أما آن الاوان لانعاش معان


معان هي اقدم عاصمة اردنية، كما انها اكبر محافظة ايضا واوسعها مساحة، ولكن لماذا تفتقر الى المظاهر الحضارية الحديثة مثل العاصمة عمان او اربد او الزرقاء، من شوارع حديثة منظمة، او مراكز تجارية ومولات كبيرة وفنادق ومنتجعات وجامعات وكليات وغيرها، هي فقط تلك الجامعة التي تعثر بها الزمن في معان وهي يتيمة لااخوة لها.
اين الشركات الكبرى والاستثمارات، لابل لنقل اين قوانين تشجيع الاستثمار عنها لاجتذاب تلك الشركات او تلك الاستثمارات، وماذا يمنع ان تكون هي المنطقة الاقتصادية الخاصة، فهي بالمقومات اكبر وافضل كثيرا من العقبة، وبالامكان ان تكون العقبة هي منطقة الموانىء لهذه المنطقة الاقتصادية، او لتكن هي المنطقة الاقتصادية الخاصة الثانية بالاردن بعد نجاح هذه الفكرة على منطقة العقبة.
لو تم اعلان معان منطقة اقتصادية حرة، فبغضون فترة زمنية قصيرة نفس اهل معان لن يتعرفوا اليها من الحضارة التي ستلحق بها والتطور الذي ستشهده والذي سيشاركون ويشتركون به، وقد اثبت اهل معان انهم خير تجار، فكثير من تجار منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة هم اصلا من محافظة معان، ولعدم وجود الفرص المناسبة بمحافظة معان انتقلوا للاستثمار والعيش في معان.
اليس ،،،، لو كان الاهتمام بتلك المحافظة اكبر مما هو عليه، وتعطى حقها من الاستثمار والتطور، لما شعر اهلها بالظلم والاضطهاد، وهذا ذنب الحكومات السابقة متعاقبة وليس حكومة واحدة، واعتقد انه يجب على الحكومة الانطلاق فورا لبدء الاستثمار والتطوير بهذه المحافظة التي تم اهمالها على مر الزمن للتكفير عن اهمال سبق.
لقد عملت وعشت هناك عاما من الزمن سابقا بحكم عملي، واكلت من خيراتها وشربت من مائها، وعاشرت اهلها، وهم من اوسع الناس صدرا، واكثرهم كرما (مع قلة مواردهم) ونخوة، ولم اشعر للحظة واحدة انني لست بين اهلي وناسي وعشيرتي، وبكيت حرقة والما عند مغادرتي معان، لطيبتها وطيبة اهلها، وهم فعلا يستحقون كل خير، ومازال طعم الرز الحامض صباح العيد تحت لساني، والكعك المعاني ذو النكهة الخاصة مع حب اليانسون، وتحياتي لكل اهل معان الطيبة.

رائد شيكاخوا
كاتب ومحلل سياسي