنّه يستثمر في زعزعة الأمن حفاظا على فساده واستبداده فقوى الفساد والإفساد وأبواقها من أذناب , وإعلام مأجور تسعى لتكريس الفساد بحجج برّاقة كبيت العنكبوت الذي لا يصطاد إلاّ الذباب وشبه الذباب , وتسعى مواصلة الليل بالنهار لتحويل هذا الوطن الطاهر الشريف إلى مكبّ لنفايات البشرية ورذائلها , وكأنّها موكولة بتوجيه صفعة لما يمثّله هذا الوطن من مشروع نهضوي , وشعب طليعي وحدوي لإظهاره أمام الآخرين طفيليا يعيش على مساعدات الآخرين وفتات موائدهم , ومركزا لغسيل أموالهم , ومنتجعا لقضاء شهواتهم , وبندقية للإيجار للدفاع عن ترفهم وفسادهم. 
يتساءل أهل معان ونحن نتساءل معهم من الذي صنع الإجرام ؟؟, وهم يعرفون كما نحن نعرف كيف يصنع هذا الإجرام برعاية رسمية , فالإنسان يولد على الفطرة , فيقع نتيجة ظروف معينة في خطأ صغير , ومع اهمال تقويم انحرافه من قبل الجهات الرسمية المعنيّة بهذا الشأن , وغضّها النظر عنه , وربما تشجيعه من طرف خفيّ , واستغلاله _يتحوّل إلى مجرم خطير ... فيتشكّل من جراء ذلك عصابات من المجرمين . 
يحاول الساذجون والمأجورون ومزورو الحقائق أن يلقوا بمسؤولية هذه الظاهرة على المجتمع وعشائره , وأحيانا يعزون ذلك للربيع العربي , وما يسمّى بسياسة الأمن الناعم ويتجاهلون بكلّ صفاقة ووقاحة أنّ ظاهرة الزعرنة ظاهرة قديمة فهي ليست وليدة الربيع العربي , ولا حتى عودة الحياة الديمقراطية كما يظنّ البعض , وإن كان التسيّب الأمني والتهاون مع المجرمين بدأ يلاحظه الناس بشكل ملفت للنظر منذ عام 1989م أي سنة عودة الحياة الديمقراطية , وهذه رسالة من الدولة العميقة , ومراكز القوى للشعب بأنّ ذلك هو ثمرة طبيعية لتطبيق الديمقراطية وإطلاق الحريات العامّة على أمل أن يضجّ الشعب ويطالب بإلغائها أمّا الحقيقة التي يعرفها الجميع فهي أنّ ظاهرة عصابات الزعران أصحاب الشفرات والمشارط واللصوص وتجار المخدرات ومروجوها , هي ظاهرة قديمة سبقت وجود الديمقراطية بعقود , وتشكّلت في زمن كانت فيه الدولة تطبق الأحكام العرفية , وتحكم سيطرتها على جميع مناحي الحياة. 
إنّ وجود هذه العصابات التي تؤذي الناس , وتبتزّ التجار , وتنشر الرعب , وتروج المخدرات في أوساط الشباب والأطفال منذ عدّة عقود , والتي زادت في العقود الأخيرة حتى أصبحت ظاهرة في جميع المدن والأرياف والبوادي_ يستوجب وقفة شعبية صادقة صارمة لفتح هذا الملف على الملأ لمعرفة الجهات التي ترعى الإجرام وتستثمره ......,فالكلّ يعرف أنّ هذه الظاهرة كانت تقتصر على المدن الكبرى ذات الخليط السكاني , ولكنّها في العقود الثلاثة الماضية بدأت بالتمدد والانتشار حتى وصلت المدن الصغرى والبوادي والأرياف ممثلة بتجّار المخدرات , ومروجيها , ومدمنيها , وعصابات لصوص المواشي والسيارت , والتي تعيث فسادا في المجتمع بدون حسب أو رقيب , وكان من ضحاياها بعض رجال الشرطة فليت شعري أين هذه الأجهزة التي تراقب الشعب , وتحصي عليه أنفاسه , وتعرف ما توسوس به نفسه عن مثل هؤلاء؟؟. 
ولا يقال بأنّهم يتمتعون بحماية من عشائرهم , فالعشائر منذ أيام الجاهلية كانت تتبرأ من مثل هذا الصنف , وتهدر دمه للجميع , وكانوا يطلقون عليهم اسم الخلعاء , وعند العرب الأواخر كانوا يتبرأون منهم ومما يفعلون , ويهدرون دمهم للجميع بطريقة تسمّى التشميس أيّ أنّ مثل هذا المنحرف يصبح مطرودا في الشمس غير مستظلّ بحماية من عشيرته , ولكن الآن انقلبت الصورة فمن يحمي عشائرهم منهم بعد أن عقدوا هذا الحلف المشبوه مع الجهات التي كان من المفترض أنّها حامية الحمى . 
