صرخة من القلب

فكرت كثيرا و طويلا قبل أن أبدا بكتابة هذه السطور .. و لكن الالم و الحسره و الوضع الذي أعيشه انا و الغالبيه العظمى من الشعب الاردني , جعلتني أصرخ و اكتب ما في قلبي حتى لا أصاب بذبحة صدريه أو جلطه دماغيه من القهر و الطفر و قلة الحيله ...

لقد قضيت أكثر من نصف عمري خارج الوطن , وطوال تلك الايام كنت أحلم بالعوده لوطني واهلي واحبابي .. و لكني لم اكن اتوقع في يوم من الايام ان يكون شعوري بالغربه هو في وطني وسط اهلي و احبابي !!

انا واحد ضمن مئات الالاف من المواطنين الاردنيين , الذين يفكرون بالهجره( في حال سنحت الظروف ) أو انهاء حياته بيديه ..

العمل غير موجود , المعيشه المناسبه صعبه , السكن الكريم حلم ,الحياه الكريمه دفنها الغلاء الفاحش و الفساد , الكرامه انهدرت بالتسول للحصول على الدعم الحكومي .

و بمناسبة الحديث عن الدعم الحكومي ( او دعم المحروقات ) للمتسولين امثالنا .. لماذا لم تضع الحكومه شرطا واحدا لاستلامه , الا وهو يجب على كل مواطن ان يكون غنيا !!
اتسائل لماذا يجب علينا ان نركض و نقف بالطوابير و نتسول امام مكاتب وزارة الصناعه و التجاره و بعد كل هذا التعب و التسول و شطب السجل ( المشطوب فعليا من الحياة العمليه ) , لا نحصل على شيءسوى الانتظار و في النهايه خيبة الامل ...
هل يوجد مواطن اردني واحد لا يملك سجلا تجاريا ؟؟ فكل الشعب الاردني حاول في يوم من الايام عمل مصلحة له او عمل ما .. حتى يستطيع ان يعيش بأمان و كرامه ليستطيع تأمين لقمة عيشه , و بالتالي فقد توجه لوزارة الصناعه و التجاره لهذه الغايه !!

ألم تتسائل الحكومه عن ارتفاع ظاهرة السطو و السرقه و القتل و المظاهرات اليوميه و الارتفاع الكبير من عمليات الانتحار ..الا يوجد في الحكومه من يطرح هذا السؤال على نفسه !!!

الفقر و الجوع , والعطاله عن العمل , والذل والقهر واهدار الكرامه, ورؤية أعز الناس يجوعون و يتعرون , و تفرد قلة من الناس بثروات هذا الوطن و سرقته , و تفشي الفساد دون حسيب .. ماذا بعد ذلك يتبقى لنا..الا الانتحار والموت بشرف !!

اتقوا الله فينا .... اتقوه قليلا