الوان النفوس وبياض الثلج

الذات البشرية صنفان الابيض والاسود,الخير والشر واذا ما اردنا الغوص في اعماقها نجد الوانا شبيهة بالوان السمك فلا يمكن ان ترى في البحر لون واحد بل الوان زاهية ومتعددة كل لون يحكي حكاية جميلة هكذا هي نفوس البشر متلونة ومتعددة تولد بيضاء صافية نقية ما تلبث ان تتغير وتتبدل وتتحول لسوداء داكنة كقطع الليل الحالكة .لماذا تتلون النفوس؟سؤال يستحق المجازفة والخوض في اعماقه لما له من اهمية في حياتنا و يعتمد عليه نجاح مجتمع باكمله.تتلون النفوس بسبب حقد او كراهية او نتيجة حسد ومرض وقساوة القلوب والسبب الاهم هو البعد عن الله وعصيانه. 
النفس البشرية تولد على الفطرة كبياض الثلج ونقاءه لا تلبث ان تتحول لسوداء داكنة كقطع الليل الحالكة .لماذا اصبحت قلوبنا سوداء لا تعرف الا الكره والبغض والنفاق والغش ولماذا انعدم الوفاء والطيبة وصفاء القلب؟اذا ما عدنا للوراء قليلا تقريبا ما يقرب من نصف قرن كانت الحياة بسيطة خالية من مظاهر التقدم والتكنولوجيا كان الانسان فلاحا يعمل في ارضه وياكل من نتاج محصوله وكان باله مرتاح والبساطة تغلب على حياته وكان الناس لايعرفون الحقد والبغض ولم يكن نفاق او كذب او فساد او نميمة فقد كان الجار يخاف على جاره بعكس اليوم اذا القيت السلام على جارك القريب ادار ظهره لك ونسي التعاليم الاسلامية وحق الجار حتى الروابط الاسرية صارت صفر على الشمال وصار الاخوة يبغضون بعضهم البعض بسبب المادة والدولارات .الزمن لم يتغير منذ بدء الخليقة ولكن الانفس التي تغيرت وتبدلت فالانسان يولد على الفطرة فمنها من يسير في طريق الخير ومنها من يسير في درب الشر .الخير والشر متلازمان حتى قيام الساعة ولكن هنيئا لمن سلك طريق الخير وتجنب المسير في طريق سوداء قاتمة ..الانفس تتلون كذلك في العبادات فقد ترى انسان يصلي ويعبد الله وانسان ملحد لا يعرف الله وقد ترى امراة محجبة وصديقة اخرى لها تلبس ملابس ضيقة وبعيدة عن منهج الله وكذلك قد ترى انسان مستقيم واخر يرتكب الموبقات.نسأل الله الثبات على الطريق الذي نهجه الله سبحانه وتعالى للبشرية جمعاء.