لقد آن الأوان أن نقول بصوت واحد: كفى تسمينا للكلاب الضالة , وصناعة للإجرام ...... فالكلّ يعلم أنّ جهاز الأمن العامّ الأجهزة الأمنية المختصّة لم تقصر في ملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم فمن المسؤول عن حمايتهم ورعايتهم حتى أصبحت تلك الأجهزة من ضحاياهم؟؟؟ فلنقل جميعا: كفى فاللعبة مكشوفة , ولن نسمح بإراقة دماء أبنائنا وبناتنا في سبيل زعرنتكم وفسادكم وتآمركم يا معشر كبار الزمن الردئ. 
إنّ ظاهرة الإجرام كما قلنا هي ظاهرة عامّة في جميع المدن والأرياف والبوادي الأردنية , ولعلّ معان أقلّها نسبة بدليل أنّ المطلوبين فيها الآن والذين تثار ضدهم الضجّة هم بضعة عشر , ولكن العجيب الغريب المريب أنّ وزارة الداخلية وأجهزتها تتظاهر بأنّها عاجزة عن إلقاء القبض عليهم , وتطلب من الأهالي أن يسلموهم , وكأن الأهالي يحمونهم , وكأنّها لا تدرك أن تكليف الأهالي بهذه المهمّة هو تعريض لهم للأذى من مجرمين لن يستسلموا بسهولة , ولئن ألقي عليهم القبض فإنّه لن يطول بهم المقام في السجن ثم يعودون للانتقام ممن سلمهم , ونتساءل هنا هل عجزت الأجهزة الأمنية المشهود لها بالكفاءة , والتي لاحقت المطلوبين خارج الحدود , وتفاخرت بقدرتها على ذلك _ هل عجزت عن إلقاء القبض عليهم وهي التي تملك جيشا من المتعاونين والعسس الذين يستطيعون تتبع آثارهم , واستدراجهم للاعتقال , وهل عجزت عناصرهم المبثوثة في كلّ مكان من استلامهم مخدرين لا يفيقون إلاّ وهم في الزنازن؟ الكل يعلم أنّها غير عاجزة عن ذلك , بل ذلك أسهل عليها من سلّ الشعرة من العجين , فلماذا كلّ هذا التردد والتلكؤ ,والاحجام ؟؟؟؟ ولماذا قتلهم قبل تقديمهم للقضاء المختصّ ؟؟ علامات استفهام كبرى تحتاج إلى جواب مقنع نضعها بين يدي الشرفاء النزهاء من العقلاء ! 
ودعك من ملفّ الإجرام وقصّة المطلوبين والخارجين على القانون , وانظر إلى هذه المدينة التي تقع في قلب الصحراء في واد غير ذي زرع فماذا قدّم لها من مشاريع لتنميتها ولتوفير الحياة الكريمة لأبنائها ؟؟ فاسمع قصّة مصنع زجاج معان المقبور في المقال الذي كتبه بلال العقايلة تحت عنوان (( مصنع زجاج معان ومسلسل الخديعة )) والمنشور على موقع الحوار المتمدن – العدد 2661 تاريخ 29/5/2009م ثمّ إليك ما أوردته الكاتبة نوال الفاعوري في تعليق لها على صفحتي في الفيس بوك , والذي أن صحّ فإنّه يمثّل كارثة تجلّ عن الوصف حيث تقول : ((قبل أقل من سنتين جاء مستثمرون جادون جدا , وقدموا طلبا للإستثمار في معان مصنع زجاج سائب بقيمة مئتي مليون دولار في المرحلة الأولى يعمل فيه الف شاب وفتاة من معان , وما حولها يدرب سبعمائة منهم في المانيا , معان تمتلك أفضل تربة تحتوي على مادة الزجاج الخام في العالم كله , ذهل الألمان عند تحليل التربة سبعة وتسعون من التراب زجاج خام و ابتدأ ماراثون التراخيص و الواسطات والعثرات و قابل المستثمرون كل الكومسيونجية في البلد و ما أكثرهم ,..... بعد جهد جهيد قيض الله للمستثمرين رجلا مخلصا من ابناء الوطن أوصلهم لمقابلة مسؤول كبيرا جدا في الديوان الملكي ذلل لهم بعض العقبات وقابل المستثمرون الملك و تصوروا معه , و بدأوا في الإعداد للمصنع الا أن رئيس الوزراء في ذلك الوقت قال لهم ما في غاز لتشغيل المصنع نعطيكم ، وافقوا ان يمدوا انبوب غاز من الأنبوب الرئيسي على نفقتهم فرفض الطلب ، وافقوا على تغيير المصنع بمصنع يعمل على الديزل على ان يستوردوا الديزل هم من الخارج ، رفض الطلب وقالوا ان هذا امتياز حصري لمصفاة البترول ، طلبوا ان تزودهم المصفاة بالديزل بالسعر العالمي , وفوقه مربحا معقولا ,وحبة مسك وبوسة لحية فرفضوا ، ضحك المستثمرون , وهزوا رؤوسهم , وغادروا بينما بقي اللصوص يمدون السنتهم بعد ان افشلوا المشروع لأنه ليس فيه عمولات لأحد منهم. 
