د. أحمد ابو غنيمة يكتب: شرعية "البراشوت" تسقط امام شرعية "الشباب" في نقابة الصيادلة

د. أحمد ابو غنيمة يكتب: شرعية "البراشوت" تسقط امام شرعية "الشباب" في نقابة الصيادلة

 

أبدأ حديثي بالقول انه لا حول ولا قوة إلا بالله ...

نعم، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لأنه في الوقت الذي تتابع فيه الجماهير العربية وبفرح غامر سقوط الدكتاتوريات العربية واحداً تلو الآخر، يخرج علينا احد المحسوبين على الحركة الإسلامية في نقابة الصيادلة ببيان لا يقل سوءاً وفججاجة عن بيانات الزعماء العرب الذين سقطوا او في طريقهم للسقوط نتيجة ضغط الجماهير التي سئمت منهم ومن دكتاتوريتهم الظالمة ومن تمسكهم بالكراسي التي اعتقدوا انها ستدوم لهم أبد الدهر.

الزميل المخلوع من إدارة التيار الإسلامي في نقابة الصيادلة، والذي يعتقد ان التيار الإسلامي في النقابة مطوّب له وللأشبال الذين يطيعونه طاعة عمياء، لم يُرد سابقاً ولن يريد لاحقاً الإعتراف أن النكسة التي لحقت بالتيار الإسلامي في نقابة الصيادلة في الإنتخابات التي جرت العام الماضي، إنما هو شخصياً يتحمل نتائجها ووزرها، فكما أثبتت الوقائع أنه هو شخصياً من مارس تضليلاً متعمداً على أعضاء التيار حين تم فرض مرشح لمركز النقيب " بالبراشوت" وبالأوامر الحزبية ليس له أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالنقابة أو العمل النقابي، لتكون النتيجة التي توقعناها جميعاً في تلك الإنتخابات وهي السقوط المدوي لقائمة التيار "البراشوتية" بقيادة المرشح "البراشوتي" وبعض الأعضاء البراشوتيين الذين ضمتم قائمة التيار في تلك الإنتخابات.

الزميل المعني يبدو أنه لم يستوعب بعد، مجريات التاريخ البعيد والقريب والأحداث التي جرت في كثير من الدول العربية ولا زالت، حين تصّر الجماهير على نزع أية شرعية لا تتوافق مع تطلعاتها وآمالها، وما حدث في التيار الإسلامي في نقابة الصيادلة لا يختلف في سياقه العام عن حوادث التاريخ التي تتجاوز كل المتمسكين بكراسيهم ولو على حساب دمار شعوبهم وسحقهم وعدم الإعتراف بحقوقهم وحرياتهم في اختيار ما يناسبهم ويوافق أهدافهم سواء ما كانت منها الشعبية او النقابية.

لغة الإتهام والتخوين والإقصاء والتشهير بالذين حضروا الإجتماع الذي دعا له مؤسسو التيار الإسلامي وليس " المفصولون " كما يدعي ويكرر الزميل المعني، ليسوا طارئين على العمل النقابي، وليسوا بحاجة لشهادة منه أو من غيره من "البراشوتيين" في العمل النقابي الصيدلاني، فقد جمعهم وحدة الهدف وسمو الفكرة للنهوض بالعمل النقابي في نقابة الصيادلة مرجعيتهم في هذا وذاك توجهاتهم الإسلامية التي لن تكون حكراً على الزميل المعني وكل من لف لفه من الأشبال المحيطين به.

اجتماع مؤسسي التيار الإسلامي في نقابة الصيادلة بمجموعة طيبة ومختارة من الصيادلة الشباب هو الشرعية الجديدة للتيار الإسلامي في نقابة الصيادلة، فشرعية "البراشوت" "والأوامر الحزبية والفوقية" في التعامل مع الصيادلة أعضاء التيار قد انتهت إلى غير رجعة، لأن شرعية هذا اللقاء إنما تأتي من شرعية الشباب الذين حضروا هذا الإجتماع والقيادة الجديدة لتيارهم التي اولوها ثقتهم لتجميع الصفوف ورص الجهود للنهوض بالعمل النقابي المهني وليس الحزبي في نقابة الصيادلة.

أما قصة " المفصولون" التي كررها الزميل المعني في سياق كلامه، فلا أدري أين هي مصداقيته وشجاعته في ذكر هذا الموضوع وهو الذي لم يملك الشجاعة الكافية – بحكم موقعه السابق في إدارة التيار- لإبلاغ المعنيين بمثل هكذا قرار زائف من إدارة غير شرعية وتمارس عملها بلا غطاء شرعي من أعضاء التيار وخصوصاً بعد الهزيمة التي مني بها التيار تحت قيادتهم الفذة والملهمة، إلا إذا اعتقد الزميل المعني أنه ما زال يعيش في عصر محاكم التفتيش سيئة الذكر والصيت.  نه