اهلا بالبابا بالاردن


صاحب القداسة البابا /فرنسيس الاول 
، إنكم وأنتم تزورون /الاردن تطؤون أرض التاريخ والوطن الذي احتضن أقدم حضارات العالم،مثلما هو مهد الانبياء ومحط الرسل والمعبد الكبير الذي يحتضن ارث وتراث الشعوب والديانات السماويه كما ا ن الاردن منارة من منارات المعرفة أضاءت للبشرية خلال قرون كثيرة كان العالم خلالها في معظم بقاعه يسترشد بنورها . 
من هنا من الاردن الذي استقبل الديانة المسيحية بعد /السيد المسيح حيث انطلق القديسين وتلامذة المسيح حاملين تعاليم الدين الجديد إلى العالم مبشرين برساله سماويه تدعو للخير والمحبه والتسامح تدعوللأخوة والعدالة والمساواة حيث جائها السيد المسيح ليبارك ارضها ويتعمد على يد يوحنا المعمدان الذذي كان ينتظره تاركا بصماته ووقع خطاه التي يسير على نهجها المومنين من كل حدب زصوب من الناصرة الى هذه البقعه المقدسة يعالج في طريقه ويشفي ويعلم 
. من هذا البلد الذي انتشر فيه الإسلام إلى العالم داعياً إلى العدالة والمحبة والمسـاواة بين الناس فلا يتميز أحد عن الآخر إلا بالتقوى 

تاتي زيارتكم اليوم تتويجا لجهود جلالة الملك وجهود الاردن بترسيخ مبادىء الوسطية والاعتدال والتسامح في المنطقة ، فلا يخفى على احد في ظل هذه الموجة من الاضطراب والانفعال الذي اصاب بعض دول الجوار ما يعيشه الاردن من امن واستقرار وهو فضل من الله وفضل من الحكمة التي تدير هذه الدولة. 
ولعل الاردن بموقعه المتوسط بين القارات الخمس واحتضانه وجواره لاهم المساجد والكنائس والمعابد وما وقعت فيه من الاحداث الدينية والتاريخية على مر العصور جعله في قلب الحضارة البشرية وجعل اسمه في اعمق وجدان الانسانية. 
وما زيارتكم للاردن اليوم الا خطوة مهمة على طريق ترسيخ أواصر الإخاء والتسامح بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيزا لرسالة السلام والامان. 
وكان الاردن قد حظي بثلاث زيارات للحبر الاعظم ، وتصادف زيارة البابا فرنسيس الاول في هذا العام الذكرى الخمسين للزيارة الاولى التي قام بها قداسة البابا بولس السادس في العام 1964 والتي كانت أول زيارة لبابا الفاتيكان خارج ايطاليا منذ الف عام ، حيث كانت الزيارة مهيبة وحافلة كأشد ما تكون الهيبة ، يوم خرجت عمان عن بكرة ابيها لاستقبال الضيف الكبير وكان على رأسهم المغفور له الملك الحسين بن طلال ، حيث حج البابا الى القدس والناصرة وبيت لحم ومن ثم المغطس حيث عماد المسيح عليه السلام ثم كانت الزيارة الثانية لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني في العام 2000 ، وكما استقبل اهل الاردن البابا بولس السادس اسقبلوا الحبر الاعظم يوحنا بولس الثاني بالحفاوة والاكرام وكان ذلك في ذكرى اليوبيل لمرور الفي سنة على مولد سيدنا المسيح عليه السلام ، وكان في استقباله عميد الهاشميين جلالة الملك عبد الله حيث اشاد البابا في كلمة الاستقبال بجهود جلالته الرامية الى السلام والمتصلة دوما بحفظ الامن والاستقرار في المنطقة 
واليوم تحلون علينا ضيفاً عزيزاً على شعب يعبد جميع أفراده الإله الواحد ويستمدون العون منه سبحانه وتعالى ويعيشون متحابين وعاملين لرفعة وطنهم وازدهاره فخورين بماضيهم العريق وبحضارات أجدادهم العديدة التي خلفت لهم إرثاً تاريخياً غنياً جعل من الاردن متحفا مفتوحا ومعبدا كبيرا و مهوى الافئده ومقصدا و موطناً للتسامح والمحبة وملجأ للمضطهدين وملتقى للأديان السماوية التي انتشرت فيها عبر التاريخ ودون انقطاع. يشهد على ذلك العديد من المعالم ودور العبادة الأثرية المنتشرة في سائر أرجائها والعيش المشترك وما تركه الاقدمين من اثار دينيه ظلت محميه مرعيه تشهد حرصنا عليها والاهتمام بها في واحه تميزت بالامن والامان والاستقرار بفضل سياسه وحكمه قادتها من ال هاشم البرره 

لقد أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء إلينا ليجنبونا الضلال، ويرشدونا إلى الطريق القويم. وشاءت إرادته تعالى أن تكون مسيرتهم مسيرة كفاح وعذاب في سبيل ترسيخ المبادئ التي نذروا أنفسهم لها. وكلنا يعرف الكثير عن معاناة وعذاب السيد المسيح وتلاميذه ورسله على أيدي الذين وقفوا ضد المبادئ الإلهية والإنسانية والقيم التي نادى بها السيد المسيح، وفي مقدمتها المحبة والتسامح والمساواة بين البشر. والسيد المسيح أراد من تلاميذه أن يتابعوا نشر هذه المبادئ وحماية البشر من أن يصيبهم ما عاناه . 