لو قام هذا المشروع مثلا … هل كانت معان ستثور اليوم أم أن ابنائها سيخافون على مصادر رزقهم و قوتهم و قوت ابنائهم .. معان بؤرة إرهاب يهدد الأمن الداخلي !!!! )) انتهى ..... ونتساءل عن مصير ما نشرته صحيفة الرأي يوم الخميس 2008-05-29 تحت عنوان {مصنع للزجاج فـي منطقة معان التنموية بقيمة 170 مليون دولار } والذي جاء فيه : ((عمان-بترا- أعلنت شركة تطوير معان أن اتفاقاً بقيمة 170 مليون دولار وقع امس بين مجموعة رمال القابضة القطرية وشركة ديتيك الالمانية المتخصصة في تكنولوجيا تصنيع الزجاج لانشاء مصنع للزجاج في منطقة معان التنموية. وسيبدأ العمل بانشاء المصنع العام الحالي وسيوفر عند اكتماله بعد 24 شهرا حوالى الفي فرصة عمل )) وها قد مضى على ذلك ستة أعوام عجاف ولم يظهر المصنع العتيد ؟؟ فكيف إن علمنا أنّه بعد تلك الوعود قد تمّ بيع المصنع على مستثمر خليجي لإعادة تشغيله , إذ يقول الكاتب بلال العقايلة في مقاله المشار إليه أعلاه ((المفاجأة اليوم هو قيام الحكومة مؤخراً بمنح امتيازات مجانية لمستثمر خليجي لإعادة فتح وتشغيل المصنع فكانت بمثابة صفعة جديدة لأبناء المدينة عندما شرع المستثمر بتفكيك بناء المصنع و( هناجره) وتقسيم أراضي المصنع البالغة حوالي خمسمائة دونم إلى قطع مرقمة وبيعها مع معدات المصنع.)) !! 
هذه بعض النماذج مما يجري في هذه المحافظة المحافِظة , القابضة على جمر الشرف والفضيلة !! 
وبعد ........... 
إنّ الفاسدين يحاولون بمكر الليل والنهار أن يحرفوا معان الكرامة والمجد إلى بنيّات الطريق , ويحاولون جرّها لمستنقعات العنف لينفردوا بها وحدها , وما كانت معان لتنحرف عن المحجّة البيضاء وهي التي عرفت فلزمت , فمعان تحمل قضية الوطن كلّ الوطن بسلمية وعقلانية , ولن تسمح للذين يحاولون استدراجها للوقوع في الخطأ والخطيئة , ولن تسمع لهم. 
نقول لمعان الكرامة والبطولة نحن معكم , والوطن معكم , وإنّها لأمانة عظيمة نضعها في أعناقكم تستوجب عليكم استحضار حكمتكم المعهودة , وحنكتكم المشهودة , ورجاحة عقولكم المحمودة لئلا تزلوا أو تضلوا _ لا سمح الله _ لأنّ هذا ما تريده قوى الفساد والاستبداد التي تحاول جرّكم إلى معارك جانبية خاسرة لا يستفيد منها إلاّ هم وأسيادهم القابعون وراء تلك البحار . 
ونقول لقوى الفساد والاستبداد التي تحاول شيطنة مدينتنا معان , وعنوان فخرنا .. نقول لهم خسئتم أيّها الفاسدون المفسدون , وخاب سعيكم , فما صمت هذا الشعب إلاّ حلما وتكرّما فإن لم تستقم قناتكم فهذا شعب لم يستقرّ في أوساطه مستبد فاسد , ولكم في التاريخ أكبر عبرة وشاهد ...... 
وأقول لجميع أبناء الوطن وأحراره وحرائره إلى متى هذا الصمت على ما يجري لهذه المحافظة الصامدة الصابرة التي تعيش مأساة تجاوز عمرها الثلاثة عقود ؟ أما آن لنا جميعا أن نقول للمتلاعبين بها والمتآمرين عليها كفى , لقد طفح الكيل , وبلغ السيل الزبى ؟؟ 
وختاما سلام الله على معان الشهامة والسخاء , والعزّة والإباء , سلام على معان حصن العروبة وقلعة الإسلام , سلام الله على أهل معان الكرام الأطهار وعلى شهدائهم الأبرار ..........