هل يوجد بديل عن الكارثة ؟ !

ورد في الاثر عن رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم انه ما خُيّرَ قطٌّ بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن فيه اثمٌ او معصية ، تلك قاعدةٌ اجدرُ بان يقتدى بها وعلى جميع مستويات العمل والتعامل بدءاً من العائلة والعمل الشخصي وانتهاءً بتولي شؤون العامة وادارة ممتلكات ومقدرات الاوطان .

لا شك ان هذا الوطن الغالي بات يعاني من صعوبات اقتصادية قد تتطور إلى علّةٍ مزمنة توشك ان تبدوا للعيان اعراضها واوجاعها ومخاطرها المتمثلة بتلك المتوالية من استمرار العجز وارتفاع ارقام المديونية العامة وشبح البطالة والفقر وما يترتب عليهما من مخاطر اجتماعية وسياسية وامنيّة بدأت تطلُّ علينا طلّة الافعى من جحرها ذات يوم صيفيٍّ قائظ .

الحكومة الاردنية الموقرة هي اول المعنيين بالبحث عن البدائل ودراسة الحلول واستقراء النتائج والمفاضلة بين الخيارات ليس بحثاً عن الجانب الذي يريح الحكومة انما بحثا عن الجانب الذي يحمي هذا الوطن الغالي من خطر فتنٍ وكوارث كانت نائمة في غير مكان (حولنا وحوالينا ) ايقظتها ايدي من ارتقوا مرتقىً صعباً بالتمسك بالخيار الامني القمعي في محاولات يائسة لاطفاء نار كانوا هم اول من اشعل فتيلها وزادها حطباً ووقوداً فاصبحت اخدوداً تهاوت في قاعهِ المستعر جثامين القتلى والمشردين واللاجئين واحترقت في اتونه ثروات ومقدرات ومكتسبات حققتها الشعوب بالكدّ والصبرِ على مدار السنين فاصبحت هباءً منثوراً تذروه الرياح في وجوهِ ذوي الخيارات الرعناء والقرارات الهوجاء والانياب المتعطشة للدماء .
نحن الاردنيون من شتى الاصول ولا فخر طالما اتصفنا ووصفنا قيادةً وشعباً بالعدل والتسامح والمروؤة والنجدة وطالما زينتنا مكارمُ اخلاقٍ من الرفق والرحمة وطالما افتخر هذا الوطن الغالي برجالٍ اهلُ حكمةٍ ودراية (يفكّون النشب ) ... يحترمون الكبير ويحنّوا على الصغير ... يرشدوا الجاهل ويجبروا الكسير ... وما زالت تلك الارضُ الطيّبةُ ولاّدةً لمثل تلك القامات التي تعلوا بتواضعها وتسموا بمبادئها وتأنفُ ان ترتع زوراً وبهتاناً في مقدرات ومكتسبات الوطن وتستحي ان تغوص حتّى خواصرها في مستنقعات الوحل وخضراء الدِّمن .

ما وقع في مدينة معان يطلق ( زاموور خطر) ونسأل الله ان لا يضرب على آذانِ القادرين من رجال هذا الوطن ان يفقهوا الامر وان يستشعروا الخطر ويتبينوا صحيح البدائل ، هل يوجد بديل ؟ ... نعم يوجد بديل عن الكارثة ... بحاجة لمن يبحث عنه ويضعه على الطّاولة للتنفيذ .

صالح ابراهيم القلاب