وأنتم يا صاحب القداسة تجسدون بوجودكم على الكرسي البابوي في الفاتيكان قمة المسؤولية في الحفاظ على هذه القيم. خاصة وأن هناك من يسعى دائماً لتكرار رحلة الآلام والعذاب مع كل الناس، 
ان تطبيق التعاليم السماوية يتطلب من كل المؤمنين بالله وكتبه ورسله الوقوف في وجه من يعارضها. فالمساواة تعني ألا يكون التعامل مع الشعوب الأخرى بالتعالي وبث الفرقه والمخاصمه أما المحبة فهي زرع القيم والعادات والتقاليد التي تدعو للالفه والجمع لاالتفرقة وللخير أما الصدق فيكون بالكف عن تشويه الحقائق الراهنة والتاريخية وعن الإدعاء بحقوق وتاريخ لا أساس لهما . 
إننا يا صاحب القداسة نقدر جهودكم والمشقه التي تحملتموها للوصول الى هذا الموقع الذي اجتمع فيه المنين من شتى اقطار العالم جاوا ليترجموا ما نادت به الكتب السماويه من حب وتسامح من أجل خير الإنسانية ونشر المحبة بين الناس ودفاعكم عن المظلومين ونشعر أنكم في صلواتكم التي تتذكرون فيها عذاب /السيد المسيح/ ستتذكرون أن هناك من يعاني ويتالم بحاجه لكلمه طيبه تعيد لهم الامل والفرح وتزرع فيهم المحبة 

اننا نرحب بكم وزيارتكم هذه هي ينبوع نعمة لنا ولجموع المؤمنين وللأرض المقدسة وما حملته من ارث وتراث نعتز به ونفخر . وتقوّي وتعزّز وحدة المسيحيين والتعايش مع اخوانهم معتنقي الديانات الاخرى وعلاقات الثقة والاحترام المتبادلين بين الشعوب. 

وهي تاتي بزمن تحتفل به الكنائس المسيحية بالفصح على اختلاف طقوسها ولغاتها وتقاليدها. القائم ومجيء العدالة وذلك بفضل صلاة الكنيسة والتزام المجتمع الدولي وجهود جميع أصحاب الإرادة الصالحة. 

ان المغطس ياصاحب السعادة بمفهومه الديني والتاريخي يقع على ارض الانبياء وممرهم الذي ساروا فيه ... فهو ارض يوشع بن نون عندما عبر النهر إلى اريحا عبر المغطس، وهو ارض النبي الياس عليه السلام عندما عبر النهر وصعد الى السماء بواسطة عربة تجرها خيول من نار كما ورد في العهد القديم (صفر الملوك الثاني الاصحاح الثاني)، هو ارض اليشع الذي استلم الرسالة من النبي الياس في موقع المغطس، وارض النبي يحيى عليه السلام الذي عاش في بريته في موقع المغطس، كما ان تلك الارض هي ارض السيد المسيح عليه السلام الذي تعمد فيها معلنا انطلاقة الديانة المسيحية للعالم 
وهو كنز اعتنت به الاردن على مدار السنين الماضية وسوقته وروجت له ليحتل موقعه على خارطه العالم السياحية الدينية 
.واهميتها بالتطوير والتوعيه والترويج كانت كافيه لوضع الموقع على خارطة السياحة العالمية ،. وتطوير المغطس قد مر في عدة مراحل وكان اصعبها هو ادخال فنون الحضارة والتطوير للموقع دون المساس في معالم المغطس ( برية يوحنا المعمدان) وأرض الانبياء عليهم السلام.... وكان هذا بمثابه تحد كبير تجاوزناه بايماننا وامكانتنا واستثمار الخبرات والقدرات والكفاءات 
صاحب السيادة . ان القيم الروحيه للمكان تطغى على القيم المادية ، فنحن لا نتحدث عن كنائس أثرية تم بنائها في القرن الرابع الميلادي في ذكرى عماد السيد المسيح فقط ، ولكن عن القيم الروحانية ، فهذه الأرض هي أرض الأنبياء ، أرض بزوغ الايمان ، أرض عماد السيد المسيح عليه السلام ، أرض انطلاقة المسيحية الى جميع انحاء العالم ، أرض كلمة سواء... ، أرض رسالة عمان ....، أرض التناغم بين اصحاب الرسالات السماوية ، أرض التعايش ، أرض العيش المشترك ، أرض السلام 
وتحظى الاماكن المسيحية المقدسة رعاية واهتمام كبيرين من العائلة الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني الذي اولى عنايته بالاماكن المقدسة جميعها من خلال الاعمار الهاشمي لمقامات الانبياء والصحابة ، ومن خلال انشاء الهيئات التي تعنى بالاماكن المقدسة كهيئة المغطس التي يرعاها الامير غازي بن طلال والتي تشرف على سلامة وتطوير هذا الموقع الديني بكل احترافية واقتدار 
لقد عمت وزارةالسياحة والاثار الاردنية على انشاء مسار سياحي يربط المواقع التي مر بها السيد المسيح قادما من الجليل مارا بجدارا والاغوار وعجلون ومن ثم الى هذا الموقع حيث التقي يوحنا الذي عمده من خلال لجان مشتركه مع رجال الدين والعلماء والكتاب بهدف حمايته والترويج له كقبله لكل المؤمنين 
مره اخرى ارحب بكم متمنيا لكم طيب الاقامه